بدأ حجاج بيت الله الحرام، صبيحة اليوم الأربعاء، طواف القدوم حول الكعبة الشريفة في أول أيام الحج يوم التروية، الذي ينطلق فيه الحجاج إلى منى للمبيت ثم الزحف إلى عرفات.

فاليوم هو الثامن من شهر ذي الحجة المحرم، هو أحد أفضل أيام الدنيا وأحبها إلى الله عز وجل، ويُعرف بـ"يوم التروية"، ولكن لماذا سمي بهذا الأسم وما الأعمال المستحبة فيه؟.

سبب التسمية 

يوم التروية، هو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت بها، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يرتون فيه من الماء في مكة مقدار ما يكفيهم لنهاية حجهم، ويخرجون إلى منى، لأن تلك الأماكن لم يكن آنذاك آبار ولا عيون.

ووفقا لدار الإفتاء المصرية، فإنه سُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام، كما ذكر  ذلك العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" (2/ 467)، إذ قال أن الناس كانوا يروون بالماء من العطش في هذا اليوم يحملون الماء بالروايا إلى عرفات ومنى.

وأشارت الإفتاء، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، أنه قيل أيضا في سبب تسمية يوم التروية، أنه لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام.

وقال العلامة العيني في البناية شرح الهداية :"وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم  صلى الله عليه وسلم، رأى ليلة الثامن كأن قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية.

وينطلق الحجاج في يوم الترمية إلى منى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.

دعاء يوم التروية 

ويوم التروية من أفضل الأيام للدعاء، ومن أحب الأدعية في ذلك اليوم:

نسألك اللهم أن تروي عطش قلوبنا بأنوار معرفتك، وأرواحنا بأنوار محبتك، وسرائرنا بأنوار تجلياتك،
وعقولنا بأنوار التفكّر، وأنفسنا بأنوار التزكية، وأجسادنا بأنوار الاستقامة، وذواتنا بأنوار العبودية المحضة يا ذا الجلال والإكرام.

لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له.

-ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.

- ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.

- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

- ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين.

- رب اغفر لي ولوالدي.

-ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

- ربِّ إني أعوذ بك أن أسالك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين.

رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا.

-رَ‌بِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِي رَ‌بَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ.

أحب الأعمال 

وتستعرض مصر العربية أعمال يستحب للحاج أن يقوم ببعض الأعمال في يوم التروية، أهمها الآتي:

- يبيت الحاج بمنى يوم التروية، وأن يصلي فيها صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة قصراً دون جمع، إلا المغرب والفجر، فتُصلَّيان دون قصر.

- الإحرام بالحج للمتمتع.

-الإغتسال، والتطيب، وقيام الحاج بما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات. عقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّاً)

- الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى والجهر بها، كما كان يفعل الرسول عليه السلام.

- صلاة فجر اليوم التاسع بمنى.

-التوجه إلى عرفات مع طلوع شمس اليوم التاسع.

وأما غير الحاج فإنه يكثر من ذكر الله في يوم التروية ومن التكبير والتهليل، وإذا استطاع الصيام.

أخطاء في يوم التروية

-عدم الجهر بالتلبية، لأن الجهر بالتلبية سنّةٌ مؤكّدةٌ ومشروعةٌ يجب عدم تركها.

- ترك بعض الحجاج لسنة قصر الصلاة في منى.

- اعتقاد بعض الحجاج بلزوم الإحرام من المسجد الحرام، ولكن السنة أن يحرم الحاج من موضعه.

ـــ اعتقاد بعض الحُجّاج بعدم صحة الإحرام للحج بملابس إحرام العمرة.