رئيس التحرير: عادل صبري 07:35 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الإسراء والمعراج.. إحياء ذكرى الرحلة العظيمة بين الجائز والبدعة

الإسراء والمعراج.. إحياء ذكرى الرحلة العظيمة بين الجائز والبدعة

منوعات

حكم الاحتفال بالاسراء والمعراج

فيديو:

الإسراء والمعراج.. إحياء ذكرى الرحلة العظيمة بين الجائز والبدعة

أحلام حسنين 19 فبراير 2021 17:30

أيام قليلة ويحتفل العالم أجمع بذكرى رحلة الإسراء والمعراج، تلك المعجزة التي تعد من أعظم الرحلات التي حدثت على الإطلاق، وتمثلت فيها عجائب قدرة الخالق، ومعجزاته لسيدنا محمد، حيث أسرى به على دابة اسمها البراق، من البيت الحرام في مكة المكرمة وحتى بيت المقدس في فلسطين.

 

ويحتفل المسلمون في 27 من رجب من كل عام، بذكرى الإسراء والمعراج، وهي الليلة التي انطلق فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إلى القدس وفيها صلى بجميع الأنبياء، قبل أن ينطلق بصحبة الأمين جبريل عليه السلام إلى السموات العلا.

 

تفاصيل الرحلة العظيمة

وحادثة الإسراء والمعراج هي كشف وتجلية للرسول ﷺ عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة، أصبحت فيما بعد رمزا أبعد وأوسع من حدود الزمان والمكان، لتأكيد أن الإسلام هو دين الله الخاتم وهو الدين الذي أرسل بأصله الأنبياء والمرسلون لهداية العالمين، كما قال ذلك مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة.

 

ففي هذه الرحلة العظيمة، عُرج بالنبي إلى السماء السابعة، وفيها فُرضت الصلوات الخمس، وذلك في فترة قصيرة بجزء قليل من الليل 27 رجب قبل الهجرة النبوية، وفقا لكتب التراث الإسلامي.

 

وتمثل رحلة الإسراء والمعراج أمرا خارقا من عجائب قدرة الخالق، ومعجزاته لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث أسرى به على دابة اسمها البراق -غير معروفة للبشر- من البيت الحرام في مكة المكرمة وحتى بيت المقدس في فلسطين، ومن ثم تم معراجه للسماء السابعة.
 

وبدأت أحداث ليلة الإسراء والمعراج حينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نائماً، فأتاه آتٍ، فشق قلبه، وأخرجه وملأه حكمةً وإيماناً.

 

 

ثم جاءت دابة عظيمة تسمى البراق؛ لتحمل النبي والملك جبريل -عليهما السلام- في رحلتهما، فانطلقت بهما إلى بيت المقدس، ودابة البراق سريعةٌ جداً، حيث كانت تضع خطواتها عند منتهى نظرها، فدخل النبي المسجد الأقصى، فلقي جميع الأنبياء، فأمهّم بركعتين، ثم خرج بعد ذلك، فإذا بجبريل -عليه السلام- يخيره بين كأسين؛ أحدهما الخمر، والآخر فيه لبن، فاختار النبي -صلى الله عليه وسلم- اللبن، فأخبره جبريل بأنه قد اختار الفطرة.

 

بدأت بعد ذلك رحلة المعراج، فانطلق النبي وجبريل -عليهما السلام- إلى السماء الأولى، فاستفتحا فأُذن لهما، فإذا هو النبي آدم عليه السلام، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقا إلى السماء الثانية، واستفتحا فأُذن لهما، فكان فيها نبيا الله عيسى ويحيى بن زكريا، فسلما عليهما، فردا السلام مرحبين بهما.

 

ثم عرج النبي إلى السماء الثالثة، وكذا كان في الاستقبال نبي الله يوسف، وفي السماء الرابعة كان نبي الله إدريس، ثم في السماء الخامسة كان نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة كان موسى عليه السلام.

 

ثم إذا استأذنا في السماء السابعة، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام، وكان مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور؛ وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه.

 

بعد اكتمال المعراج في السماوات السبع، انتقل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى سدرة المنتهى، فبدا شكلها غايةً في الحُسن؛ وذلك ممّا تغشّاها من أمر الله ما تغشّاها، وهناك أوحى الله -تعالى- لعبده فرض خمسين صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى موسى، فقال له موسى أن ارجع إلى ربك؛ فيخفف عنك، فإن أمتك لا تطيق خمسين فرضاً في اليوم والليلة، فعاد النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه أن يخفف عنه، فوضع الله -تعالى- منها عشراً.

 

وفي هذه الليلة وما زال النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب من الله عز وجل مزيداً من التخفيف، حتى بلغ عدد الصلوات خمس فرائض في اليوم والليلة.

 

اختلاف العلماء

واختلف العلماء عما إذا كان الإسراء ببدنه عليه الصلاة السلام وروحه أم بروحه فقط، والذي عليه أكثر العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً لأن قريش أكبرته وأنكرته، ولو كان مناماً لم تنكره لأنها لا تنكر المنامات، قال تعالى:" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " [سورة الإسراء 1] .


وقيل إن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ولم تعين السنة ، وقيل إنها قبل الهجرة بسنة ، فتكون في ربيع الأول ، ولم تعين الليلة ، وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، فتكون في ذي القعدة ، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بخمس ، وقيل : بست، ولكن الذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة وقبل الهجرة.


وذكر بن كثير في تفسيره لسورة الإسراء، أن الله تعالى يمجد نفسه، ويعظم شأنه لقدرته على ما لا يقدر عليه أحد سواه ، فلا إله غيره ولا رب سواه "الذي أسرى بعبده" أي محمداً صلى الله عليه وسلم "ليلاً" أي من الليل "من المسجد الحرام" وهو مسجد مكة إلى "المسجد الأقصى"، وهو بيت المقدس الذي بالقدس مصدق الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام ، ولهذا جُمعوا له هناك فأمهم في محلتهم ودارهم ، فدل على أنه هو الإمام الأعظم والرئيس المقدم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.

 

وقوله تعالى "الذي باركنا حوله"، أي في الزروع والثمار  "لنريه"أي محمداً "من آياتنا أي العظام، كما قال تعالى :"لقد رأى من آيات ربه الكبرى"، بحسب تفسير "ابن كثير".

 

حكم الاحتفال 

ومع ذكرى ليلة الإسراء والمعراج في كل عام يحتفل المسلمون بتلك الرحلة المعجزة، ولكن هناك اختلاف بين المشايخ، فالبعض يقول إن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بدعة، وآخرون يرون أنها جائزة ونهج للسلف الصالح. 

 

وعن حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في شهر رجب، قالت دار الإفتاء المصرية، إن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجب.

 

وأوضحت دار الإفتاء، عبر حسابها الرسمي على موقع فيس بوك، أن احتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف.

 

وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم، فتقول عنها دار الإفتاء المصرية، إنها أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.

 

واستشهدت دار الإفتاء المصرية بأن الحافظ ابن حجر حكى ما يزيد على عشرة أقوال ذكرها في "الفتح"- بإن الاحتفال بهذه الذكرى في شهر رجب جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه ما دام لم يشتمل على محرمٍ.

 

وعن حكم صيام يوم الإسراء والمعراج؟، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز الصيام نهار الإسراء والمعراج ولا شيء فيه وليس ببدعة كما يدعى ويزعم البعض".

 

أدعية مستحبة 

 

ويحرص البعض من المسلمين على إحياء ليلة الإسراء والمعراج بالتضرع إلى الله عز وجل بالدعاء، وهناك أدعية مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج، لما لها من فضل كبير لدى المسلمين، منها:

 

"اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلْنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ لَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتِ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطِكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ".

 

"يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..اللهم يا حي يا قيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد… يا رب يا رب يا رب…اسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي مليء أركان عرشك…يا مغيث اغثني ….. يا مغيث اغثني…..يا مغيث اغثني…اللهم لا تشمت أعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي، اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وأبعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني"

 

"اللهم استرني على وجه الأرض، اللهم ارحمني في بطن الأرض، اللهم اغفر لي يوم العرض عليك ،بسم الله الرحمن الرحيم طريقي و الرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني.. اللهم يا مسهل الشديد و يا ملين الحديد و يا منجز الوعيد و يا من هو كل يوم في امر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك ادفع ما لا أطيق ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

 

"اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان