يبدو أن مدينة مرسيليا، التي أسست على أيدي الفينيقيين، باتت تتصدر الصفحات الأولى للصحف بعد تحولها إلى ساحة شهدت منذ بداية العام الجاري 15 جريمة قتل لتصفية حسابات (مقابل 24 في عام 2012)، على خلفية انتشار الإتجار بالمخدرات والفقر على الهضاب الواقعة شمال المدينة.
وليست الجرائم ظاهرة جديدة في مرسيليا، ثاني أكبر المدن الفرنسية، لكن طبيعتها تغيرت فقد حل محل عرابي المافيا الذين كانوا يتنازعون في التسعينيات على شبكات الدعارة والملاهي الليلية وآلات المقامرة زعماء شباب يتحكمون بالإتجار بالكوكايين والهيرويين.
وأودت دوامة العنف بحياة شخصين في مرسيليا، من بينهما أدريان أنيجو (29 عاما) المعروف بسوابقه مع القضاء ابن جوزيه أنيجو المدير الرياضي لنادي مرسيليا لكرة القدم.
وقتل أدريان أنيجو بالطريقة التقليدية على أيدي رجلين يركبان دراجة نارية عندما كان يقود سياراته، لكنها المرة الأولى التي تكون فيها ضحية أعمال العنف معروفة وليست مجرد شخص يضاف إلى قائمة الضحايا الطويلة.
وطالب وزير الداخلية مانويل فالس بـ "ميثاق وطني" لمكافحة الإتجار بالمخدرات في مرسيليا، وبصورة إجمالية، أوفد 3500 شرطي إلى مرسيليا، 230 منهم عام 2012 وحده- حسبما ذكر موقع "سكاى نيوز".
واعتبر رئيس الوزراء جان مارك أيرولت أنه لا بد من تكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة الإتجار بالمخدرات.
ولفت بريك روبان مدعي الجمهورية الجديد إلى أن البيانات الخاصة بأول ثمانية أشهر من عام 2013 هي أفضل من تلك المسجلة عام 2012 في مرسيليا.
ولفتت عالمة الاجتماع كلير دوبر إلى أن "الإتجار بالمخدرات ... هو اقتصاد فقر يلبي أغلبية الحاجات الرئيسية".