رئيس التحرير: عادل صبري 07:29 مساءً | الثلاثاء 29 أبريل 2025 م | 01 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

عشرة أخطاء في رحلة الهروب من البدانة

عشرة أخطاء في رحلة الهروب من البدانة

ساحة الحرية

أخطار السمنة المفرطة

عشرة أخطاء في رحلة الهروب من البدانة

محمد رجائي فايد 14 يناير 2017 09:38

مرض العصر، ومدخَلُ كل الأمراض المزمنة، والضيف الثقيل الذي ما أن يتمكن من صاحبه يصير الفكاك منه بالغَ الصعوبة، ولا تكاد تخلو أسرة من فردٍ أو أكثر ممن تكدِّر السمنة حياتهم، بل وتقف عائقًا في طريق تحقيق طموحاتهم العملية والاجتماعية ..

وفي أثناء المحاولات المتواصلة لمن يعاني من البدانة للتخلص من هذه المشكلة، فإنَّه غالبًا ما يقع في أخطاء شتى تُعطله كثيرًا، بل وقد تعود عليه بنتائج عكسية سنحاول فيما يلي أن نستعرض أشهرها..

إهمال وجبة الإفطار "ده أنا حتى موش بافطر"..

 الجملة التي تتردّد على ألسنة أغلب المصريين سواء البدناء أو غيرهم منهم ليسوا كذلك يستيقظ الشاب أو الفتاة متحمسا لبدء الـ"ريجيم"، فأول ما يتفتق إليه ذهنه أن يحذف وجبة الإفطار من أولوياته، ولا يعلم بذلك أنَّه يبدأ يومه أسوأ بداية على الإطلاق؛ فكل الدراسات الحديثة تؤكد على أضرار ترك الإفطار الكثيرة، وأهمها أنها تبطئ وبشدة معدل إحراق السعرات الحرارية، وهو آخر ما يتمناه الباحث عن الرشاقة، بخلاف أنَّ شعور الجوع المترتب على البقاء جائعًا لفترات طويلة يدفع الجهاز العصبي لإصدار إشارات تجعل الإنسان يشتهي ما لذَّ وطاب من الطعام الغَنِيّ بالسعرات الحرارية ، فتكون النتيجة على عكس المطلوب..

 

"الأكل ده بيخسس إنما ده بيتخن"

قد يقضي الباحث عن الرشاقة وقتًا طويلًا بين صفحات المجلات الإنترنت يحسب لكل طعام كما من السعرات الحرارية، والأسوأ من ذلك قد لا يكلف نفسه عناءَ البحث، ويكتفي بما يتردد على ألسنة أصدقائه ومعارفه.

والصواب أنه ما من طعام على سطح هذا الكوكب إلا ويحتوي على قدر من السعرات قلَّ أو كثُر، والعبرة ليست بكم السعرات وإنما بكم سيستغرق هضم هذا الطعام في الجسم وكم ساعة من الإحساس بالشبع والامتلاء، وفوق كل هذا فإنَّ أي نظام غذائي يفتقد عنصرًا أساسيًا من عناصر التغذية فهو نظام فاشل، وإن بدا غير ذلك..

 

"موش مهم الدايت ما دام بالعب رياضة وباحرق"

 

صاحب هذه العبارة غالبًا شاب مطحون دراسيًا أو مضغوط عمليًا لا يريد أن يضع فوق ضغوطاته الحرمان من نوع ما من الطعام أو المشروبات الغازية أو الحلوى فيتصور أنه إن قضى كل يوم أو اثنين ساعة في ال"جيم" أنه سيعوض ما يلتهم طوال اليوم والليلة، ولا حاجة لأي تضييق أو تقدير لكمّ أو نوع الطعام.. وليس لهذا أي سند علمي؛ فنظرة يسيرة لما يستهلكه الجسم من سعرات حرارية في التمارين الرياضية من مشي أو ركض أو حتى رفع الأوزان المختلفة ومقارنتها بما يحتويه غذاؤنا اليومي المعتاد من سعرات حرارية نكتشف أن الصفقة ليست رابحة على الإطلاق، وأنَّ الرياضة دون اهتمام بضبط الوجبات كمًّا وكيفًا هو تضييع للوقت لا أكثر..

 

"أنا التخن بيليق عليا"

لو أنَّ مشكلة البدانة في المظهر الخارجي للإنسان لهان الأمر، ولكن لا تكاد ترى مرضًا مزمنًا إلا وثمة علاقة طردية بين احتمالية الإصابة به وبين كون الشخص سمينًا ويومًا بعد يوم يكتشف العلماء آلية "ميكانزم" إحداث السمنة لهذه الأمراض، فكل من يبدو غير مبالٍ ببدانته علينا أن نهمس في أذنه "لا تلق بعمرك في التهلكة"..

 

"كِريم وبدلة التخسيس"..

ليتهما كانا حقيقة يؤسفني أن أسوق هذا الخبر الصادم فمهما توالت عليك الدعايات ليلاً ونهارًا وتحايل عليك مقدموها بالـ"جرافيك" الشهير للكريم وهو ينتشر داخل الجلد وأسهم الحرارة تنبعث في الاتجاه المعاكس، فإنَّه يؤسفني يا عزيزي أن أقول لك إنه وبشهادة كل الأطباء في العالم فإنَّ هذه المنتجات ليس لها إلا اسم واحد هراء هراء هراء، وعلى رأي المصريين "ما كانش حد غلب"..

 

"انا موش هاشيل حديد عشان لو بطلت العضلات بتقلب شحم"

 

اعتقاد آخر خاطئ بالكلية؛ فالعضلات شيء والدهون المتراكمة شيء آخر على الإطلاق بخلاف أنَّ ليس كل حمل للأوزان بالضرورة يؤتي بالعضلات، فالاستخدام المناسب لتمارين الأوزان قد يفقد بعض الكيلوجرامات الزائدة في وزن الشخص دون ضخامة في حجم العضلة..

"إوعى المكسرات"

لسنوات طويلة ظل أخصائيون يتعاملون مع المكسرات على أنها قنابل موقوتة معبأة بالسعرات الحرارية القادرة على تحطيم أي نظام غذائي، ولكن وياللعجب فإنَّ علماء التغذية اكتشفوا في السنوات القليلة الماضية أنَّ تناول كميات قليلة- وضع تحت كلمة قليلة عشرة خطوط- يرفع من معدل إحراق السعرات الحرارية بأكثر ما تمنح الجسم من سعراتها هي، ولكن طبعًا هذا الكلام ينطبق على تناول حبات معدودة وليس على الإطلاق..

 

"خطورة اليويو دايت"

قد يبدو هذا المصطلح غريبًا بعض الشيء، وربما لم يسمعه الكثير منا من قبل وهو يعني باختصار الحالة التي يمر بها أغلبنا مع الأسف حين تأخذنا الحماسة لأسبوع أو بضعة أسابيع، ثم تقل الحماسة شيئًا فشيئًا وترجع ربما لعادتها القديمة ويستعيد الشخص كل ما فقده من وزن زائد كان قد تخلص منه بشق الأنفس، ولربما أكثر مما كان قد فقد من قبل.. وخطورة هذا الوضع أكبر بكثير من الإحباط الذي يخلفه في نفسية الشخص بعد أن يرجع خائبًا من رحلة فقد الوزن المضنية، وإنما لأنَّ الدهون حين ترجع لصاحبها من جديد لا تتراكم كما كانت من قبل أن يبدأ الشخص في خسارة الوزن، ولكن فإن كثيرا منها يرجع ليتركم حول الكبد وهو أمر له خطورة بالغة على الصحة على المدى البعيد...

 

 

"خاسس وهفتان"

كلمتان مترادفتان على لسان كل من يبدأ حمية غذائية، البعض يراها مبررًا للتوقف عما بدأه للتو، والبعض الاخر يرى في هذا الضعف والخور مؤشرًا على أنه يمضي على الطريق الصحيح، والحقيقة أنّ النظام الغذائي الذي يصيب صاحبه بالضعف والهزال وفقد القدرة على العمل أو التركيز هو نظام فاشل، وفوق ذلك فإن أعراض الضعف هذه ما هي إلا مؤشر على افتقاد الجسم للعديد من الفيتامينات والمعادن المهمة نتيجة الإهمال غير المدروس لأنواع معينة من الأطعمة لها دورها المهم في عملية التمثيل الغذائي بشكل خاص، وعلى سائر وظائف الجسم بشكل عام وعلاج هذه المشكلة لا يكون إلا باشتمال النظام الغذائي على كل العناصر المهمة للإنسان وتأتي من هنا أهمية طبيب التغذية..

 

"انت بتشرب مايه كتير هتضيع كل اللي حرقته"

فكرة في منتهى السذاجة للأسف، ومع ذلك لها جمهورها؛ فالماء هو حجر الأساس لعملية الأيض واحتراق الدهون، وهو الشيء الوحيد الذي يدخل إلى جوفنا وهو خالٍ بالكامل من أي سعرات حرارية، ولذا ينصح أطباء التغذية بتناول الكثير من الماء بشرط وجود مسافة زمنية كافية بين الماء والوجبات..

 

لعل من يقرأ سطورنا هذه يراها تكرارًا لما سمعه من قبل ولعله على العكس يجدها صادمة لكثير مما رسّخ في ذهنه، لكن الأمر المؤكد أن الجسم البشري وعلاقته المعقدة بالتغذية لا تزال في طور الكشف، وأن العلم يقدم لنا كل يوم ما يبدل به أفكارًا كانت مستقرة في أذهان العلماء قبل العوام، الأمر الذي يجعل من رحلة السعي نحو الرشاقة عملاً يحتاج للاسترشاد بالطبيب المتخصص وخبير التغذية المطلع على كل جديد، وأنه لم يعد في هذا المجال مكان للمجهود الفردي المجرد مهما أخلص صاحبه النية...

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان