رئيس التحرير: عادل صبري 06:07 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مجزرة "النصر" فاقت "الحرس الجمهوري" وحشية

مجزرة النصر فاقت الحرس الجمهوري وحشية

ملفات

مجزرة النصر

ضحايا رابعة:

مجزرة "النصر" فاقت "الحرس الجمهوري" وحشية

الأناضول 27 يوليو 2013 09:44

"مجزرة تفوق ما حدث في الحرس الجمهوري بوحشيتها المفرطة"... هكذا وصف يحيى مكية، منسق المستشفى الميداني بساحة اعتصام رابعة العدوية، شرقي القاهرة، المشهد بالمستشفى في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وهو يشير إلى الدماء التي أغرقت أرض المستشفى وملابس الإعلاميين والأطباء وتناثرت على الأسرة وفي الأرجاء.


وتابع مكية في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول: "خرج من المستشفى الميداني 29 شهيدا فضلا عن 16 حالة على حافة الموت بقنص في الرأس والصدر حولناها بأنفسنا إلى مستشفى التأمين الصحي".


المشهد كان مطابقًا لوصف مكية إلى حد كبير؛ خاصة مع الدماء التي تدفقت بقوة من فم وأنف أحد الشهداء المسجى أرضًا وبجواره والده يدعو ويتشهد وحوله الأطباء يحاولون إنقاذه بأي شكل دون أن يستجيب، دماء قرمزية لزجة تعلق رائحتها النفاذة بالأنوف ولونها القاتم بملابس كل من تواجد في المكان.


وفي محاولة للتخفيف من حدة المشهد النازف على الأطباء والمعالجين والإعلاميين والمصابين ومرافقيهم، تطوع البعض بملاحقة آثار الدماء ومحوها.


عبد الرحمن محمد سعد 29 عاما، مدير مبيعات بإحدى الشركات الدولية، راح يجمع قفازات الأطباء وأدوات الإسعاف المصبوغة بلون الدم، قائلا: "لم استطع الذهاب لدعم إخواننا عند مكان الاعتداءات، حيث أوصت المنصة على أن يبقى كل شخص في مكانه ويساعد في أقرب مكان إليه، ولذا أتيت للمستشفى".


ويضيف: "وجدت هذا المشهد الدموي المؤلم، فرحت أساعد في رفع الدماء عسى أن يتقبلني أحد الشهداء من اصحاب هذه الدماء ويشفع لي يوم القيامة".

وفي صمت يقاطعه دمعات تتفلت بين الفينة والأخرى من عينيه فيعاجل بتجفيفها قبل أن يلحظها أحد، راح محمود محد الدمرداش (28 عاما) يمحو بالممسحة آثار الدماء من على الأرض.


وبصعوبة يقول الشاب الذي يعمل في قناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين: "حسبنا الله ونعم الوكيل، دم إخواننا نرفعه في الماء ونلقيه في قنوات الصرف... كله دم إخواني.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. هذا حرام.. والله العظيم حرام".


وتوسع المستشفيات الميدانية في ساحة الاعتصام لاستيعاب الزيادة في عدد القتلى والمصاببين؛ حيث تحول مسجد رابعة العدوية المطل على الساحة بكل قاعاته إلى مستشفى.


ووصل عدد الذين سقطوا في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المقال وقوات الأمن فجر اليوم إلى 120 قتيلا و4500 مصابا، بحسب مسؤول في المستشفى الميداني في رابعة العدوية، فيما لم تصدر بعد بيانات رسمية من السلطات.


وأعلن المستشفى الوحيد بالميدان توقفه عن العمل تماما، بعد أن امتلأت جنباته بجثث القتلى الذين سقطوا برصاص قناصة محترفين حيث جاءت أغلب الإصابات في أماكن قاتلة في الرأس أو القلب، وبعد أن نفذت كافة إمكانياته الطبية والدوائية والأخطر - كما يروي المتحدث الإعلام للمستشفى الطبيب يوسف طلعت- بعد أن امتنعت كافة الجهات المعنية عن تلبية نداءات الاستغاثة المتوالية التي وجهناها من أجل إغاثة المصابين وإنقاذ حياتهم، "كما لو كنا أعداء لهم ولسنا مصريين".
ويضيف الطبيب بلهجة تبدو عليها المرارة: " وزارة الصحة لم ترسل لنا أي سيارات إسعاف إضافية أو فرق أو مستلزمات طبية أو ادوية وتجاهلتنا تماما مثلها مثل باقي الجهات الطبية والمستشفيات المجاورة امتلات تماما بالجرحى كما امتلات ثلاجات الموتى بها بالقتلى واتصلوا بنا يطلبون منا عدم إرسال المزيد".


"الكل يتجاهلنا ولا يمد لنا يد العون وعدد القتلى يتزايد والمصابين لا يكفون عن التوافد الينا في المستشفى كل دقيقة تقريبا ونحن عاجزون تماما.. نعم إنها كارثة إنسانية وما يزيدها مرارة ان الإعلام المصري الرسمي الذي هو ملك للدولة والشعب يتجاهلنا تماما مثله مثل الإعلام الخاص".


ويضيف والدموع بدت تؤثر على نبرات صوته: "هذا عار..والله العظيم هذا عار علي كل من يتجاهل مد يد العون لأخيه المصري ويتشفى فينا وفي قتلانا.. أين العالم المتحضر؟..أين المشاعر الإنسانية؟ أين النخوة والشهامة ونجدة الإنسان لأخيه الإنسان..حسبي الله ونعم الوكيل".


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان