تعرضت 70 فدانًا بقرية الصواف التابعة لمدينة كوم حمادة، محافظة البحيرة للغرق التام صباح اليوم الاثنين نتيجة ارتفاع منسوب نهر النيل، فى الوقت الذى يشهد فيه السودان فيضانات غير مسبوقة تسببت في خسائر فادحة.
ووفقًا لتصريحات بعض الأهالي لموقع العربية نت، تعتبر الأراضى الغارقة طرح نهر النيل وتخضع لملكية وزارة الموارد المائية التي تقوم بتأجيرها للفلاحين في حدود 4 آلاف جنيه للفدان سنويًا، وبالأمس زاد منسوب المياه وتواصل الارتفاع اليوم الاثنين ما أدّى لغرق وإتلاف عشرات الأفدنة المزروعة بالأرز والبرسيم وبعض الخضراوات، الأمر ذاته حدث فى قرى مجاورة مثل أبو الخاوي ومغنين.
وطالب الأهالي الحكومة المصرية بمساعدة المتضررين وتخفيض قيمة الإيجار السنوي لهم لهذا العام، مؤكدين فى الوقت ذاته أن ارتفاع منسوب المياه لم يصل للمنازل ولكنّه أدى لغرق الأراضي الزراعية الواقعة على ضفاف النيل، وفقا لموقع العربية.
من جانبها أعلنت وزارة الموارد المائية والري في مصر، أنها أخطرت المعتدين على أراضي طرح النهر والجزر النيلية تحمل مسؤولية تعديهم على القطاع المائي، وأنذرتهم بتدارك خطورة موقفهم.
وتنص المادة السادسة من قانون الري والصرف رقم 12 لسنة 1984 على إخلاء مسؤولية أجهزة وزارة الري، حال حدوث أي غرق أو تلفيات لأي أراضٍ داخل القطاع المائي لمجرى نهر النيل نتيجة أي موازنات مطلوبة.
وكانت الفيضانات التي طالت السودان تسبَّب فى خسائر مادية كبيرة، إضافة إلى 150 شخصًا ما بين قتيل وجريح، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى تضرر أكثر من 62 ألف منزل ونزوح نحو 85 ألف شخص إضافة إلى نفوق أكثر من 5 آلاف رأس ماشية، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وبلغ منسوب النيل عند محطة الخرطوم، يوم السبت الماضى 5 سبتمبر، إلى 17.64 متر وهو يعتبر أعلى منسوب خلال المائة العام الماضية".
وقال المهندس محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري المصرية، في تصريحات تلفزيونية، إن "دول المنبع حاليًا تعيش في بداية العام المائي الجديد الذي يشهد أمطارًا غزيرة".
وأوضح أنَّ "المؤشرات وأدوات الرصد تؤكد أنَّ الفيضان هذا العام قوي ومبشّر جدًا، لكن لا يمكن معرفة تأثيراته على مصر إلا بنهاية شهر سبتمبر".
وأضاف، أنَّ السودان دولة مصبّ ومنبع في الوقت ذاته، نظرًا لوجود بعض الأنهار الصغيرة بها التي تصب في نهر النيل"، مشيرًا إلى أنَّ "أمطار هذا العام كانت ضخمة وأدَّت إلى ظهور بعض الآثار الجانبية التي تمثلت في غرق عدد من القرى والمدن السودانية".
وأشار إلى أنَّ "كل الأمطار التي سقطت على السودان ستذهب إلى مصر ويمكنها الاستفادة منها"، مضيفًا أنَّ "هذا يؤكّد أنَّ الفيضان مبشّر وحجمه سيكون فوق المتوسط".
ولمواجهة ارتفاع منسوب مياه النيل والسيول، قامت وزارة الموارد المائية بإنشاء مجار للسيول في عدة محافظات وإنشاء سدود لاستيعاب المياه الفائضة، وتمكنت منشآت الحماية ومجاري السيول، من تصريف السيول التي هطلت في قنا جنوب البلاد حيث توجهت المياه بأمان تام إلى مصبها النهائي بمجرى النيل عبر مخر سيل البطحة، ومنه إلى مصرف نجع حمادي الرئيسي ثم للمصب، كما تم احتجاز حوالي ٢ مليون متر مكعب من مياه الأمطار.