قال تقرير إسرائيلي، إن موت آلاف الشجيرات في صحراء النقب أدى إلى سلسلة من الانعكاسات البيئية التي زادت من معدلات عملية التصحر في المنطقة.
وأكد تقرير لمعهد أبحاث الصحراء التابع لجامعة بن جوريون أن متوسط كمية الأمطار التي كانت تهطل شمال غرب منطقة النقب كانت تصل إلى نحو 200 ملم، لكنها انخفضت خلال العقد الأخير إلى نصف هذه الكمية. وقد أدى ذلك إلى عملية موت واسعة لشجيرات تختص بها المنطقة مثل نبات المتنان.
ونقلت صحيفة" هآرتس" عن "إيلى تسعدي" الخبير في المعهد الإسرائيلي قوله: "هناك مناطق اختفى فيها 90% تقريبا من الشجيرات في السنوات الأخيرة، حيث تجف تلك الشجيرات وتتضائل ثم تختفي بعد وقت قصير.إن أحد العلامات الكئيبة لعملية الجفاف والموت هو تلك المساحات الخالية التي يمكن أن نرى بها فقط بقايا القواقع الميتة، التي كانت تعتمد في وجودها على الشجيرات".
ويؤدي موت الشجيرات إلى خلل في المنظومة البيئية، حيث إن أول الكائنات التي كانت تعيش مختبئة في الشجيرات وتحتها هي الخاسر الأول، كذلك الأمر بالنسبة للنباتات الموسمية التي تجد بذورها مأوى في كومات التراب أسفل تلك الشجيرات.
فبدون حماية الشجيرات، يختفى المأوى وحشرات مثل النمل تقوم بأكل البذور، ليختفي مع الوقت تنوع الغطاء النباتي الموسمي.
ويضيف التقرير أنه مع اختفاء تلك الشجيرات يتسارع تطور ونمو البكتيريا الزرقاء والطحالب، التي تعمل على تصلب التربة، وتحول دون نمو الشجيرات مرة أخرى حتى بعد تجدد المطر.
ويشير" تسعدي" إلى أن اختفاء الشجيرات التي كانت تمتص جزء كبير من مياه الأمطار، سوف يؤدي إلى بدء عملية تآكل التربة.
كذلك سيؤدي ذلك إلى توقف النشاط الرعوي في المنطقة والذي عادة ما يقوم به البدو العرب، كما سيقلل نسبة النتروجين في التربة، والذي يعتبر عنصرا حيويا في عملية الإنبات.