رئيس التحرير: عادل صبري 11:30 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

من «معتقلات الأسد» إلى أفضل جامعة عالمية.. مأساة سوري تدفعه إلى الأمام

من «معتقلات الأسد» إلى أفضل جامعة عالمية.. مأساة سوري تدفعه إلى الأمام

منوعات

الشاب السوري عمر الشقري

فيديو.. صحيفة سويسرية:

من «معتقلات الأسد» إلى أفضل جامعة عالمية.. مأساة سوري تدفعه إلى الأمام

احمد عبد الحميد 14 ديسمبر 2020 22:50

 أمضى عمر الشقري ثلاث سنوات في السجون السورية عندما كان مراهقًا، وقتل والده، لكن الصدمة دفعته للأمام. وبفضل عائلة مضيفة سويدية، سيتمكن قريبًا من الدراسة في واحدة من أفضل الجامعات في العالم، بحسب تقرير صحيفة نوي تسورشر تسايتونج السويسرية.

 

 

وأوضحت الصحيفة أنّه عندما اندلعت الثورة في سوريا قبل حوالي عشر سنوات، كان الشقرى في الخامسة عشرة من عمره، والآن يتذكر الشاب البالغ من العمر 25 عامًا عندما شارك في مظاهرة لأول مرة، قائلًا: "لم أكن أعرف ما تعنيه الحرية أو الدكتاتورية أو الديمقراطية".

 

وأضاف الشاب السوري أنّه أراد فقط أن يكون جزءًا من  الحشد الكبير الذي هاجر عبر مدينة بانياس الساحلية، لافتًا إلى أنّ والده كان ضابطًا متقاعدًا في الجيش. وبالنسبة له، كانت الشرطة رمزًا لحماية المواطنين، لا تمارس التعذيب أو القتل، لكن هذه الفكرة تغيّرت تمامًا لديه.

 

وتابع: ''لقد فهمت مدى وحشية هذا النظام ومدى أهمية التظاهرات ضده، وذلك عندما تم القبض علىّ حين كنت طفلًا وتعرضت للتعذيب البشع".

 

واستطرد: ''إذا لم نتمرد، فسنمضي حياتنا كلها في خوف''.

 

وبعد تسع سنوات، في نهاية أكتوبر 2020. تلقى الشاب السوري بريدًا إلكترونيًا من واشنطن جاء فيه: "تهانينا، لقد تم قبولك في جامعة جورج تاون"، وعندها صرخ الشاب السوري مخاطبًا صديقه:  "لقد وصلت إلى جورج تاون"، ثم نشر فيديو على الإنترنت يوثق هذه اللحظات السعيدة.

 

وزاد الشقري:  ''لقد كنت خائفًا من عدم قبولي، لقد ساعدتني عائلة مضيفة رائعة للالتحاق بجامعة جورج تاون، أفضل جامعة للعلاقات الدولية في العالم ".

 

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ الشقرى أمضى ثلاث سنوات في سجون مختلفة في سوريا، وقبل هروبه سُجن في محبس سيئ السمعة، حيث يتعرض فيه السجناء للتعذيب المنهجي.

 

وواصل الشاب:  "كنت في السجن مع اثنين من أبناء عمي وتمّ إرغامهما على تعذيبي واضطررت أيضا إلى جلدهم بحزام بالإكراه''.

 

واستدرك: ''توفي ابنا عمي في الحجز، أحدهما بين ذراعي.. يموت 50 سجينا كل يوم والسبب في ذلك ليس بالضرورة التعذيب، فيمكن للجسم والدماغ أن يعتادا على هذا، لكن من يفكر في الحرية وفي أسرته بالخارج يصاب بالاكتئاب ويموت".

 

ووصف الشقري السجون السورية بأنها مستنقعات الهمس، لأن الكلام فيها كان ممنوعًا، وكل من يفعل ذلك يخاطر بمزيد من التعذيب، مضيفًا بالقول: "اعتقدنا أننا سنموت، لكننا حاولنا أن نتعلم كيفية البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة".

 

 وتعلم الشاب السوري من زملائه السجناء، لافتًا إلى أنهم كانوا جميعًا أشخاصًا متعلمين تعليماً عالياً، ومن بينهم الأطباء و علماء النفس و المحامون أو المهندسون، الذين علموه كيف يعتني بجروحه وأن يتهيأ نفسياً وأن يتقاسم الطعام الشحيح بإنصاف.

 

 وبعد ثلاث سنوات من التعذيب، تمكنت والدته من شراء حريته مقابل 20 ألف دولار. وبعد مجزرة في قريتها، فرّت والدته مع اثنين من أشقائه في عام 2013 بعد مقتل الأب وشقيقين آخرين في منزلهم على يد قوات بشار الأسد.

 

ولفترة طويلة، لم يكن الشاب على علاقة جيدة مع والده، الذي كان يصدر الأوامر دائمًا، باعتباره ضابطًا في المنزل، لكن الدعم المشترك للثورة غيّر علاقتهما، حيث أصبح والده المقتول صديقاً له ولأول مرة أباً حقيقياً. 

 

وكان الشاب السوري يود أن يُظهر لوالده مدى شجاعته، ويروي له مشاعره تجاه الثورة، لكن النظام الإجرامي قتل والده.

 

وعندما غادر السجن، لم يتعرف الشاب على نفسه في المرآة، إذ كان وجهه شاحب للغاية، وعيناه محتقنة بالدماء، ورئتيه مصابة بمرض السل،  وبسبب مرضه، تبع والدته إلى تركيا، ومن هناك هرب مع شقيقه ''علي'' البالغ من العمر عشر سنوات في عام 2015 عبر طريق البلقان إلى السويد.

 

واستدرك الشاب قائلًا:  "كنت مريضاً وبحاجة إلى العلاج من مرض السل."

 

وفي مدينة ستوكهولم بالسويد، أقام الشاب صداقات مع عائلة سويدية استضافته في المنزل، لذلك سرعان ما تعلم السويدية، ثم النرويجية والإنجليزية. واستطاع جمع  مبلغ 20 ألف دولار الذي اقترضته والدته لإطلاق سراحه، حيث عمل أولاً كبائع آيس كريم ولاحقًا كمترجم ومعلم لغة للمهاجرين.

 

وسرعان ما ألقى الشاب محاضرات عن الفترة التي قضاها في السجن في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وبذلك ساعد في فرض ما يسمى بعقوبات قيصر ضد سوريا من خلال الكونجرس الأمريكي الذي تضامن مع تجاربه المؤلمة في الأسر.

 

ولم يكتفِ نظام الأسد بسجن الشاب وتعذيبه، بل اتصل به أحد معذبيه السابقين في السويد ذات مرة، وأراد إسكاته مهددًا له بالقول:  "هل تريد المال أم الموت؟"، لكن الشقري لم يصمت تضامنا مع زملائه السجناء.

 

وبحسب الصحيفة، فإنّ هدف الشقرى هو تحرير جميع المعتقلين السياسيين في سوريا، ويرى أنه لا بد أن يتكلم لوقف قمع هذا النظام الإجرامي.


رابط النص الأصلي

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان