رئيس التحرير: عادل صبري 12:11 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

"المكارثية" تهدد السلم الاجتماعي في مصر

المكارثية تهدد السلم الاجتماعي في مصر

ملفات

نائب وزير الرياضة والناشط السياسي "باسل عادل"

"المكارثية" تهدد السلم الاجتماعي في مصر

الأناضول 27 أغسطس 2013 11:11

فوجئ مشاهدو أحد برامج "التوك شو" بقناة فضائية عربية تُبث من مصر بانسحاب نائب وزير الرياضة والناشط السياسي "باسل عادل" من البرنامج بعد أن رفض الجلوس على طاولة الحوار مع الصحفي "علاء البحار" مدير تحرير جريدة "الحرية والعدالة" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وعلل "عادل" هذا الانسحاب بقوله: "إن المصريين يرفضون التحاور مع جماعة إرهابية أطلقت عليهم النار واقتحمت مراكز الشرطة ونشرت الفوضى".

 

لم يكن هذا الخروج الوحيد في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي المصري "تامر أمين" على فضائية "روتانا مصرية" الأسبوع الجاري، ولكن ثمة مشادة جرت بين "أمين" و"البحار" قال فيها الأخير إن هناك مؤامرة من البرنامج على الإخوان، فما كان من مقدم البرنامج إلا أن طلب من الضيف الانصراف من الحلقة.

 

هذا المشهد تعتبره منار الشوربجي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريحات لمراسلة الأناضول أنه "لايمكن فصله عن حالة عامة تجتاح المجتمع المصري منذ فترة، وهي أنك لو مختلف معي تصبح غير وطني، وهو لب "المكارثية" التي تعني التفتيش في عقول الناس واتهامهم بعدم الوطنية".

 

وترصد الشوربجي كيف أن المكارثية في الحالة المصرية كيف خرجت من النخبة حتى وصلت إلى المجتمع وأفراده عن طريق رسائل إعلامية مكثفة، محذرة من خطورة هذا النوع من التفكير على التماسك الاجتماعي ووحدة النسيج الوطني.

 

الإرهاب الفكري

ويستخدم مصطلح "المكارثية" للتعبير عن "الإرهاب الثقافي" الموجه ضد من ينتمون لفكر معين.

 

وعن تاريخ ظهور المكارثية في الولايات المتحدة الأمريكية، تقول الشوربجي "ظهرت كلمة المكارثية لأول مرة ضمن كاريكاتير رسمه الفنان الأمريكي هربرت بلوك عام 1950، واصفًا الهستيريا الجماعية التي كانت بلاده تعيشها وقتها"، مشيرة إلى أن المكارثية منسوبة لسيناتور أمريكي يدعى جوزيف مكارثي، ودخلت القاموس المعاصر باعتبارها تلك الحالة من اغتيال الخصوم السياسيين معنويا عبر اتهامات بالجملة تطعن في شرفهم ووطنيتهم ثم التنكيل بهم وإقصائهم.

 

وتضيف أن المكارثية ظهرت في خمسينيات القرن العشرين وكانت عبارة عن اتهامات بالخيانة والعمالة بغض النظر عن وجود أدلة تثبت تلك الادعاءات، واستخدمت وقتها ممارسات التفتيش في الضمائر وتلفيق الاتهامات والفضائح لإسكات الآراء المخالفة ليس فقط للحكومة، وإنما لكل من يعترض على المكارثية ذاتها.

 

وترى الشوربجي أن للخروج من "الذهنية المكارثية" التي تسيطر على قطاعات كبيرة من المجتمع المصري في الوقت الراهن "هو أن يأخذ الإعلاميون على عاتقهم مناهضة هذا التوجه والحديث فيه حتى يقود باقي المجتمع إلى التخلص منه".

 

 ولكنها استدركت بالقول: "للأسف في ظل هذه الحالة الهيسترية والاستقطاب السياسي الحاد الذي يعيشه المجتمع المصري أرى أنه من الصعوبة بمكان ظهور اتجاه يحارب المكارثية في الوقت الراهن".

 

ويعتبر مراقبون أن خطورة مثل هذه التوجهات التي تحمل قدرا من التقييد والوصم على أصحاب اتجاه معين، بأنه تهدد السلم الاجتماعي في مقتل، حيث تتحول العلاقات بين أفراد المجتمع من علاقات إنسانية تحكمها قيم المودة والتراحم في المقام الأول إلى علاقات تبنى على الريبة والشك.

العلاقات الاجتماعية

وآثر هذا التوجه المجتمعي على العلاقات الاجتماعية بين الأسر المصرية التي عادة ما توصف بالمتينة، مثل علاقات الجيرة والقرابة والصداقة، بل وأثرت على علاقات الأطفال بعضهم البعض.

 

وقال عبد العزيز طاحون، أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، والذين يقطن هو أسرته في أحد الأحياء بمنطقة 6 أكتوبر، جنوب غرب القاهرة، أنه يفكر جديًا في الانتقال من سكنه الحالي إلى سكن جديد بعد ما تعرض له من "تعدي على قيم الجيرة هو وأطفاله وأسرته".

 

ويحكي "طاحون" لمراسلة الأناضول كيف أن ابنته الصغرى التي لم تتجاوز 10 سنوات قد واجهت التوبيخ والتأنيب من "جدة" إحدى صديقاتها التي كانت تلعب معها في منزلها حينما دافعت عن الإخوان وقالت أنهم ليسوا إرهابيين، فما كان من الجدة إلا أن دعت ابنته "شوق" إلى عدم الانصياع لكلامي أنا وأمها بحجة أن كلامنا عن الإخوان هو "كذب" وأن صلاتنا "ادعاء" للوصول للحكم.

 

وشهدت عدد من المحافظات المصرية خلال الأيام الماضية مداهمة منازل ومؤسسات وتحطيم وحرق ممتلكات تابعة لأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.

 

 كما شهدت محافظة السويس الأربعاء الماضي إلغاء انتداب عدد من الموظفين معروف انتماؤهم لجماعة الإخوان في عدد من المصالح الحكومية، كان قد تم تعيينهم إبان عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان