لم تكن صديقتي هي الوحيدة من بين البنات التي تساورها مشاعر الخوف والقلق من ليلة الدخلة قبل زواجها بأيام وربما بأسابيع.. فكثير هن البنات التي تعتبر ليلة الدخلة مجهولاً لا تتوقع كيف سيتصرف معها.. ولأن ثقافة "العيب" مازالت سائدة لدى الأمهات مع بناتهن.. (عيب تتكلمي في حاجة زي كده) حتى الأم نفسها مازالت تستحي أن تتحدث مع بناتها وتنصحهن وتطمئنهن لأنها هي أيضًا تربت على ذلك.. حتى أصبحت ليلة الدخلة بالنسبة لكثير من البنات ليلة خوف وقلق ومشاعر تائهة.
خايفه أكره
(أنا هاتجوز بعد أسبوعين.. وحاسة إنى خايفة جدا من ليلة الدخلة لدرجة إني كل ما اتخيل عريسي هايعمل إيه بحس إنى بكرهه مع إني بحبه جدااا.. وكل ما أدخل أشوف معلومات أو حاجات عن ليلة الدخلة على النت بخاف أكتر.. وماما زي كل الستات لسه بتتكسف أنها تتكلم معايا في الحاجات دي حتى وأنا خلاص أسبوعين وهاتجوز ومش عارفه أعمل إيه) تلك هي رسالة صديقتي لي قبل أيام من زواجها.. نقلت لي مخاوفها وقلقها عن ليلة الدخلة.. كما اشترك معها في ذلك الخوف والقلق بنات كثيرات.
نصيحة مستشار
تعلق أ.أميرة بدران، المستشارة الاجتماعية التي تعمل في مجال الإرشاد الأسري والتربوي، عن مشاكل البنات وخوفهن من ليلة الدخلة، قائلة: ليلة الزفاف.. ليلة فرحة.. ليلة فيها بدأ تحقيق حلم كان في خيالنا منذ فترة.. ليلة لتتويج المشاعر والبدء في تحمل مسؤولية تلك المشاعر وبناء حياة.. فلا تتركي مخاوفك المزيفة وقصص فتيات كانت تهدف لوضع لمسة إثارة في قصتها تهدم ذلك.. فلقد تحدثنا قبل ذلك عن طبيعة غشاء البكارة ومكانه وعلمنا أن الغشاء ليس فيه نهايات عصبية ليحدث ألمًا من الأساس، وعلمنا كذلك أن به بعض الشعيرات الدموية الرفيعة الضعيفة فلا ننتظر بحور الدماء التي يتحدث عنها المخرفون.
لكي تزيلي الخوف
وتتابع بدران: وحتى تتمكنين من إزالة تلك المخاوف تابعي هذه النقاط بمنطق:
- كم من الفتيات تخاف من الظلام.. من الحشرات.. من بعض الحيوانات الأليفة؟.. هن يخفن ولكن خوفهن غير حقيقي ويكمن في رأسهن فقط.
-العلم أثبت أن الغشاء رقيق.. ليس فيه ما يجعل الفتاة تشعر بالألم.. ليس فيه إلا بضع شعيرات دموية صغيرة.. ففض الغشاء في حد ذاته ليس أمرًا مؤذيًا مؤلمًا.. وحين تتحدث إحدى النساء عن تجربتها المريرة في ليلة الزفاف وما حدث لها من آلام ودماء فتأكدي تمام التأكد أن هذا حدث بسبب جهل، أو توتر من الفتاة مع توتر الزوج فحدث دخول خاطئ، أو دخول عنيف أدى لذلك؛ إذن لتفادي ذلك.. عليكي بالهدوء والراحة وعدم التوتر والتركيز في مشاعرك وقربك من زوجك بعد طول غياب فهدوئك سيجعله هادئًا.. سيجعله واثقا.. ويمكنك الحصول على هدوئك بالكثير من الطرق.
منها وعلى رأسها معالجة الأفكار الخاطئة والسلبية التي حولت تلك الليلة لليلة مذبحة.. فهي ليلة هناء وقرب.. وتذكري أن الكثير من تلك القصص وهمية، أو لجعل الجلسة أكثر إثارة لا أكثر والقليل منها جدًا كانت بسبب الجهل والتخلف.. ويمكنك من الآن وقبل الزواج أن تتعودي على ممارسة تمارين الاسترخاء؛ فهي تمارين غاية في الأهمية والفائدة حين تتحول لجزء أساسي في حياتك وليست بشكل عابر.. وزيدي من قراءاتك في ليلة الزفاف لمتخصصين حتى تستقر أفكار صحيحة في رأسك بدلاً من الأوهام.
رسالة للزوج
وتوجه المستشارة الاجتماعية أميرة بدران، رسالة للأزواج أيضًا قائلة: وأنت أيها الزوج.. أعلم أنك لم تحظ بمزيد من المعرفة عن زوجتك.. فلا أهل يتحدثون ولا تعليم ينير العقل ويجعله يتعرف على ذاته وجسده وأدواره ولا شيء.. ولا إعلام إيجابي محترم.. فلم يقبع في رأسك إلا قصص أصدقائك مثل زوجتك.. أو بعض القراءات لمن يفكر ويحترم عقله ويبحث.. وعلى أية حال.. ليلة الزفاف ليست ليلة الحسم التي ستجعلك بطلاً، أو مهزومًا طول العمر.. وليست ليلة حاسمة.. وليست معركة.. إنها ليلة العمر.. ليلة البناء.
وتختتم أميرة بدران، المستشارة الاجتماعية والتربوية، حديثها قائلة: أنت تحتاج للهدوء مع المنطق.. كما تحتاج هي.. فاعطيها ما تحتاجه أنت لتأخذه أنت كذلك.. اجعل المشاعر تعلو فوق أصوات التشويش لديها.. تأكد أن حبك وحنانك.. وهدوءك سيجعل الليلة فارقة.. واقرأ جيدًا لمتخصصين حتى تعلم الحقائق العلمية عنك وعنها.. وتتعلم أن فض الغشاء لا يحتاج ولا يرتبط بأساطير عششت في رؤوسنا طويلاً.. وتعرف على أنواع غشاء البكارة حتى لا ترتبك.