توقع الدكتور محمد السباعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الري، أن تتعرض البلاد لموجة كبيرة من الأمطار والسيول خلال الفترة المقبلة، مشدداً فى الوقت نفسه على ضرورة الاستعداد بشكل جيد لحدوث أي أضرار مثل التى وقعت عام 2016 برأس غارب أو 2015 في الإسكندرية، مؤكدا فى الوقت ذاته أن الدولة المصرية تستطيع الاستفادة من الأمطار المرتقبة.
جاء ذلك خلال تعليقه على الفضيانات التى تضرب دولة السودان الشقيقة، حيث كشف السباعي، فى تصريح إعلامي له اليوم السبت، أسباب حدوث السيول الكبيرة في السودان، قائلا: "العام المائي يشهد بدايته حاليا، وبالتالي تسقط الأمطار دول منابع النيل، وكل المؤشرات وأدوات الرصد توصلت إلى أن الفيضان مرتفع ومبشر بشكل كبير، وحجمه ونوعه يتبين في شهري سبتمبر وأكتوبر بشكل تفصيلي".
وأضاف: "السودان يعتبر دولة مصب ومنبع، نظرا لأن بها بعض الأنهار الصغيرة التي تنبع وتصب في نهر النيل، لافتًا إلى أن حجم الأمطار هذا العام ضخم ما أدى إلى وقوع بعض الآثار الجانبية".
وتابع: "يجب علينا الاستعداد بشكل جيد لحدوث أي أضرار كما حدث في مصر في 2016 برأس غارب أو 2015 في الإسكندرية، لافتا أن الأمطار نستطيع الاستفادة منها، وحجم الفيضان سيكون مبشرا وفوق المتوسط بشكل مبدئي".
وكانت محافظة الإسكندرية تعرضت للغرق عام 2015، خلال فصول الشتاء من عامي 2014 و2015، ويرجع السبب فى ذلك إلى وقعة فساد فى شركة الصرف الصحي تعود إلى عام 2013، بموجبها تم تركيب ماكينات بقيمة 30 مليون جنيه غير مطالبة للمواصفات مما تسبب فى الإضرار بالمال العام وغرق منطقة شرق الإسكندرية.
وكشفت معلومات ضباط قسم مكافحة جرائم الأموال العامة، قيام مسئولين بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي الموكل له عملية تطوير وتجديد محطة رفع الصرف الصحي بالسيوف بقيمة إجمالية قدرها 68 مليون جنيهًا لرفع كفاءة المحطة لتلائم الاحتياجات الحالية والمستقبلية فى ظل التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية للمنطقة التى تخدم التى تخدمها المحطة بدوائر أقسام أول وثان المنتزة وأول وثان الرمل، وتبين توريد 7 طلمبات فى بداية عام 2013، بقيمة إجمالية قدرها 30 مليون جنيه وتعذر تشغليها لمخالفتها نظام تشغيل المحطة وعدم مطابقتها للمواصفات.
وفى عام 2016، أغرقت السيول مركزى «ساقلتة وأخميم» بسوهاج، وتدخلت المعدادت الهندسية للجيش الثالث الميدانى، لفتح الطرق وإزالة الأنقاض بمنطقة رأس غارب ومدن البحر الأحمر بإجمالى 20 لودر، و10 جريدر، و30 عربة قلاب، و10 مجموعات كسح وشفط المياه، ورفع أنقاض المنازل المهدمة وإزالة الرمال من الطرق ودفع معدات توليد كهرباء بقدرات عالية للمعاونة في سرعة السيطرة على الأوضاع بالمناطق المتضررة.
ووزعت القوات المسلحة 100 ألف كرتونة مواد غذائية للمتضررين، و30 ألف عبوة «تعيين»، وفتحت عددا من خطوط إنتاج الخبز، ودفعت بقوافل طبية لتقديم الخدمة العلاجية اللازمة، وكشفت أعمال الحصر المبدئى لمنكوبى سيول رأس غارب، عن غرق 6 آلاف منزل وورشة ومحل تجارى بالمياه وانهيار 120 منزلاً أخرى وتدمير 310 سيارات.
وتجمع أهالى المدينة أمام قسم الشرطة لتحرير محاضر إثبات الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم، وشملت قائمة المحتويات المفقودة والمدمرة أجهزة كهربائية وأموالا ومصوغات ذهبية تقدر بنحو 15 كيلو ذهب، وأثاثات عبارة عن ثلاجات وبوتاجازات وغسالات وتليفزيونات وأجهزة حاسب آلى وأسطوانات غاز وآسرة، ودواليب ومراتب، وشملت المنشآت الحكومية المتضررة نادى رأس غارب، وسقوط أسوار مدارس ومساجد وقاعات حفلات.
