يحتفل العالم في الأول من شهر ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للإيدز، في إطار دعم الأشخاص المصابين والمتأثرين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
فيروس الإيدز يضر بجهاز المناعة، ويؤثر على خلايا CD4 ويقتلها، وهي نوع من الخلايا المناعية تسمى الخلايا التائية، وينتقل الفيروس من خلال سوائل الجسم التي تشمل "الدم، المنى، سوائل المهبل والمستقيم، حليب الثدى".
وتسبب فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، منذ أن اكتُشف عام 1984 وحتى اليوم، في وفاة أكثر من 35 مليون شخص في أنحاء العالم؛ الأمر الذي يجعله واحدًا من أفتك الأوبئة في التاريخ البشري، اذ يوجد في بريطانيا وحدها أكثر من 103,800 شخص مصاب بالإيدز، ويُقدَّر الرقم عالميًّا بما يقارب 38 مليون شخص، من بينهم 7.1 مليون شخص لم يعلم مسبقًا بأنه مصاب بالإيدز.
وسجل عام 2019 وحده، 690 ألف حالة وفاة نتيجة أمراض مرتبطة بالإصابة بالإيدز، و1.7 مليون إصابة جديدة في أنحاء العالم، وتُصاب أسبوعيًّا قرابة 5,500 امرأة شابة بين عمرَي 15-24 بالإيدز.
وفي 2019؛ قُدِّرت نسبة النساء المصابات بـ 48% من مجمل الإصابات المسجلة عالميًّا، من مجمل المصابين بالإيدز في أنحاء العالم عام 2019؛ حصل 67% منهم على العلاج المناسب، و59% تحقَّق لديهم تثبيط النشاط الفيروسي.
أسباب انتشار الفيروس
في ظل ارتفاع أعداد المصابين، كشف الخبير بالمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، أندرو أماتو غاوتشي، أسباب العجز عن الحد من انتشار هذا المرض في أوروبا، موضحًا في حوار مع وكالة "نوفوستي" أنه رغم امتلاك الأطباء كل الأدوات اللازمة لوقف تفاقم هذا المرض، إلا أن أعداد المصابين في ارتفاع متواصل.
وأوضح أن واحدًا من أهم أسباب تواصل العدوى بهذا المرض، يكمن في أن أغلب الإصابات يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، وهو ما يعني أن المصابين قضوا فترة طويلة ولمدة سنوات دون القيام بفحوص، وهذا ما يحتم تحسين وتفعيل برامج اكتشاف هذا المرض في مراحل مبكرة في كل الدول الأوروبية.
طرق تنقل المرض
تتضمن بعض الطرق التي ينتقل بها فيروس نقص المناعة البشرية من شخص لآخر، من خلال ممارسة الجنس وهو أكثر طرق الانتقال شيوعًا، ومشاركة الإبر والمحاقن والأشياء الأخرى لتعاطي المخدرات بالحقن، ومشاركة معدات الوشم دون تعقيمها بين الاستخدامات.
كما ينتقل أيضًا عن طريق التعرض للدم والسائل المنوي والسوائل المهبلية والمستقيم وحليب الثدي لشخص مصاب بفيروس نقص المناعة، مثل من خلال إبرة.
ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء والأنسجة، ومع ذلك فإن الاختبارات الصارمة لفيروس نقص المناعة البشرية بين المتبرعين بالدم والأعضاء والأنسجة تضمن أن هذا نادرا جدًا في الولايات المتحدة.
ويمكن استخدام عدة اختبارات مختلفة لتشخيص فيروس نقص المناعة البشرية، ويحدد مقدمو الرعاية الصحية الاختبار الأفضل لكل شخص، واختبارات الأجسام المضادة هي الأكثر استخدامًا، ويمكن أن تظهر نتائج إيجابية عادة خلال 18-45 يومًا من الإصابة بالفيروس.
أعراض الإصابة بالإيدز
تسمى الأسابيع القليلة الأولى بعد إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة البشرية بمرحلة العدوى الحادة، وخلال هذا الوقت، يتكاثر الفيروس بسرعة، ويستجيب الجهاز المناعي للشخص عن طريق إنتاج الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، وهي بروتينات تتخذ إجراءات للرد على العدوى.
وخلال هذه المرحلة، لا تظهر أي أعراض على بعض الأشخاص في البداية، ومع ذلك، يعاني العديد من الأشخاص من الأعراض في الشهر الأول بعد الإصابة بالفيروس، لكنهم غالبًا لا يدركون أن فيروس نقص المناعة البشرية يسبب هذه الأعراض.
والأعراض قد تكون خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تشمل الأعراض المبكرة للإيدز: "حمى – قشعريرة - تورم الغدد الليمفاوية - الأوجاع والآلام العامة - الطفح الجلدي - التهاب الحلق - صداع الراس – غثيان".
الإيدز في مصر
أوضحت وزارة الصحة والسكان المصرية، أنه حتى نوفمبر من العام الماضي، فإن عدد المتعايشين مع فيروس الإيدز في مصر بلغ أكثر من 13 ألف حالة، منهم 7800 يتلقون العلاجات الدوائية، كما أن أعلى فئة عمرية بين المتعايشين ما بين سن 25 و35 عاما ويمثلون 42% من مجمل الحالات التى تم اكتشاف إصابتها بصورة طوعية، مؤكدة أن نسبة الإصابة بالايدز فى مصر لا تتعدى 0.02%.
وأكدت وزارة الصحة أنه يتم متابعة بروتوكولات العلاج المحدثة والحد من انتشار عدوى الإيدز بحلول عام 2030 بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشارت الوزارة إلي أنها بصدد افتتاح 13 مركزا جديدا بالمستشفيات لعلاج مرضى الإيدز بجانب باقى مراكز علاج الإيدز المتواجدة فى 14 محافظة، بما يساهم فى تغطية خدمات علاج مرض الإيدز فى كافة محافظات الجمهورية.