إسماعيل أبو غالية، شاب فلسطيني في العشرينات من عمره أصيب في حادث سير منذ أن كان عمره 7 سنوات استطاع أن يندمج في المجتمع عبر العلاج الطبيعي في مركز أبو ريا بالضفة الغربية وتركيب ساق صناعية بعد بتر ساقه.
ويقول أبو غالية لمراسل "الأناضول": "أصبحت إنسانا كاملا، لا أشعر بالنقص، أمارس حياتي بشكل طبيعي".
وأبو غالية اليوم واحد من 9 أفراد يستعدون للتأهيل والتدريب ليكونوا جزءا من طاقم مصنع "أبو ريا" الأطراف الصناعية الأول في فلسطين، والذي تحول من مركز أبو ريا إلى مصنع تم افتتاحه اليوم الأربعاء في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بحضور عدد من الشخصيات والمسئولين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحسب مدير المصنع، نادر بقلة، فإن المصنع يعالج نحو 250 مريضا من الضفة، ويستطيع انتاج كل ما يلزم من أطراف صناعية بتقنية عالية.
وأضاف أن المصنع يركز على الفئات المهمشة من خلال تبني حالتها، كما يسعى إلى تدريب 9 كوادر غالبيتها من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ باعتبارهم الأكثر شعورا بحاجة المريض لهذه الأطراف.
وعن أبو غالية قال بقلة إنه "رجل بمعنى الكلمة، متزوج ولديه أطفال ويدرس في الجامعة وهو واحد من طاقم المستشفى، وسيتلقى تدريبا خاصا في ألمانيا".
وأعلن مسئول الملف الصحي في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، مدحت طه، خلال حفل الافتتاح عن مبادرة دعم للمصنع من الرئاسة، تتبنى الرئاسة من خلالها الاستعانة بوفد من شركة ألمانية معروفة عالميا في صناعة الأطراف الصناعية لتدريب الكوادر الفنية والهندسية، مع تنظيم دورات تدريب لهم في ألمانيا بهدف إطلاعهم على أهم المنجزات العالمية في هذه الصناعة.
وقال طه: "عانينا على مدار السنوات الماضية من موضوع تركيب الأطراف، خاصة وأن هذه العملية كانت تكلف المريض الكثير من الجهد والتعب، وتكلف السلطة الكثير من المال تصل أحيانا لحوالي 2 مليون دولار سنويا".
من جانبه قال رئيس جمعية أبو ريا، مصطفى عبد الهادي، إن انتاج المصنع سيكفي الاحتياج الفلسطيني من الأطراف الصناعية والتعويضية، مشيرا لحاجة فلسطين إلى حوالي 200- 300 طرف صناعي سنويا، وإن المصنع قادر على رفع إنتاجه إلى 400 طرف وسيشغل من 9-11 كادرا فنيا ومهندس.
واعتبر وكيل وزارة الصحة، عنان المصري، المصنع في حديث للأناضول بمثابة الخطوة الهامة في تأهيل المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة، وقال إن الحكومة ستعمل على شراء خدمات المصنع بدلا من شرائها من دول أجنبية.
ولفت المصري إلى أن أعدادا كبيرة من المواطنين بحاجة إلى أجهزة مساعدة وأطراف صناعية تعويضية تم بترها خلال حوادث السير والإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي.