رئيس التحرير: عادل صبري 10:23 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

حكاية «مسلة» بناها رمسيس الثاني.. ستُزَيّن ميدان التحرير قريبًا

حكاية «مسلة» بناها رمسيس الثاني.. ستُزَيّن ميدان التحرير قريبًا

منوعات

مسلة رمسيس الثاني امام مطار القاهرة الدولي

حكاية «مسلة» بناها رمسيس الثاني.. ستُزَيّن ميدان التحرير قريبًا

أحلام حسنين 19 أغسطس 2019 23:32

مسلة طولها 13 مترا سيتم نقلها من مطار القاهرة ليتزين بها ميدان التحرير قريبا، ضمن خطة الحكومة لتطوير القاهرة الخديوية، ولكن لهذه المسلة قصة تاريخية ترجع إلى عصر الملك رمسيس الثاني، سنتعرف عليها خلال السطور التالية.

 

كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قد كلف بسرعة البدء في تطويرميدان "التحرير"، بتزيينه بإحدى المسلات، التي يتم ترميمها بطول 19 متر، ضمن جهود تطوير القاهرة التاريخية.

 

وقال مدبولي، خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس، إن ميدان التحرير هو أحد أشهر الميادين في مصر، بل وفي العالم، والحكومة مهتمة بإظهاره في أبهى صورة، ليكون مزاراً، ضمن المزارات الأثرية والسياحية في المنطقة.

 

وأضاف رئيس الوزراء أن هناك تكليف من الرئيس السيسي بتطوير القاهرة التاريخية، وهو ما يسمح بعودة القاهرة لدورها التاريخي والثقافي والسياحي والأثري.

 

ومن أهم التطورات التي ستُجرى في ميدان  التحرير هي وضع مسلة مصرية قديمة لتزيين الميدان، يرجح مصادر بوزارة الآثار وخبراء أثريون، أنها ستكون مسلة الملك رمسيس الثاني الموجودة حاليا بمطار القاهرة.

 

وبحسب تصريحات مصادر بوزارة الآثار لأحد المواقع الإخبارية، فإن المسلة الوحيدة الموجودة في القاهرة التي يمكن نقلها هي مسلة المطار، خاصة أنها تعد قريبة مقارنة بأي محافظة أخرى قد يتم النقل منها، فضلا عن أنها مناسبة للطول المشار إليه، إذ أن طول المسلة 13 مترا والقاعدة 6 أمتار، ليصبح طولها كلية 19 مترا.

 

وتعود مسلة المطار إلى الملك رمسيس الثاني وهي مصنوعة من الجرانيت الأحمر، بحسب ما ذكرته صفحة "المؤرخون المصريون، على موقع التواصل الاجتاعي فيس بوك، وكان موطنها الأصلي فيتانيس "صان الحجر" بمحافظة الشرقية، وتم نقلها سنة 1984 في الذكرى الثانية لانسحاب إسرائيل الكامل من سيناء.

 

ويروي أحمد الدسوقي، الخبير الأثري، أنه بعد فترة قصيرة من اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، رأت الحكومة المصرية أن تحضر بعض الآثار القديمة للقاهرة، وفى هذا الوقت تقرر نقل التمثال الضخم لرمسيس الثانى من منف "ميت رهينة"، ليوضع فى ميدان محطة مصر قبل أن يتم نقله مؤخرا إلى المتحف المصري الكبير، كما تقرر نقل مسلة لرمسيس الثانى أيضا من تانيس لإحدى حدائق الجزيرة بالزمالك.

 

وأضاف الدسوقي، في مقال سابق له بجريدة "أبو الهول" المتخصصة في الشأن السياحي، أنه هيئة الآثار في هذا الحين قررت أن تحضر مسلة أخرى للعاصمة من تانيس وأقيمت هذه المسلة على قاعدة صناعية شيدت لهذا الغرض فى مطار القاهرة لتستقبل وتودع المسافرين.

والمسلة التى أقيمت بمطار القاهرة هى إحدى المسلات الثلاث والعشرين التى كانت ملقاة فى خرائب تانيس ومن تلك المسلات حوالى عشر مسلات كاملة، وتتميز مسلة رمسيس الثانى بمطار القاهرة بإرتفاعها حوالى 17 متر وتعتبر فى حالة حفظ كاملة خاصة بعد ترميمها.


وعلى كل جانب من جوانب القمة الهرمية للمسلة منظر يمثل الملك رمسيس الثانى راكعا أمام أحد الآلهة يتلوه خط رأسى من الكتابة على جسم المسلة نفسها منتهيا بمنظر يشبه إلى حد كبير المنظر الموجود على القمة الهرمية، والآلهة الموجودة أسفل المسلة هى، بتاح، رع حور آختى، إله طمس إسمه، والإله آتوم.

 

وتذكر الكتابة على جوانب المسلة الأربعة اسماء الملك مبتدئة بإسمه الذى يمثله خليفه للإله حورس "الإسم الحورى للملك"، ثم الإسم الذى اتخذه عند توليه العرش "إسم التتويج "، ثم الإسم الذى عُرف به عند ولادته، وقد نقشت كل مسلات رمسيس الثانى فى تانيس بنفس هذه النصوص الظاهرة.


وعلى القمة الهرمية منظر يمثل الملك رمسيس الثانى راكعا أمام الإله آتوم، أما المسلة نفسها عليها كتابة " حورس الثور القو ، العظيم فى قوته ، ملك الوجه القبلى والبحرى ، عظيم كعدالة رع ، المختار من الإله رع، ابن الشمس، رمسيس محبوب آمون ، الذى هزم رؤساء البلاد الأجنبية والذى هاجمهم وفرض عليهم أن يحضروا الجزية إلى سراية وهو ابن الشمس ، رمسيس محبوب آمون للأبد ".

 

وفى الأسفل منظر للملك راكعا أمام بتاح سيد العدالة، أما الواجهة الشرقية للمسلمة، فترى على القمة الهرمية الملك راكعا ومقدما إنائين لإله طُمس اسمه، أما المسلة نفسها عليها كتابة " حورس الثور القوى، العظيم فى قوته، ملك الوجه القبلى والبحر ، عظيم كعدالة رع، المختار من الإله رع، ابن الشمس، رمسيس محبوب آمون، الذى هزم بلاد الريتو  فاتح طرقهم، والمستولى عليها بشجاعته وانتصاراته، ابن الشمس، رمسيس محبوب آمون معطى الحياة "، وفى الأسفل الملك راكعا ومقدما إنائين للبخور أمام الإله رع حور آختى.

وعلى القمة الهرمية للواجهة الجنوبية للمسلة، يرى الملك راكعا أمام الإله آمون رع، وعلى المسلة نفسها كتابة " حورس الثور المميز للحكام ، محبوب مونتو ، ملك الوجه القبلى والبحرى ، العظيم كعدالة رع والمختار من رع ، إبن الشمس ، رمسيس محبوب آمون ، الذى يمد حدود بلاده لأقاصى الأرض دون معارضة تبعا لرغبته ، إبن الشمس ، رمسيس ، محبوب آمون ، مثل رع ". وفى الأسفل يرى الملك راكعا فقط.

الواجهة الغربية للمسلة يرى على قمتها الهرمية الملك راكعا أمام إله طمس اسمه، وعلى المسلة نفسها كتابة "حورس، الثور القوى، محبوب العدالة، الذى يمثل سيد القطرين، الذى يحمى مصر ويهزم البلاد الأجنبية، حورس الذهبى، طويل العمر وعظيم الانتصارات، ملك الوجهين القبلى والبحرى، عظيم كعدالة الإله رع والمختار من الإله رع، إبن الشمس، رمسيس محبوب آمون، معطى الحياة ومحبوب الإله آمون ملك الآلهة "، وفى الأسفل يرى الملك راكعا أمام الإله آتوم.

 


ولم تكن عملية نقل المسلة والتى تزن 120 طن من صان الحجر إلى موقعها الحالى بمطار القاهرة من الأمور السهلة، فتم مراعاة بعض الأمور والتجهيزات قبل نقلها ومنها استعملت اسطوانات حديدية وضعت على وسادات خشبية وشدت بأحبال من الصلب القوى بواسطة أوناش يدوية.

 

وتم تحريك المسلة إلى الطريق العام بواسطة مهندسى وعمال هيئة الآثار المصرية فى ذلك الوقت، وتم نقلها إلى موقعها الجديد أمام بوابة مطار القاهرة الدولى وتمت أعمال الترميم المعمارى للمسلة وإستكمال الجزء المفقود منها، وقد كانت أعمال الترميم تسير سيرا متوازيا مع أعمال إنشاء القاعدة التى قام بتصميمها وتنفيذها مهندسو هيئة الآثار المصرية أنذاك.

وتم ربط المسلة بالقاعدة بواسطة وسائد من الحديد وحزام من الخرسانة بإرتفاع 50 سم ، وقد استخدم فى رفع المسلة ونش ضخم يصل حمولته إلى 350 طن، وتم تركيب قمة هريم من النحاس المذهب فوق المسلة حتى تظهر بشكلها الطبيعى. 
 

وبحسب خالد أبو العلا، مدير آثار المطرية وعين شمس بوزارة الآثار المصرية، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، فإن «المسلة تخص الملك رمسيس الثاني، وارتفاعها يبلغ 12.5 متر، وتم نقلها من صان الحجر بمحافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة)، عام 1964، حيث ثبتت في حديقة المسلة على النيل، وأمام برج القاهرة، كمعلم من معالم مصر التاريخية".


وقال خالد أبو العلا إن "المسلة هي رمز من رموز إله الشمس، الذي كان مقره منطقة المطرية، وانتشرت أمام صروح المعابد في مصر القديمة، وأحياناً أمام المقابر، وتختلف في طبيعة المواد التي نحتت منها، لكن أشهرها على الإطلاق الجرانيت الوردي، كما تختلف أطوالها باختلاف الصروح التي تقام أمامها، ويصل طول بعضها إلى أكثر من 20 مترا".


وأضاف أن «المسلة كان يدون عليها اسم الملك الذي أسسها، وألقابه، وأهم أعماله، وتكرس لأحد الآلهة القديمة، آتون أو رع، أو آمون"، مشيرا إلى أن «الملك رمسيس الثاني صاحب أكبر عدد من المسلات، خصوصا في منطقة صان الحجر عاصمة مصر القديمة، في عصر الرعامسة.

 

ومن أشهر مسلات الملك رمسيس الثاني المسلة الموجودة أمام معبد الأقصر، وتلك الموجودة في ميدان الكونكورد بباريس»، لافتاً إلى أن «المسلات المصرية تزين ميادين عواصم العالم، مثل باريس، والفاتيكان، وروما، ولندن ونيويورك».

 

وتعود المسلة للملك "رمسيس الثاني"  أحد أعظم ملوك مصر القديمة، إذ شيد العديد من المعابد منها معبد أبو سمبل، وله عدد من التماثيل المشهورة مثل تمثال  متحف ميت رهينة  والتمثال الموجود بالمتحف المصري الكبير .

 

وقام الملك رمسيس الثاني بتأسيس عاصمة برعمسيس بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة والملك رمسيس له عدد كبير من المسلات في تانيس ومنها مسله أمام معبد الاقصر  في المتحف المصرى الكبير ومسلتين في العاصمه الإدارية الجديدة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان