رئيس التحرير: عادل صبري 09:11 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا تنكرت «الجامعة العربية» لفلسطين؟.. محلل إسرائيلي يجيب

لماذا تنكرت «الجامعة العربية» لفلسطين؟.. محلل إسرائيلي يجيب

العرب والعالم

جامعة الدول العربية

لماذا تنكرت «الجامعة العربية» لفلسطين؟.. محلل إسرائيلي يجيب

أدهم محمد 23 سبتمبر 2020 18:53

قال "روعي كايس" المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية، إنَّ رفض الجامعة العربية إدانة تطبيع الإمارات مع تل أبيب يعكس تغيرًا محوريًا في المنطقة، ملخصه أنَّ "إسرائيل" لم تعد مكروهة كسابق عهدها في العالم العربي".

 

واعتبر "كايس" في مقال نشره الموقع الإلكتروني لقناة "كان" الرسمية أنَّ الحديث يدور عن شرق أوسط جديد، تتجنب فيه الجامعة العربية حتى مجرد الإدلاء بإدانات لطالما منحت الفلسطينيين إحساسًا بأنَّ هناك من يقف إلى جانبهم.

 

وفشل اجتماع عادي قد عُقد بالجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة فلسطين، في 9 سبتمبر الجاري، في إصدار قرار يدين "تطبيع العلاقات" مع "إسرائيل".

 

وأمس الثلاثاء، قررت فلسطين، التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية، للدورة الحالية، ردا على "التطبيع" العربي مع دولة الاحتلال.

 

وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في رام الله، إن هذا القرار جاء بعد اتخاذ "الأمانة العامة" للجامعة، موقفا داعما للإمارات والبحرين، اللتين طبعتا علاقاتهما مع "إسرائيل"، في مخالفة للمبادرة العربية للسلام.

 

وتابع "بعض الدول العربية المتنفذة، رفضت إدانة الخروج عن مبادرة السلام العربية، وبالتالي لن تأخذ الجامعة قراراً في الوقت المنظور، لصالح إدانة الخروج عن قراراتها".

 

وأضاف المالكي "لا يشرفنا رؤية الدول العربية تهرول للتطبيع مع الاحتلال خلال رئاستنا (لمجلس الجامعة العربية)".

 

وفي 15 سبتمبر الجاري، وقّعت الإمارات والبحرين، اتفاقين لتطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، اعتبرته القيادة الفلسطينية طعنة في ظهر فلسطين.

 

إلى نص المقال..

نهاية حقبة في الصراع الإسرائيلي- العربي. صحيح أن ذلك لم يتصدر نشرات الأخبار، لكنه حدث في جلسة الجامعة العربية قبل أسبوعين. حاول الفلسطينيون إدانة الإمارات عقب الاتفاق مع إسرائيل. لكن البحرين التي انضمت للاتفاق ودول عربية أخرى لم يتحمسوا للفكرة.

 

ما حدث بعد ذلك في الجلسة لم يكن أقل من ثورة: إسرائيل، ملكة إدانات الجامعة، فقدت مكانتها كدولة تكرهها الدول العربية. لتحمل تركيا اللقب بدلا منها. كيف وصلنا إلى هذا الموقف؟ مرحبًا بكم في الشرق الأوسط الجديد.

 

كي نفهم ما حدث يجب العودة للبداية. الهيئة العتيقة المسماة "الجامعة العربية" هي أحد المعاقل الأخيرة للتضامن العربي مع القضية الفلسطينية. بعد حرب الأيام الستة (5 يونيو 1967)، أعلنت الجامعة "اللاءات الثلاثة" في المؤتمر الشهير بالخرطوم "لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل".

 

 

لكن الآن، بدا أن التصريحات الفارغة، والإدانات التي أعطت الفلسطينيين الإحساس بأن هناك من يقف إلى جانبهم، قد تبددت. إذن ما الذي يحدث هنا؟ ولماذا الابتعاد عن القضية الفلسطينية؟.

 

ينقسم الشرق الأوسط حاليا إلى ثلاثة معسكرات. أحد المعسكرات هو المعسكر الشيعي بقيادة إيران. المعسكر الثاني هو المعسكر السني المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. البلدان اللذان تقوداه هما الفتيات السيئات تركيا وقطر. المعسكر الثالث هو المعسكر السني "المعتدل". معسكر تقوده السعودية ومصر. يضاف إليهم لاعبون آخرون مثل الإمارات والبحرين. كما يمكن دمج سلطنة عمان فيه.

 

ما يجعل هذا المعسكر معتدلا بالنسبة له هو حقيقة أنه يقاتل المعسكرين الآخرين، المتشددين: معسكر الإخوان المسلمين التابع لتركيا وقطر ومعسكر إيران. وسط كل هذه الانقسامات تذهب القضية الفلسطينية إلى الضياع. وبينما ما زالوا في المعسكر الشيعي ومعسكر الإخوان المسلمين يرفعون بفخر راية المقاومة، فإنهم في المعسكر السني المعتدل والثري أقل اهتماما بالقضية الفلسطينية، انطلاقا من عدة أسباب.

 

السبب الأول هو أن دول المعسكر المعتدل باتت تنشغل بمشاكلها الداخلية. بعد الربيع العربي لم تعد القضية الفلسطينية مغناطيسا يشتت الجماهير عن المشاكل الوجودية. السبب الثاني هو أن هناك اشمئزازا داخل المعسكر السني المعتدل من القيادة الفلسطينية. تذهب الأموال إلى النوافذ العليا ولم يعد التعنت الفلسطيني محل ترحيب.

 

سبب ثالث، هو أن الدول في المعسكر السني المعتدل تحاول الظهور على أنها معتدلة أيضا أمام العالم، وتحارب المتطرفين. السعودية، التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، تريد الابتعاد قدر الإمكان عن أصدقاء بن لادن الذي نفذوا هجوم البرجين التوأمين. وهكذا أصبحت الهجمات الإرهابية وإطلاق الصواريخ من غزة أقل شرعية بكثير.

 

سبب أخير، هو الرغبة في التقرب من أمريكا. بالنسبة للمعسكر المعتدل، يمثل عهد ترامب شهر عسل مقارنة بعهد باراك أوباما. يتحدث المعسكر السني المعتدل علانية عن انفتاح وتغير. يمضي الانفتاح تجاه إسرائيل واليهود جنبا إلى جنب مع الرغبة في إظهار تغيرا في مسائل متنوعة، بدءًا من وضع المرأة وصولا إلى التسامح مع الأديان الأخرى. هكذا تأمل الدول السنية المعتدلة في إخفاء حقيقة أن أيا منها ليس رمزا لقبول الآخر ولحقوق الإنسان.

 

حتى إذا أعلن المعسكر السني المعتدل أنه ملتزم بالقضية الفلسطينية وحل الدولتين، فهذا لا يعني أنه من المستحيل إقامة علاقات مع إسرائيل. أصبحت المقاطعة العربية للصهاينة شيئا من الماضي في عام 2020. من قال إنه لا شيء جيد يمكن أن يخرج من هذا العام؟.

 

الخبر من المصدر..

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان