عندما يتوقف رجل المافيا الياباني عن العمل، يظل تاريخة ماثلا على يديه، بعدما تضطره أعراف المافيا لقطع إصبع وربما أكثر، ويكون الحل لإعادة الاندماج في المجتمع بوضع أصابع مستعارة.
وعلى غرار المافيا الإيطالية والعصابات الصينية، تعمل "ياكوزا" في اليابان في مختلف قطاعات الجريمة، من القمار إلى المخدرات والدعارة وصولا إلى غسيل الأموال من خلال شركات مرموقة.
بحسب التقاليد والأعراف التي تحكم عالم المافيا اليابانية، فإن عنصر "الياكوزا"، إذا انتهك قوانين جماعته، ينبغي عليه أن يقطع إصبعه بنفسه ويقدمه إلى زعيمه.
ويشير تورو العضو السابق في المافيا اليابانية "ياكوزا"، إلى أصابعه ويقول "انظروا، تبدو وكأنها حقيقة، أليس كذلك؟"، وقد أنفق هذا الرجل سبعة آلاف يورو للحصول على هذه الآصابع الجديدة، على أمل الحصول أيضًا على حياة جديدة.
كانت الأمور تسير بشكل جيد مع تورو، الذي كان يدير مؤسسة صغيرة لحماية النوادي الليلية والحانات في حي كابوكيتشو في طوكيو، وكانت العصابات المنافسة تتجنب الاقتراب من منطقة نفوذه.
إلا أن أحد "الأخوة" أي أحد الرفاق في العصابة، راودته فكرة تعاطي المخدرات واللجوء إلى السرقة، ما أثار غضب الزعيم، فاضطر تورو إلى قطع إصبع من يده اليسرى.
وفي حادث مماثل، ارتكب أحد الرفاق أيضا تجاوزات دفعت تورو مجددا إلى استرضاء الزعيم بقطع إصبع من أصابعه.
ويروي ذلك قائلا: "الإصبع الأولى يمكنك أن تقطعها بسهولة، تثبته، وتضع فوقه سكين مطبخ، وترخي كل ثقلك على السكين فينتهي الأمر، لكن الإصبع الثانية كان أصعب مما تصورت، كان لابد لي من مساعدة أحد الإخوة".
بعد ذلك انغمس تورو في معاقرة الخمر، وجلب لنفسه المشكلات، ومنها السطو على حانة، وكان صاحب الحانة صديق زعيمه، فكلفه الأمر إصبعًا ثالثة، ولم يخرج تورو من هذه الدوامة إلا بفضل الحب.
ويقول "التقيت فتاة، وأردت أن أتزوجها، لكنها قالت لي إنها لا يمكن أن تتزوج من رجل عصابات، فقررت أن أترك عالم المافيا".
لكن ترك المافيا ليس بالأمر اليسير، بل إنه أيضا يكلف إصبعا آخر. لكن قطع هذا الإصبع هذه المرة كان أمرًا صعبًا جدًا، فاستعان تورو بأحد "الأخوة" مستخدما سكينا ومطرقة.
وللانخراط في المجتمع مجددًا، كان لا بد لهذا الرجل من أن يستعيد أصابعه، فاستعان بأحد الأطباء المتخصصين في تركيب الأطراف الاصطناعية.
وتكلف عملية تركيب إصبع اصطناعي من السيليكون 300 ألف ين ياباني، أي 2300 يورو.
ولا يبدي تورو أي ندم على ما أنفقه على أصابعه، ويقول "اليوم أنا أدير ورشتين لترميم المنازل، وأربح 300 مليون ين سنويا (2،3 مليون يورو)"، متمنيا لرفاقه في المافيا مصيرًا كمصيره.