يعيش رب الأسرة المصري على مدار العام أياما عصيبة، لكنها في بعض المواسم تزداد صعوبة، فبينما يكون مطالبًا كل شهر بتدبير مصاريف البيت واحتياجات أسرته، تأتي بعض الأوقات بالتزامات إضافية لا تكون بسيطة أبدا.
يعد بداية سبتمبر من كل عام أحد أبرز هذه المواسم، إنه موسم دخول المدارس، وعلى وقع هذه المناسبة يتحول كل بيت مصري إلى ما يشبه دولة أعلنت لتوها حالة الطوارئ وشرعت في إجراءات تقشف اقتصادي لتدبير ميزانية طارئة، وهي إجراءات لا غنى عنها.
"موسم دخول المدارس" يختلف عن مواسم الضغط الأخرى التي تستهدف جيب رب الأسرة المصري، فهو لا يحتمل ما قد تحتمله مواسم أخرى، كرمضان والأعياد، والتي يمكن أن تمر بنفقات أقل، فالطعام "وسط اللمة"، والفرحة مع العدد قد لا تتطلب مبالغا ثابتة، فهي تخضع لمتغيرات مرنة، أما المدارس، فإن عدم دفع المصروفات المدرسية يعرض الابن لمشكلات كبيرة داخل مدرسته قد تصل إلى الطرد، في أحيان محددة، وكذلك عدم شراء لوازم المدرسة وأدواتها سيعطل حركته تماما، علاوة على إمكانية تأثره نفسيا، عندما يرى أقرانه قد أحضروا تلك الحاجيات وهو لم يحضرها.
من هنا، تستدعي هذه الفترة تدبيرا استثنائيا من "مجلس إدارة الأسرة"، لكي تمر بسلام، وفي هذا الإطار من المهم تقديم عدد من النصائح..
أولا: مصروفات المدرسة
يعد هذا البند من المصاريف الثابتة، والتي يجب أن تدفع بشكل كامل، وليس كمصروفات المستلزمات الدراسية التي يمكن أن تقل أو تزيد، حسب المطلوب شراؤه ومكان الشراء، بل إن مصروفات المدارس تزداد سنويا بنسبة تتراوح بين 15 و 20% تقريبا.
في حالات كثيرة، تتولى ربة المنزل تدبير ذلك البند على مدار العام، لأنه يكون مبلغا كبيرا، عادة، فيصعب توفيره من راتب شهر واحد، لاسيما إن كان الأولاد في مدارس خاصة، فيتم الادخار شهريا طوال العام أو عمل "جمعية".
لكن، في حالات أخرى، قد لا يتيسر الادخار أو أن يكون قد حدث أمر طارئ اضطرت معه الأسرة في التصرف بذلك المبلغ الذي ادخروه، في هذه الحالة يجب عليك البدء فى تدبير أكبر جزء ممكن من النفقات فورا، قد يمكنك الاقتراض من صديق أو من العمل، قم بتحديد الأولويات و اسأل فى مدرسة طفلك هل يجب دفع المصاريف دفعة واحدة أم إنها تقسم على مدار العام؟ معظم المدارس تعمل بالنظام الثاني و هو ما سيسهل عليك الأمر بعض الشئ فى تدبير بقية المصاريف.
ثانيا: الزي المدرسي (اليونيفورم)
إذا كان هذا هو العام الأول لطفلتك/لطفلتك في المدرسة، فبالتأكيد سيتم شراء "يونيفورم" جديد، يجب حينها السؤال عن الأسعار، ومعرفة أماكن بيعه، واختيار الأقل سعرا، في حالة تمتعه بالجودة المقبولة.
أما إذا كانت المدرسة تجبر أولياء الأمور على شراء "اليونيفورم" من مكان معين، حينها من الأفضل أن تشتري مقاس درجة أكبر ليناسب طفلك فى العام التالي، ولكن يجب ألا يكون أكبر بشكل ملحوظ، كي لا يتعرض الطفل للسخرية أو التنمر في المدرسة، إذا ظهر بملابس فضفاضة أكثر من اللازم.
من المهم أيضا أن تشتري في البداية طقما واحدا فقط، ويمكنك بعد ذلك شراء طقم آخر، فى نهاية شهر أكتوبر مثلا، بعد دخول المدارس و"نهاية الموسم"، حينها ستقتنيه بسعر تنافسي.
إذا كان هذا ليس العام الأول لطفلك، فيمكن للأم مراجعة ملابسه الخاصة بالعام الماضي إذا كانت لازلت تناسبه و تناسب المرحلة الدراسية، يمكن صبغها مثلا أو فك الثنيات للطول أو الوسع، وتجهيزها لتصبح مثل الجديدة تماماً بأقل تكلفة تذكر.
بالنسبة للحذاء، لا داعي لأن تشتري، هذه الأيام، أكثر من حذاء، فالجميع يرفع الأسعار بالتزامن مع دخول موسم المدارس، اقتن الآن حذاء واحدا، ثم اشتر واحدا آخر، إن أحببت، بعد عدة أشهر، ونفس الطريقة اتبعها مع المعاطف (الجواكت) الشتوية، انتظر قليلا، فالموسم الدراسي لا يبدأ بقلب الشتاء البارد.
ثالثا: المستلزمات المدرسية (الكشاكيل والكراسات وما شابه)
في البداية، يجب أن تعلم أن شراء المستلزمات المدرسية بكميات أكبر من إحدى أسواق الجملة قبل بدء الدراسة يظل الخيار الأفضل، إذا كان هذا هو العام الأول لطفلك/طفلتك يمكنك أن تسأل أحد أولياء الأمور ممن لهم أطفال يدرسون بالفعل عن أكثر الحاجيات والمستلزمات التي تطلبها المدارس من التلاميذ في بداية العام الدراسي، لتكون متسلحا بالمعرفة الفعلية قبل نزولك للشراء.
لا تقع في فخ شراء الكتب الخارجية قبل بدء العام الدراسي، انتظر حتى يبدأ العام الدراسي، لأن الكتب الخارجية الجديدة تنتظر بدء الدراسة ونزول المناهج، ومراعاة التعديلات التي تتم بها.
وإذا كانت كتب طفلك الخاصة بالعام الماضي بحالة جيدة، يمكنك استبدالها أو بيعها بنصف الثمن لبعض المكتبات أو المحلات، وبالتالي تشتري الكتب الجديدة بتكلفة أقل، حيث يقومون بإعادة تدويرها مرة أخري أو بيعها لفصول محو الأمية فى بعض المناطق بتكلفة قليلة.
رابعا: المواد الغذائية
الطعام المعد بالمنزل أفضل من الناحية الصحية لأطفالك، ومن الناحية الاقتصادية لجيبك، فلا تعتمد على إعطائهم الأموال لشراء طعامهم من "كانتين" المدرسة، أو المحلات في محيطها.
يمكنك شراء المواد الغذائية بكميات أكبر من محلات الجملة، ومعظمها يقدم عروضا مغرية في بداية العام الدراسي.
بالنسبة لصندوق الطعام أو "اللانش بوكس"، لا داعي لشراء واحد جديد، إذا كان لديك واحد من العام الماضي، يمكنك تجديده لطفلك ببعض الملصقات الملونة مثلا.
يمكن للأم أن تخزن فواكه وتصنع منها عصائر للأطفال، ستكون أرخص من العصائر الجاهزة، وأكثر أمانا.
خامسا: مصروف الطفل اليومي
قد لا يكون أمرا سيئا أن تخصص يومين أو أكثر لإعطاء طفلك مصروفا، لتعلمه كيفية إدارة الأموال والاعتماد على النفس والاختيار، مع التنبيه عليه بحسن اختيار ما يأكله أو ما يشربه بهذا المال.
الفترة التى تفصل بين كل مصروف وآخر تختلف حسب سن الطفل وقدرته على إدارة المال، فمثلا الطفل فى مرحلة الحضانة والسنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية يمكن إعطاؤه مصروفا يوميا، وفى السنوات الثلاث الأخرى من المرحلة الابتدائية وفى المرحلة الإعدادية يمكن إعطاؤه مصروفا أسبوعيا، ثم فى المرحلتين الثانوية والجامعية يُعطى مصروفاً شهريا.
موسم دراسي سعيد.