يجلس مُمسكًا بعدسته المُكبرة..كل تركيزه وخياله منصبًا في لوحته دقيقة الحجم التي يحرص على تثبيتها جيدًا حتى لا تتحرك يمينًا أو يسارً، فتارًة تجده يرسم على حبة أرز وتارةً أخرى يبدع على قشرة لب أو حبة فاصوليا وأي نوع من البوقوليات، وعيدان الكبريت ومؤخرًا ابدع على عودًا من القرفة. 

أما ألوانه فهي من "البن وزهرة الغسيل والشاي وغيرهم"، ولا يقف الشاب العشريني  مكتوف الأيدي  أمام غياب لون بعينه، حيث يخلط الألوان بعضها ببعض إلى أن يصل للون الذي يريد. 

وكانت من بين لوحاته المميزة؛ خروج أصغر بورتريه لنجم ليفربول محمد صلاح من تحت يديه، ولم ينس أن يرسم كوكب الشرق من بري أقلام الرصاص. 

الشاب الفنان  يُدعى إسلام  محمد صلاح، يبلغ من العمر 27 ربيعًا، وهو بالأساس يعمل محاسبًا  منذ تخرجه ، أما ابداعاته تلك فتخرج وتتجلى في أوقات فراغه، ولم ينس أن يعلم الصغار كيفية استغلال المكونات البسيطة في مطبخ "ماما" وتحويلها إلى لوحات بديعة. 

بدأت موهبة "إسلام" تظهر في الرسم منذ أن كان عمره 8 سنوات،  فظل يستخدم الأقلام والأوراق والألوان، ومع الوقت قرر أن يتميز ويبدع  فاختار الأشياء صغيرة الحجم في بيته مثل الأرز والفاصوليا واللبان وأعواد الكبريت وغيرها وأخذ يرسم عليها، كما طور نفسه في الرسم بالنار. 

أما عن أكثر لوحاته صعوبة وتحدي بالنسبة له، تمثلت في رسمه على حبة الأرز، كونها الأصغر حجمًا، فكان يستعين بالعدسة المكبرة، لرؤية التفاصيل ويشرع في الرسم عليها مستخدمًا الإبرة، أما الحبر فيضعه باحد الأغطية، فنسجت أنامله لوحة لصبي ممسكًا بوردة وحبة أرز أخرى يعتلها رسمة لفتاة تحمل بالونة. 

يقول إسلام: بات التحدى بالنسبة لي الرسم على مواد طبيعية صغيرة الحجم للغاية، وفي حال عدم عثوري على لون بعينه فإنني امزج الألوان مع بعضها للخروج بلون ثالث فعلى سبيل المثال الزهرة مع الكركم تعطي لون برتقالي، أما القهوة مع الزهرة فتخرج لون بنفسجي قاتم، وهكذا. 

وعن أبرز  لوحاته؛ فيقول: رسمت أصغر بورتريه لـمحمد صلاح، على قشرة اللب الأبيض، واستعنت بالشاي لرسم الفنان أحمد حلمي بالشاي، أما  أم كلثوم فرسمتها ببري الأقلام. 

يحلم "إسلام" أن يكون للرسومات صغيرة الحجم هذه معرضًا في مصر، ويستخدم المشاهدين العدسات المكبرة لرؤية تفاصيل الرسمة التي لا يمكن أن ترى بالعين المجردة، كما يتمنى أن يشارك في المسابقات العالمية.