رئيس التحرير: عادل صبري 01:44 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«ندى» أول مدربة للببغاوات والبوم والغربان في مصر

«ندى» أول مدربة للببغاوات والبوم والغربان في مصر

آيات قطامش 16 أكتوبر 2019 23:02

مهمة شاقة  إلا أنها ممتعة على قلوب أصحابها.. فضلًا عن إصابات بالجملة لم يسلم منها أيٌ من المدربين هنا داخل "مدرسة المشاغبين".. الطلاب ليسوا من بني البشر ولكنهم طيور على كل شكل ولون .. أما عن الإصابات فهي ضريبة الوصول في نهاية المطاف للنتيجة المرجوة. 

 

لا صوت يعلو هنا فوق أصوات الببغاوات، ممن يحملون جنسيات مختلفة ويتمتعون بأحجام وأشكال وألوان متباينة.. جاء بهم أصحابهم لأول مكان في مصر مخصص لتدريبهم على أشياء كثيرة، تقوده فتاة عشرينية ومعها فريق صغير تشاركوا الحلم معًا والذي سرعان ما تحول إلى حقيقة..

 

الفتاة العشرينية عاشقة الطيور والحيوانات تُدعى ندى عبد  الله،  اختارت ألا تعمل  بالإعلام والصحافة بعد دراستها الجامعية في هذا المجال، وصبت كل اهتمامها في عالم الببغاوات بعد تشجيع من أحد اقاربائها. 

 

 ترجع ندى بداية عهدها بالحيوانات والطيور إلى فترة طفولتها هي وابن خالتها، حيث كانا يعشقا الأمر كثيرًا، ولم يعدو مجرد هواية، وذات ليلة ابن خالتها  الذي كان يربي في بيته عصافير وببغاوات عن قصة التدريب وسرعان ما اخبر بها "ندى" التي تحمست هي الأخرى للأمر. 

 

فعقد كلاهما العزم واتخذا الأمر على محمل الجد، وقررا ان يدرسا الأمر من الألف إلى الياء،  فاستذكرا  كل ما وقع تحد ايديهما عن تلك الطيور وكيفية التعامل معاها وتدريبها وتعديل سلوكها، من خلال مشاهدة مقاطع مصورة على اليوتيوب أو التردد على الجامعات، أو التواصل مع باحثين أجانب في هذا المجال، ولم تنس اعينهم أن تلتهم اي معلومة تخص تلك الكائنات..

تكمل "ندى" بعد فترة اعداد ذاتيه طويلة خاضها الثنائي "ندى" وابن خالتها قررا أن يبدءا مشروعهما بالإعلان عن أول اكاديمية لتدريب الببغاوات في مصر، ودشنا صفحة لهما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. 

 

 

 

أخبرتنا ندى أنهم لا يدربوا الببغاوات فقط ولكن القطط والكلاب والغربان والبوم ايضًا مؤخرًا. 

 

تقول "ندى": الببغاوات هي حيوانات برية تعيش في ايطاليا وافريقيا وغيرها من الأماكن، وهي غالبًا ما تدخل مصر من خلال عمليات صيد قام بها اشخاص كانوا هناك.

وتابعت: فجأة يجد الببغاء الذي عاش نحو 20 عامًا في الطبيعة نفسه مقيدًا نحو 15 يومًا بعد اصطياده اثناء رحلة العودة من موطنه إلى البلد الآخر برفقة صائده، لا  يأكل ولا يشرب، حيث يتم وضعه في زجاجات أو جوارب لأنه يتم تهريبه. 

في تلك الرحلة القاسية يتكون لدى ذاك الببغاء القادم من الطبيعة شعور سلبي وحالة غضب تجاه اي انسان، نتيجة ما تعرض له، وحينما يبيعه الصائد لأي شخص يفاجئ المشتري بأن سلوك الببغاء عدواني للغاية، ويظل يصرخ ويرفض الطعام .. وهنا جاء دور اكاديمية "ندى" في تدريب هذه الببغاوات وتعديل سلوكها وتعليمها أشياء أخرى. 

 

تقول "ندى":  حينما يصل  الببغاء لتلك الحالة يكون خطر للغاية  على صاحبه، ويمكنه قطع اصبع انسان أثناء عضه، بسبب حالة العداء التي باتت تتملكه تجاه بني البشر. 

 

وتابعت: يكون هناك عدة مستويات للتدريب، الأول خاص بتعديل السلوك،  مثل تدريبه أن يهدأ ويعتاد التعامل مع الانسان، ويأتي حينما ينده عليه صاحبه، وهكذا. 

 

أما المستوى الثاني فتشير "ندى" إلى أنه خاص بتعليمه الألعاب قائلة:  فإذا كان يعرف يقول اسم نربطه بسؤال أو نحضر ألوان ونطلب منه أن يذكر اسمها، أو يحمل النقود ويضعها في أطباق، أو يدعى أنه فارق الحياة إذا ضربه أحد. 

 

ولفتت "ندى" إلى أن الهدف من هذا ليس الترفيه فقط، ولكن السبب الرئيسي من وراء هذا هو توطيد العلاقة به.

 

في حين ذكرت أن المستوى الثالث يتعلق بتدريبه على الأشياء التي يمكن أن يتعرض لها داخل عيادة الطبيب، حيث تقول: الببغاوات حينما تذهب للأطباء لا تحب أن يمسكها أحد وتتعب من حولها،  فيضطر الطبيب لجلب منشفة يمسك بها الطائر لتكون بمثابة عازل تقلل من احتمالية عض الببغاء له، إلا أن تلك المحاولات تجعل الطائر يعود بعدها للمربع رقم صفر ويصبح عدوانيًا مرة أخرى تجاه البشر.

 

لذا فإن اكاديمية "ندى" تعلم الببغاء في المستوى الثالث أن يستسلم حينما يقدم طبيب للكشف عليه،  وأن يفتح فمه عند تناول الدواء كما تهيئهم نفسيًا على فكرة اخذ الحقن، وأن يظل ساكنًا اثناء وضع الطبيب السماعة على صدره أو ظهره، وأن يعطيهم قدمه لتقليم أظافره، قائلة: كل هذا نعلمه له أن يفعله بكامل ارادته دون أن يتعرض لتكتيف من أحد. 

 

تلك التدريبات لا تؤتى نتائجها بين عشية وضحاها فكل مستوى من المستويات يحتاج إلى شهرين تدريب على أقل تقدير، وقد تصل لعام في حالة الببغاوات البرية. 

لم تسلم "ندى" وفريقها من عضات الببغاوات خاصة البرية منها، في بداية فترة تدريبها، إلى حين تأقلمها معهم، قائلة: "احنا بنتعض كل يوم".. وهو ما جعل اسرتها تنصحها بالابتعاد عن هذا المجال، ولكن بعد فترة ادركوا العمل المتميز والمختلف الذي تقوم به ابنتهم. 

 

تحلم ندى التي بدأت مشروعها في شقة ثم بتأجير مكان، أن يكون لديهم مزرعة، خاصة وأنه بدأت تدرب الغربان والبوم على نطاق ضيق وتدرس سلوكهم، كي تتوسع فيما بعد، هي وفريقها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان