أعلن الشيخ رائد صلاح، رئيس "الحركة الإسلامية" داخل إسرائيل، اليوم الخميس، تحديه للقرار الإسرائيلي، بإبعاده عن القدس، قائلا: "لا أعترف بهذا القرار الباطل، وأملك كل الحق في دخول القدس والمسجد الأقصى في الوقت الذي أحدده بدون إذن الاحتلال الإسرائيلي".

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشيخ رائد صلاح صباح الثلاثاء الماضي، ونقلته إلى سجن المسكوبية بالقدس بتهمة "تحريضه" في إحدى خطبه على إسرائيل، وتحميلها المسؤولية عن الأزمات الجارية في مصر ودول إسلامية أخرى، قبل أن يفرج عنه يوم أمس الأربعاء، بقرار من محكمة الصلح الإسرائيلية التي قضت قضت بإبعاده عن القدس وعدم الاقتراب منها مسافة 30 كم لمدة نصف عام، ودفع كفالة بقيمة 50 ألف شيكل (14 ألف دولار).

وفي حوار مع وكالة الأناضول أثنى صلاح على مواقف تركيا المناصرة للقدس والمسجد الأقصى قائلا: "يا ليت كل الزعامات العربية الرسمية ان تتخذ من الدور التركي نموذج لنصرة القدس و المسجد الأقصى، يا ليت جهود شعوبنا العربية أن تلتقي بقوة وبصدق وبتلاحم مع جهود الشعب التركي لنصرة قضيتنا".

وإلى نص الحوار:
- بداية ماهي خلفية اعتقالك قبل يومين؟
-- المحققون الذين حققوا معي على مدار 3 ساعات وجهوا لي تهما باطلة بالتحريض ضد إسرائيل والدعوة للعنف، لمجرد قولي أن الاحتلال الاسرائيلي له دور في إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969م، ولا يحق للمجتمع الاسرائيلي أن يدخل المسجد الأقصى ولا أن يصلي فيه، وكذلك لقولي إن الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع وزير الدفاع المصري (عبد الفتاح السيسي) يحاولون إحراق العالم العربي.

- وماذا سألوك عن مصر ووزير دفاعها تحديدا؟
-- سألوا أسئلة كثيرة عن مصر، من أهمها أنهم قالوا لي أنت تتحدث عن شيء اسمه الربيع العربي في العالم العربي عامة وفي مصر خاصة، ماذا يعني الربيع العربي؟، .. ثم قالوا لي أنت تستخدم مصطلح الأحرار والحرائر في ميداني رابعة العدوية والنهضة (بالقاهرة واللذين تم فضهما بالقوة منتصف الشهر الماضي) وسائر الميادين، فلماذا هم أحرار وحرائر وماذا تقصد بذلك؟.. كما قالوا لي أنت قلت خلال خطبة جمعة إن دم الشهيد المصري تلتقي مع دم الشهيد الفلسطيني والشهيد السوري ودماء شهداء أسطول الحرية (التركي الذي تعرض للهجوم من الجانب الإسرائيلي؛ ما أسفر عن سقوط قتلى في مايو / آيار 2010) ودماء الشهداء في العراق و أفغانستان و بورما ماذا تقصد بوحدة هؤلاء الشهداء.

و كان واضحا جدا أنهم (المحققين الإسرائيليين) مهتمون بالحديث عن سبب مناصرتنا للربيع العربي والشرعية المصرية، فهذا الأمر يزعجهم جدا، وكان واضح جدا أيضا أن هناك قلقا شديدا عند المحققين الإسرائيليين الذين حققوا معي وكذلك ضابط قسم "المسكوبية" ورجال المخابرات الذين أشرفوا على اعتقالي من الدعوة إلى النفير للمسجد الأقصى (تمت أمس الأربعاء) ولذلك حاولوا أن يسألوا كثيرا ماذا تقصدون بيوم النفير، ولماذا تدعون كل أهل الداخل الفلسطيني إلى النفير للأقصى؟.. لماذا لا تريدون للمجتمع الاسرائيلي ولليهود أن يدخلوا الى الأقصى أو أن يصلوا فيه؟...ومن طريقة الأسئلة عن هذا اليوم يتضح أنه كانت هناك  محاولة معدة سلفا من قبل الإحتلال الاسرائيلي لدخول أعداد كبيرة منهم الى المسجد الأقصى و أداء صلوات علنية في المسجد الأقصى تحت غطاء أعيادهم .

 كما أنه واضح جدا أنهم يريدون فرض تجربة المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل على المسجد الأقصى ليصلوا الى تقسيم زماني و مكاني بين المسلمين و الاسرائيلين في المسجد الأقصى المبارك، لذلك كان يوم النفير مهم ليؤكد أنه لا حق لليهود أن يدخلوا إلى المسجد الأقصى أو أن يصلوا فيه.

(وقسمت السلطات الإسرائيلية المسجد الإبراهيمي بين المسلمين واليهود، بعد قيام طبيب إسرائيلي بقتل 29 مصليا خلال أداءئهم صلاة الفجر عام 1994).

- كيف تقيم يوم النفير للأقصى يوم أمس الأربعاء؟
-- كان ناجح جدا وموفق وأحبط ما خطط له جهاز المخابرات الإسرائيلية لاقتحامات كبير جدا للمسجد الأقصى أمس، ولعل طريقة اقتحام وزير الاسكان الإسرائيلي اوري ارييل، الأقصى أمس مع مجموعة من المستوطنين، يؤكد ما قلته، حيث أن الوزير دخل مرعوب كلص ليل إلى مكان  ليس له و ليس له شرعية أن يدخل إليه، كما احتاج الى مئات من وحدات الاحتلال الاسرائيلي الخاصة كي تحرس دخوله الى المسجد الأقصى الذي ظل فيه ثواني معدودة فقط، حيث دخل وخرج كالبرق الخاطف، ودخول هذا الوزير يؤكد أن وجود الاحتلال الاسرائيلي في المسجد الأقصى باطل واستثنائي ومؤقت و سيزول إن شاء الله تعالى.

- ما هو القرار الذي صدر بحقك أمس من محكمة الصلح الإسرائيلية؟
القرار كان واضح وهو أنه لا يجوز أن اقترب ثلاثين كيلوا متر من مدينة القدس وهذا القرار لمدة نصف عام وفي حال ما إذا خالفت هذا القرار، فهذا يعني دخولي إلى السجن مباشرة، كما فرضت علي كفالة مالية بقيمة 50 ألف شيكل (15 ألف دولار).. ولكنني شخصيا قلت عقب القرار بصوت عال، لاأعترف بهذا القرار ولا أقبل هذه الشروط و لست على استعداد أن ألتزم بها، وإلى الآن أنا لا زلت في هذا الموقف وخرجت من السجن بنفس هذا الموقف، ولا اعترف بهذا القرار الباطل، وأملك كل الحق في دخول القدس والمسجد الأقصى في الوقت الذي أحدده بدون إذن الاحتلال الاسرائيلي، كما تركت قضية الاستئناف على هذا القرار لمجموعة من المحامين.

- كيف ترى التضامن التركي الرسمي والشعبي مع قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك ؟
 -- يا ليت كل الزعامات العربية الرسمية ان تتخذ من الدور التركي نموذج لنصرة القدس و المسجد الأقصى، يا ليت جهود شعوبنا العربية أن تلتقي بقوة وبصدق وبتلاحم مع جهود الشعب التركي لنصرة قضيتنا، فلا يمكن لإنسان عاقل أن ينكر نور الشمس في وسط النهار لا يمكن ان ننكر الجهد التركي الكبير في نصرة القدس و المسجد الاقصى المبارك،  وأنا أعني ما أقول، فلنا تواصلنا مع جمعيات تركية كثيرة وأسماء كثيرة كلها تعمل باخلاص لدعم مشاريع في القدس عامة والمسجد الاقصى خاصة لإحباط كل مؤمرات الإحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تهويد القدس أوالهادفة إلى بناء هيكل باطل مكان المسجد الأقصى.

ونحن تواصلنا بشكل عام مع القاعدة الشعبية العامة في تركيا التي يحمل شعبها حب غير طبيعي للقدس والمسجد الاقصى، كما أن لنا تواصلنا مع قطاع واسع مع الاعلام التركي المهتم بكل معنى الكلمة بأن يبقى صوت حر مناصر للقدس و المسجد الأقصى، وأنا أمام كل هذه الشواهد لا يمكني إلا أن اقول: كل الاحترام و التقدير كل الثناء و الشكر لهذه الادوار المتكاملة في مسيرة تركيا، و نحن نعتبر ان دورنا و دور الاهل في تركيا مكمل لبعضه البعض، فنحن شركاء في تاريخ واحد في مدينة القدس والمسجد الاقصى.