رئيس التحرير: عادل صبري 11:30 مساءً | السبت 26 أبريل 2025 م | 27 شوال 1446 هـ | الـقـاهـره °

لماذا يبدأ العام الدراسي في «سبتمبر»؟

لماذا يبدأ العام الدراسي في «سبتمبر»؟

أخبار مصر

بداية العام الدراسي الجديد

السر في «أطفال الريف»..

لماذا يبدأ العام الدراسي في «سبتمبر»؟

أحلام حسنين 11 سبتمبر 2019 18:46

يبدأ العام الدراسي الجديد في شهر سبتمبر، ليس في مصر فقط، وإنما في العديد من دول العالم، ولكن لماذا "سبتمبر" تحديدًا، هل هناك سبب وراء اختيار هذا الشهر دون غيره، ومن الذي اختاره لبدء العام الدراسي؟.

 

لم يكن اختيار شهر سبتمبر لبدء العام الدراسي الجديد اختيارًا عبثيًا، ولكنه يعود لأسباب تاريخية ترجع إلى عام 1980، حين أصبح التعليم الابتدائي إلزاميًا في المملكة المتحدة.

 

فحين قررت المملكة المتحدة أن يكون التعليم الابتدائي إلزاميًا، كان يقف أمامها موسم الزراعة، فالأطفال في هذه الأثناء كانوا يعملون في الحقول والمزارع، لمساعدة أسرهم ماديا، فما كان من السلطات إلا أن تختار وقتًا للعام الدراسي بعيدًا عن موسم الزراعة حتى تحفز الأسر لإرسال أبنائهم إلى المدارس.

 

فبحسب باولا كينغ، أحد أعضاء الرابطة التاريخية في المملكة المتحدة، وفقا لموقع "بي بي سي"، فإنه تم تحديد موعد العام الدراسي بما يتماشى مع الموسم الزراعي والصناعات المتعلقة بالزراعة التي يشارك فيها الأطفال.

 

ولأن العمل يقل في أشهر الشتاء عنها في الصيف، ومن ثم تقل الحاجة لوجود الأطفال في الحقول، ويمكن قبول غيابهم في فترة النهار، لذا جاء اختيار شهر سبتمبر لبداية العام الدراسي، حتى شهر مايو، الذي تبرز فيه الحاجة لوجود الأطفال في الحقول لجمع الفواطه وحصد المحاصيل ورعاية الماشية، بحسب " باولا كينغ".

 

ومن هنا كانت الفترة من بداية الخريف حتى نهاية الربيع، هي الأنسب لذهاب الأطفال في المدارس، ليس هذا فقط في المملكة المتحدة، ولكن في معظم الدول التي تعتمد هذا الموعد للعام الدراسي.

 

وتوضح الباحثة في سياسات التعليم المقارن سارة طرمان، أن الأطفال في المجتمعات الزراعية اعتادوا العمل في الحقول لمساعدة أسرهم لتحسين الأحوال المعيشية، وفقا لموقع "بي بي سي".

 

وتضيف طرمان أن الدراسة في فصل الصيف تتطلب المزيد من أعمال البنية التحتية، إذ أن ارتفاع درجة الحرارة يقتضي معه كثافة أقل في الفصول، ومزيد من أجهزة التهوية والتبريد، وهو ما يعني مزيد من التكلفة في الإنشاءات بالمدارس.

 

في السياق نفسه ذكر موقع "Reader’s Digest" أنه سبب اختيار شهر سبتمبر لبدء العام الدراسي الجديد، هو أن ارتباط الأطفال قديما بالزراعة لمساعدة أسرهم، والتي تنشط في فصول الربيع والصيف والخريف، وبالتالي لم يكن من المناسب وجود دراسة في  فصل الصيف.

 

وإذا كان هذا الوضع في الريف، فكان الوضع مختلف تماما في المدن، بحسب موقع "Reader’s Digest"، إذ كانت الحياة ذات طابع مختلف، فهي لا تعتمد على الزراعة لكسب العيش، والأطفال فيها ليس بحاجة لمساعدة أسرهم، لذا كانوا يذهبون إلى المدرسة طوال العام، باستثناء فترات قصيرة من الإجازة.

 

مع تزايد اهتمام المجتمعات بالتعليم، بدأ التوجه لتوحيد النظام الدراسي بين المدن والريف، ولكن ثمة عقبة كانت تقف في الطريق وهي الأطفال الذين يعملون بالحقول في مواسم الزراعة، لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة، وفقا لموقع "Reader’s Digest".

 

فحين قررت ولاية "ماساشوستس" بوسطن في الولايات المتحدة، سن قانونا إلزاميا للتعليم العام عام 1852، وألزمت به المناطق الريفية الحضرية بإرسال الأطفال للتعليم المدرسي، وفرض غرامة مالية على الآباء الممتنعين عن إرسال أطفالهم، كانت أزمة أطفال الريف.

 

وبمرور الوقت تم التوصل لنظام دراسي يستطيع أن يوحد الدراسة بين أطفال الريف والمدن، وهو أن تبدأ الدراسة في الخريف بداية من "سبتمبر" حتى يتمكن الأطفال من الذهاب للمدرسة في فصلي الخريف والشتاء، ثم يعودون للعمل في الحقول الزراعية في فصل الصيف.

 

هكذا أصبحت السنة الدراسية 180يوم، وبمرور السنين أصبح هذا النظام الدراسي معتمدا في معظم دول العالم، حتى الدول التي لا تعتمد على الزراعة.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان