رئيس التحرير: عادل صبري 07:03 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أسباب التغاضي الدولي عن "مجزرة" مصر

كاتب تركي يرصد:

أسباب التغاضي الدولي عن "مجزرة" مصر

الأناضول 17 أغسطس 2013 11:14

رأى الكاتب التركي "نصوحي غونغور"، في مقال له بصحيفة "ستار" التركية، أن هناك 3 مواقف تجاه الأحداث الدموية التي تجري حاليا في مصر، أحدهما واضح ومتباين عن الآخرين، يتمثل في إدانة ما يجري، واعتباره "مجزرة"، وهذا التيار تتزعمه تركيا، بموقف ثابت وحازم، منذ إدانتها للانقلاب، أما الموقف الثاني فلا يتعدى الإدانة لرفع العتب، ولا يبتعد كثيرا عن الثالث الذي يدعم "المجزرة"، فأحدهما يفتح الطريق للآخر بصمت ليفعل ما يريد.

 

وعبر "غونغور" عن اعتقاده بأن الأزمة السورية شهدت مثل هذا التذبذب في المواقف، وتجلى ذلك واضحا من خلال تبادل الأدوار بين روسيا والولايات المتحدة، حيث ترجح الأخيرة، بموقف يذكرنا بحقبة الحرب الباردة، أن يجري إزاحة النظام السوري برقابة من موسكو.

والحقيقة الواضحة في مصر، من وجهة نظر الكاتب، أن الجيش قتل شعبه، وأرجع الكاتب إصرار البعض على تعمد التغاضي عن هذه الحقيقة إلى أسباب عديدة على المستويين الإقليمي والدولي على الشكل التالي:

أولا: أن نجاح محتملا لجماعة الإخوان المسلمين، لن يكون نجاحا للحركات المنضوية تحتها فقط، بل ستفتح الطريق أمام التيارات المتناغمة معها، وهو ما حدا بالبعض للعمل على قصم ظهر هذا التيار، أو على الأقل تغييره للحصول على القوام المطلوب.

ثانيا: في حال تمكن الإخوان من تسلم زمام السلطة، فسيكون ضربة للبنية التي خلفتها الملكية في مصر، على مدى قرنين، والتي كان لبريطانيا دور أساسي في تثبيت دعائمها، ولم يستغرب الكاتب عدم صدور أي موقف جدي حتى الآن من بريطانيا تعليقا على الأحداث.

ثالثا: الموقع المركزي لمصر في قلب العالم الإسلامي، والذي زاد فعالية مع قدوم "محمد مرسي" إلى سدة الحكم، وأعاد تنشيط خط القاهرة أنقرة، وما لهذا الخط من أهمية بالنسبة للعلاقات الثنائية أثارالمخاوف مما قد يفتحه هذا التعاون أمام العالم الإسلامي.

رابعا: خط أنقرة القاهرة هو المرشح الأول لحل اثنين من أهم القضايا الشائكة في العالم الإسلامي، فلسطين وسوريا، والرياح التي قد تهب على خلفية ذلك اعتبارا من أندونيسا وحتى المغرب العربي، أزعج وأثار مخاوف بعض الأطراف.

خامسا:هل من الصدفة أن يتزامن الانقلاب في مصر، وما أعقبه من مجازر، مع تسريع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، على مائدة تفتتحها اسرائيل، ويكون ضيف الشرف فيها "محمود عباس"، في مسعى لإقصاء حماس، وتمرير بناء مزيد من المستوطنات.

سادسا:مصر لم تغلق الأبواب مع غزة فقط، بل مع كل مبادرة للسلام، تأخذ حماس بعين الاعتبار، وفي هذا رسائل لكل من يقول "لا سلام بدون حماس"، وفي مقدمتهم تركيا.

سابعا: هل تدرك الإدارة الإيرانية أن اتفاقها مع روسيا بشان الأزمة السورية ولحماية برنامجها النووي، سيصل بها إلى طريق مسدود، علينا أن ننظر إلى مواقفها بعد انتقاداتها للمجزرة.

ثامنا:أن السياسة التركية تجاه ما يجري في مصر، مع الأخذ بعين الاعتبار تداعيات أزمة خطف الطيارين التركيين في لبنان، تنم عن سياسية قوة إقليمية، وأن الذين يدعون العكس، لا تعدو مواقفهم عن المطالبة "بعدم التدخل في هذه الأمور".

تاسعا:المنزعجين من مواقف أنقرة، هم أنفسهم من يتعاملون بازدواجية معايير مع الأزمة السورية، وهم الذين يغضون الطرف عن إراقة الدماء في القاهرة، وهم أيضا يتجاهلون حماس ويأتون بفتح إلى الواجهة، ولكنهم سيرون أنه لا يمكن تحقيق السلام من دون أنقرة.

عاشرا:كما أصبحت تركيا قوية بسياستها، وتوازناتها، وجيشها، ومنظماتها الأهلية، واقتصادها المتنامي، ستكون في نفس الوقت، تركيا التي يعرف فيها كل حدوده وقدر نفسه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان