منذ يوم الاثنين الماضي، يتواجد مؤسس تيسلا، إيلون ماسك (49 عامًا) في ألمانيا ويخطط، وفقًا لتقرير صحيفة بيلد الألمانية، لعقد محادثة سرية حول لقاح كورونا مع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، يوم غد الأربعاء.
وزار ماسك، "رجل الأعمال الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية"، شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "كورفاك" للتعرف على مسيرة التقدم في تطوير لقاح ضد كوفيد-19، لكن لم يتضح بعد ما إذا جاء كشريك أم كمستحوذ للشركة العملاقة التي تطور اللقاح، بحسب الصحيفة.
ولفتت صحيفة بيلد أنه عندما يتصدر إيلون ماسك- الملياردير الأمريكي وصاحب الرؤية الكبرى في تأسيس شركات عالمية- عناوين الصحف، تراود الجميع فكرة "الانطلاق إلى المستقبل".
وأوضحت أن علاقة العمل بين ماسك وشركة كورفاك الألمانية لم تكن خالية تمامًا من الاضطرابات، ولفهم ذلك يجب القفز إلى الوراء بضع سنوات.
في عام 2017، اشترى ماسك شركة "جرومان"، وهي متوسطة الحجم ومتخصصة في أنظمة الإنتاج التي لا غنى عنها في صناعة السيارات الحديثة ومن بين عملائها عمالقة في الصناعة مثل دايملر و بي إم دبليو.
وتوقع الملياردير الأمريكي أن توفر هذه الصفقة معلومات مهمة لسلسلة إنتاج سيارات تسلا المملوكة له، وفي غضون وقت قصير جدًا، قبل استحواذه على الشركة، كانت شركة جرومان قد وقعت عقدًا مع شركة كورفاك المطورة للقاحات(غير المعروفة آنذاك)، وكان الأمر يتعلق بإنتاج إنتاج ما يسمى بـالحمض الريبي mRNA ، والذي يعمل كأساس للقاحات.
ويعمل ما يسمى بـالحمض الريبي mRNA على فكرة بسيطة وهي تحفيز الجهاز المناعي بمساعدة البروتينات النموذجية للعامل الممرض المعني، فهو يحتوي على مخطط لهذه البروتينات التي إذا وصلت إلى الخلايا، فإنها تنتج الجزيئات المميزة للعامل الممرض.
وبمساعدة الحمض الريبي يطور الجهاز المناعي أجسامًا مضادة ويمكنه محاربة العدوى المستقبلية، وبذلك يمكن قريبًا تطوير لقاح بهذه الطريقة سيضع حدًا لفيروس كورونا على المدى الطويل.
وتابعت الصحيفة الحديث عن علاقة ماسك بشركة كورفاك:" حاول مسؤولو شركة كورفاك إقناع الملياردير "ماسك" بأن استمرار علاقة العمل مع شركة جرومان لن يشكل أي خطر على خطط التوسع في صناعة السيارات".
من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن ماسك لم يكن مقدرًا جيدًا لأخطار فيروس كورونا، ففي منتصف شهر مارس، توقع على تويتر أن الولايات المتحدة لن يكون لديها إصابات جديدة بحلول نهاية أبريل، بيد أن العدد ارتفع إلى أكثر من ستة ملايين إصابة.
وفي بداية يوليو، غرد ماسك على تويتر بأن شركته تسلا كانت تنتج الحمض النووي الريبي كمشروع جانبي بالعمل مع كورفاك الألمانية، لكن الملياردير بيل جيتس هو الذي تمكن حقًا من إيقافه عند حده لإقحام نفسه في مسألة اللقاح .
وانتقد جيتس، الملياردير الذي كرّس نفسه بعد تقاعده لمحاربة الأمراض المعدية، رئيس شركة تسلا علنًا بسبب تعليقاته الفظة، ثم جاءت إجابة "إيلون ماسك" سريعًا بأن جيتس لم يكن يعلم حقًا أن شركته تسلا تشارك كورفاك في تطوير لقاحات.
والآن، بعد أن زار رجل الأعمال ماسك شركة كورفاك للتكنولوجيا الحيوية في ألمانيا، يتم طرح تساؤلات مثل: ما الذي يهدف إليه ماسك بالفعل بزيارته؟ وهل يريد فقط أن يرى كيف ستسير الأمور؟ أم يريد اكتساب المزيد من النفوذ في الشركة الألمانية؟
الصحيفة الألمانية أجابت على كل التساؤلات، مؤكدة أن شركة كورفاك "ليست للبيع".