رئيس التحرير: عادل صبري 01:07 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

معلش يا مدام (كنت بحشش)

معلش يا مدام (كنت بحشش)

منوعات

سيجارة حشيش

معلش يا مدام (كنت بحشش)

سمية الجوهرى 12 مايو 2014 16:30

انتظرته طويلاً، ولكنه تأخر على غير عادته. فهو دائم المكوث أمام فاكهته التي لا يحب أن يلمسها أحد غيره: (ما فيش تنقية يا مدام)، فكادت أن تنصرف لولا أنها سمعت صوتًا ينهج من بعيد، وكأنه يركض نحوها، ويقول: (استنى ما تمشيش أنا جيت خلاص)، فنظرت إليه قائلة: (اتأخرت أوووى بقالى كتير مستنياك)، حتى صدمها برده البارد: (معلش يا مدام كنت بحشش).. قالت له: "بتحشش".. قال لها: "يعنى بلف سيجارتين؟ فى إيه يا مدام ما الدنيا كلها بتحشش.. يعنى جت عليا)، وما كان عليها إلا أن تشترى منه الفاكهة رغم ما قاله لها فربما تتركه وتذهب لآخر لتجده (بيحشش هوا التانى)، فأخذت ما تريد وانصرفت تفكر فى كلامه (الدنيا كلها بقت تحشش).

 المكوجى المحترم

لاحظت سوادًا يحيط بعينيه فى حلقات دائرية مخيفة، فخشت أن يكون قد أصيب بمرض مزمن وخافت أن تحول حالته المادية بينه وبين علاجه. فذهبت مهرولة لزوجها قائلة: (أحمد المكوجى شكله تعبان أوووى وممكن ما يكونش عارف إنه تعبان ولا معاه فلوس العلاج، فخلينا نساعده لأنه محترم أووى وبنتعامل معاه من سنين وأسرته طيبة)، فرد عليها باستغراب، وقال لها: (عرفتى منين إنه تعبان)، فقالت من السواد اللى انتشر فجأة تحت عينه.. فظل يضحك لبرهة، ثم قال لها: (ده انتى طيبة أوووى ده السواد من الحشيش والسجاير اللف)، فردت بغلظة: (ده انا كنت فاكراه محترم).. فقال لها: (ما هو محترم فعلا وما بيسبش فرض، لكن البلد كلها بتحشش دلوقتى جت عليه والحشيش ما بقاش له علاقه بالاحترام)، فجلست تتمتم بكلمات لم يفهم منها غير: (المكوجى المحترم بقى بيحشش)!

 

 في ضوء النهار

كنا نعرف زمان أن ديلر الحشيش والمخدرات يتسحب فى منتصف الليالي كالحرامي ليبيع لزبائنه ما طاب لهم من الحشيش.. ولكن الذي لم نكن نعرفه أن تخرج إلى شرفة منزلك أنت وابنك في ضوء النهار لتنادي على صاحب السوبر ماركت (اللى تحت البيت عشان تشترى منه مكرونة وسكر)، لتجد شخصًا على الموتوسيكل يقف تحت منزلك وينتظر زبائنه الذين تسللوا له واحدًا بعد الآخر، ليفتح لهم ورقة يشمونها أولاً ثم يعطونه ما فيه النصيب ليذهبوا منتعشين وكأنهم حصلوا على قطعة من الألماس النادرة من شخص يكنون له كل الاحترام.. حتى تقول لهم على استحياء: (لو سمحتم اقفوا فى حتة تانية غير تحت بيتى)، فما كان عليهم إلا أن يردوا بمنتهى البجاحة: (احنا واقفين فى الشارع هوا احنا واقفين جوة بيتك)، حتى أجبروك بوقاحتهم أن تغلق شرفة منزلك وتسحب ابنك الصغير من يده إلى الداخل، وتقول له: (معلش يا ابني أصل فى ناس بتحشش تحت).

 

 السواق والركاب

إذ كنت من مسافري الطرق الصحراوية أو الزراعية بحكم وظيفتك التي تحتم عليك السفر من محافظة لمحافظة، فحتمًا ستجد هذا المشهد يتكرر كثيرًا (مشهد السواق وهوا مشغل الكاسيت على الأغاني الشعبية الهابطة ومولع معاها سيجارة حشيش يتمزج بيها ولو اتكلمت يقولك): "لالالا أنا مش عايز حد يضيع المزاج اللى فى دماغى واللى مش عاجبه ينزل من العربية، ولأنك مش عاجبك فعلا فهضطر إنك تمتنع عن الكلام وتقعد غصب عنك عشان مش هاتنزل فى نص الطريق وتقعد تشاور بالساعات لحد ما عربية تانية تقفلك.. ولحد كده عادى وبتحصل كتير.. لكن إنك تركب عربية تلاقى اللى جمبك بيحشش، واللى وراك بيحشش وكمان السواق بيحشش.. وتبص تلاقى السواق بيدخل من طرق غريبة عشان يهرب من الكمين اللى واقف، ولما تسأله بتعمل كده ليه، فيرد عليك ببجاحة ويقولك: "يعنى مش شايف يا أستاذ أزايز البيرة اللى وراك ولا عايزنا نتمسك بيها! فتضطر إنك تساعده على الهروب لا العربية تتمسك وأكيد هاتتمسك إنت معاهم، وإنت عايز تروح بخير للعيال، وتسمع فى الآخر صوت بيقولك فى ايه يا بيه مالك مستغرب ليه ما البلد كلها بتحشش.. يعنى هى جت عليا).

 

اقرأ ايضا:

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان