بينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإلقاء خطابه التاريخي في السادسة مساء اليوم بتوقيت جرينتش، رفض حزبيون وساسيون نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وحذروا من عواقبه التي تهدد السلم الدولي.
ويرتقب ملايين المواطنين العرب خطاب ترامب الذي يعلن فيه باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل" تنفيذا لوعد قطعه على نفسه إبان حملته الانتخابية مطلع العام الجاري وهو الوعد ذاته الذي وعد به الرؤساء السابقين غير أن لم يجرؤ أحدهم على تنفيذه.
وتمتلك إدارة ترامب حتى 4 ديسمبر الجاري حق التوقيع على مذكرة لتمديد تأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر، وهو إجراء دأب عليه الرؤساء الأمريكيون منذ إقرار الكونجرس، عام 1995، قانونًا بنقل السفارة إلى القدس المحتلة.
يرى مراقبون أن رؤساء أمريكا السابقين غيروا مواقفهم من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة بعد وصولهم للحكم لأنهم اعتبروا هذا القرار يعرقل الدور الأمريكى الراعى لعملية سلام الشرق الأوسط،ويؤثر سلبا على علاقات واشنطن بالعالمين العربى والإسلامى.
ولاتوجد سفارة لأي دولة في القدس المحتلة،لذلك تتوقع إسرائيل أن تشجع الخطوة الأمريكية دول أخرى لنقل سفاراتها سفاراتها للمدينة المحتلة بعد ويفترض أن تكون الولايات المتحدة أول دولة تنقل سفارتها للقدس المحتلة
أعلنت حملة المرشح الرئاسي خالد علي رفضها للقرار الأمريكي الذي وصفته بالعنصري،معتبرة أن القرار يشكل تعد واضح على حقوق الشعب الفلسطيني واستكمالاً لخطة القضاء على القضية الفلسطينية بمباركة عربية وإقليمية.
وقالت الحملة في بيان لها، اليوم الأربعاء، أنها ستشارك في كل الفاعليات الرافضة لقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة.
ولفتت الحملة إلى أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية أمن قومي لمصر ولكن ما تمثله إسرائيل من نموذج لدولة دينية بوجه ديمقراطي زائف سيظل جزءا من معركتهم من أجل الإنسانية في مواجهة كيان استيطاني وعنصري يميز بين المقيمين على أرضها على أساس ديني ويمارس الإبادة العرقية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحملة إن المعركة من أجل فلسطين تأتي في مواجهة نظام دولي ظالم وكيان يرفض تنفيذ كافة القرارت الدولية والاتفاقات الصادرة لتؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
وتوضح الحملة أن قرار ترامب يتجاوز الأطر السياسية والقرارات الدولية وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول من ديسمبر الماضي للتعدي على الحقوق الإنسانية للمواطنين بما يتضمنه أيضا من تعد واضح وصريح على مقدسات أهل فلسطين.
ودعت الحملة إلى وقف محاولات تعميق التطبيع والتعاون الاقتصادي التي يقوم بها النظام المصري مثل توسيع اتفاقيات مثل الكويز والدعوة لتوسيع اتفاقية السلام وغيرها من الممارسات الداعمة للكيان الصهيوني.
كما دعت إلى تفعيل تفعيل حملات المقاطعة وكافة سبل الحصار والضغط على هذا الكيان العنصري وحلفاءه من أجل أنهاء نظام الابارتهيد القائم على أرض فلسطين واستعادة الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة.
ترامب أبلغ قادة فلسطين والأردن ومصروالسعودية بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقراره.
فيما يقول ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل إن قرار الرئيس الأمريكي ترامب هو تنفيذا لقرار الكونجرس في 1995 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة لكن لم يجرؤ أي رئيس أمريكي على تنفيذ هذا القرار.
ويضيف الشهابي لـ"مصر العربية" أن القرار يعد تحدي لمشاعر مليار ونصف مسلم حول العالم ويشجع التطرف والعنف ومادة خصبة للإرهاب، واصفا ترامب بالأرعن.
ويوضح الشهابي أن الرئيس الأمريكي أبلغ مصر والسعودية بهذا القرار لكنه لم يحترم رغبة حلفائه في رفض القرار، لأنه لم يكن يستشريهم في الأمر إنما كان يبلغهم من باب العلم بالشيء دون أن يضع في اعتباره مصالح أمريكا الاستتراتيجية في المنطقة.
وكان ترامب أبلغ قادة فلسطين والأردن ومصر والسعودية بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
ويقول الشهابي إنه كان يجب عقد اجتماعات طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بحيث تخرج عنهم قرارات تشعر الجانب الأمريكي أن قرار نقل السفارة لن يمر بسهولة.
يرى الشهابي أن القوى السياسية المصرية والحزبية يجب أن يتفقواعلى موقف واحد، مشيرا إلى أنهم سيجتمعوا قريبا لاتخاذ موقف تجاه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
في السياق ذاته أعلنت أمانة العلاقات الخارجية بحزب مستقبل وطن، أن اعتزام الولايات المتحدة نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس يمثل انحرافا شديدا عن مسار عملية السلام وتراجع خطوات عدة فى طريق التسوية وإحلال الأمن والتعايش السلمى بين شعوب ودول المنطقة.
وأضافت الأمانة فى بيان لها اليوم :"إننا فى حزب مستقبل وطن ومن واقع تمثيلنا الحزبى والشعبى نرفض تماما مثل هذه الإجراءات ونحذر العالم من تداعيات خطيرة ذات صلة بالأمن والسلام بالمنطقة والعالم فى حالة اتخاذ خطوات فعلية فى هذا الشأن".
فيما تعقد أحزاب التيار الديمقراطي خاصة حزبي التحالف الشعبي الاشتراكي وتيار الكرامة، مؤتمر صحفي بالتزامن مع خطاب ترامب للإعلان عن موقفهم النهائي و الخطوات التصعيدية التي قد يتخدوها ونقلها إلى السلطات المصرية.
وقال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي على الموقع الرسمي لحزبه أن حزب التحالف يعتزم إقامة فعالية "أيام القدس"في كافة مقاره بالمحافظات خلال الأيام القليلة المقبلة والذي سوف يعلن عن تفاصيله.
ويضم التيار الديمقراطي أحزاب الدستور والتحالف الشعبي الاشتراكي والمصري الديمقراطي الاجتماعي ومصر الحرية والعدل وتيار الكرامة عدد من الشخصيات العامة والسياسين غير المنضمين لأحزاب و تأسس التيار في فبراير 2016.
أما حزب مصر القوية أدان في تصريح لمحمد سالم نائب رئيس الحزب التحضيرات التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وطالب الحزب بكل القوى الفاعلة للنهوض بواجبها من أجل الدفاع عن القدس الشريف، وأن أي حديث عن سلام دافئ أو تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب هو محض خيانة لقضية الأمة العربية المركزية.
حزب الوسط اعتبر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مُدرك لأبعاد قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لذلك يحذر من تداعيات هذا الأمر على مستقبل العدل والسلام في فلسطين والمنطقة العربية.
ويُحمِّل الحزب الحكومات العربية والإسلامية مسؤولية الدفاع عن عروبة القدس وفلسطينيتها، مُؤكدًا أنَّ تفريط هذه الحكومات في الدفاع عن القدس سوف يكون سبَّة في تاريخهم ولن تغفر لهم شعوبهم.