رئيس التحرير: عادل صبري 07:22 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بتهمة «التحريض على التمرد».. أي مصير ينتظر ترامب «المنبوذ»؟

بتهمة «التحريض على التمرد».. أي مصير ينتظر ترامب «المنبوذ»؟

العرب والعالم

اقتحام الكونجرس

بتهمة «التحريض على التمرد».. أي مصير ينتظر ترامب «المنبوذ»؟

أيمن الأمين 10 يناير 2021 11:07

لا تزال الأزمة الأمريكية التي أعقبت اقتحام أنصار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، مبنى الكونجرس محط أنظار الجميع، لا سيما مع تأهب نواب الكونجرس لمحاكمته.

 

ويُنتظر أن يقدم الديمقراطيون في مجلس النواب -غدا الاثنين- لائحة لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا، سعيا لعزله بعد اتهامه بتحريض أنصاره على اقتحام الكونجرس الأربعاء الماضي، وبينما أفادت تقارير بأن نائبه مايك بنس قد يفعّل مادة دستورية لتنحيته، تكشّفت تفاصيل جديدة بشأن الوقائع التي حدثت يوم الاقتحام.

 

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مقرب من بنس أن الأخير لا يستبعد التوجه نحو تفعيل التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب، وأنه قد يلجأ إليه في حال ازداد الرئيس تهورا.

 

وأشار المصدر إلى وجود بعض القلق لدى طاقم نائب الرئيس من وجود مخاطر تترتب عن اللجوء إلى هذا الخيار، أو حتى التوجه نحو محاكمة ترامب في الكونجرس، بسبب احتمال أن يتخذ الرئيس إجراءات متهورة تعرض البلاد للخطر.

 

ويأتي ذلك بينما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن بنس سيحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 من الشهر الجاري.

 

وكان ترامب قد أكد أنه لن يحضر هذه المراسم، في حين قال بايدن إن نائب الرئيس مرحّب به.

 

وقالت "سي إن إن" إن مشرّعين جمهوريين كانوا حلفاء للرئيس المنتهية ولايته، أكدوا أنهم سيؤيدون مساعي الديمقراطيين لعزله في حال كانت اللائحة الخاصة بالمحاكمة البرلمانية المحتملة معقولة.

 

وفي السياق، قال السيناتور الجمهوري بات تومي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز (Fox News) إنه يعتقد أن الرئيس ارتكب جرما يستوجب محاكمته في الكونجرس.

 

وبهذا ينضم  تومي إلى العديد من النواب الجمهوريين، على غرار السيناتورة ليزا موركوفسكي، والنائب آدم كينزينجر، وغيرهما، ممن دعوا إلى استقالة ترامب، أو استخدام التعديل 25 في الدستور الأمريكي.

 

وفي حين أعلن نواب جمهوريون أن الأحداث التي شهدها الكونجرس الأربعاء الماضي تستدعي استقالة ترامب أو عزله، أفاد موقع بلومبيرج الإخباري بأن مشرّعين جمهوريين يطالبون الرئيس المنتخب بالضغط على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، للتراجع عن المساعي الرامية إلى محاكمة الرئيس الحالي في الكونجرس.

 

 

وحذر هؤلاء في رسالة إلى بايدن من أن محاكمة ترامب في الكونجرس ستؤجج غضب مناصريه، ولن تساعد جهود الإدارة المقبلة لتوحيد البلاد.

 

في غضون ذلك، يمضي الديمقراطيون في مسار سريع لإطلاق محاكمة برلمانية للرئيس ترامب إذا لم يتقدم باستقالته.

 

وينوي الديمقراطيون تقديم لائحة الاتهام ضد ترامب، غدا الاثنين، وتتضمن تهمة واحدة؛ هي "التحريض على التمرد".

 

ورغم الصعوبات التي ينطوي عليها هذا المسار، خاصة مع بقاء نحو 10 أيام فقط قبل انتهاء ولاية ترامب؛ فيبدو أن الديمقراطيين مصممون على اتخاذ إجراء قوي، لا سيما أن احتمال نجاح المحاكمة قد يؤدي إلى منع ترامب من الترشح للرئاسة في المستقبل أو تولي أي منصب رسمي.

 

وعلق بايدن قائلا: "رئيسنا ليس فوق القانون، والعدالة تخدم الناس ولا تحمي الأقوياء".

 

 

وقالت بيلوسي إنها أصدرت تعليمات للجنة القواعد في المجلس للاستعداد لإطلاق محاكمة برلمانية لترامب ما لم يستقل "على الفور".

 

وأضافت بيلوسي -في بيان أصدرته الجمعة بعد اجتماعها مع الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب- أن المجلس يحتفظ بكل خياراته، بما في ذلك التعديل 25 للدستور أو محاكمة الرئيس برلمانيا. ويخول التعديل 25 لنائب الرئيس تولي السلطة حين لا يكون الرئيس صالحا لأداء مهامه.

 

ونشر المشرعون الديمقراطيون مسودة اللائحة، التي تركز على أفعال ترامب بعد انتخابات 3 نوفمبر الماضي، وتقول إن محاكمته سببها تحريضه على العنف واقتحام مبنى الكونجرس، كما تنص على منع ترامب من تقلد أي منصب حكومي في المستقبل.

 

ونشر النائب الديمقراطي تيد ليو على صفحته في تويتر نسخة من المسودة تضمنت بندا واحدا حمل عنوان "التحريض على التمرد"، مؤكدا أن المشروع سيطرح يوم الاثنين، كما توقع أن يتم التصويت عليه منتصف الأسبوع المقبل.

 

وتعهد ليو بمحاسبة كل من شارك في ما سماها محاولة الانقلاب، بمن فيهم رودي جولياني.

 

وجاء في الوثيقة أن ترامب من خلال تكرار الادعاء بفوزه في الانتخابات، وتشجيع أنصاره على الاعتداء على الكونجرس؛ عرّض أمن الولايات المتحدة والمؤسسات الحكومية للخطر، وهدد نزاهة النظام الديمقراطي، وأعاق الانتقال السلمي للسلطة.

 

 

وتضيف الوثيقة أن ترامب أظهر أنه لا يزال يمثل تهديدا للأمن القومي والديمقراطية والدستور إذا سُمح له بالاستمرار في منصبه.

 

وقال النائب ليو عبر تويتر إن 180 نائبا وقعوا على لائحة الاتهام بعد ساعات قليلة من نشرها، وأكد أن نص الاتهام صيغ بطريقة تهدف إلى الحصول على دعم المشرعين الجمهوريين، مشيرا إلى أن بعض الجمهوريين قالوا سرا إنهم سيصوتون لصالح عزل ترامب.

 

من جهتها، دعت رئيسة لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب كارولاين ميلوني في مؤتمر صحفي إلى عزل ترامب، وقالت إن الولايات المتحدة عاشت يوم الأربعاء الماضي "أحد أحلك الأيام في تاريخها".

 

كما طالب عمدة نيويورك بيل دي بلازيو الرئيس ترامب بالاستقالة فورا أو مواجهة خيار الإقالة، وقال إنه من الخطر تحكّم ترامب في الزر النووي للبلاد لأنه خائن ويفقد السيطرة على قدراته العقلية وعرّض المشرعين والديمقراطية للخطر، بحسب تعبيره.

 

من ناحية أخرى، وزع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على الجمهوريين في المجلس مذكرة توضح كيف ستجري المحاكمة المحتملة لترامب إذا وجه مجلس النواب الاتهام إليه.

 

ووفقا للمذكرة -التي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست فإن ماكونيل أخبر الجمهوريين أن مجلس الشيوخ لن يجتمع قبل 19 يناير الجاري، لكونه عمليا في فترة استراحة.

 

ويعني ذلك أن إجراءات المحاكمة البرلمانية -التي تعقد في مجلس الشيوخ- قد لا تبدأ إلا بعد انتهاء ولاية ترامب في 20 يناير الجاري، نظرا إلى أن المجلس يأخذ يوما على الأقل لإطلاق العملية بعد تلقيه لائحة الاتهام من مجلس النواب.

 

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاد ديري الجمعة إن محاكمة ترامب في الكونجرس مع بقاء 12 يوما فقط على انتهاء ولايته لن تؤدي إلا إلى زيادة حدة الانقسام في البلاد.

 

ويأمل الديمقراطيون أن تؤدي التهديدات بالمحاكمة البرلمانية إلى تكثيف الضغوط على مايك بنس نائب الرئيس وعلى الحكومة لتفعيل التعديل 25 بالدستور للإطاحة بترامب قبل انتهاء ولايته.

 

ومن أجل تفعيل ذلك التعديل، يتعين على بنس وأغلبية أعضاء الحكومة إعلان أن ترامب غير قادر على أداء مهام الرئاسة. وقال أحد المستشارين إن بنس يعارض الفكرة.

 

وفي تطور جديد، استقال العضو الجمهوري في مجلس نواب فيرجينيا الغربية ديريك إيفانز بعد اتهامه بدخول الكونجرس مع أنصار ترامب، وأعرب عن أسفه لقيامه بذلك.

 

 

واقتحم، الأربعاء الماضي، مئات المحتجين المؤيدين لـ"ترامب" مبنى الكابيتول وارتكبوا أعمال شغب داخله، قبل عقد غرفتي الكونجرس جلسة مشتركة للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها المرشح الديمقراطي "جو بايدن".

 

وقتل 4 أشخاص خلال تعامل أجهزة الأمن الأمريكية مع أعمال الشغب داخل الكابيتول.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان