رئيس التحرير: عادل صبري 11:55 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

القوصي لـ "مصر العربية": الخطر الشيعي.. "وهم كبير"

القوصي لـ مصر العربية: الخطر الشيعي.. وهم كبير

ملفات

اسامة القوصى

قال إن الحديث عن "المشروع الإسلامي" تجارة بالدين..

القوصي لـ "مصر العربية": الخطر الشيعي.. "وهم كبير"

شيعة مصر منقسمون ولا يمثلون شيئا.. ووضعهم أشبه بالطرق الصوفية

صباح حمامو 25 يونيو 2013 17:52

"الإخوان" أكثر التيارات الإسلامية طمعًا في المناصب.. والسلفيون أقلهم مكرا ودهاء

 

 

رغم توصيفه كـ"داعية إسلامي"، إلا أن آراءه عادة ما تصدم مختلف تيارات الإسلام السياسي، وتدفعها للهجوم عليه وكَيْل الاتهامات له، بينما يراه آخرون، وبالأخص دعاة الدولة المدنية، "داعية منفتحا" يغرد خارج السرب.

 

أكثر من ذلك، يحمل الدكتور أسامة القوصي وجهة نظر مختلفة عما تردده التيارات الإسلامية، بشأن قضية الشيعة في مصر، فهو يعتبرها جزءا من لعبة السياسة، ويعتبر التهويل منها مناقضا للطبيعة المصرية التي تستطيع هضم كل الاتجاهات دون أن تتأثر بها، خاصة إذا كان الأمر يتصل بالصحابة. فماذا يقول :  

 

كيف تفسر هجوم التيار السلفي على الشيعة في مصر، خاصة في الفترة الأخيرة؟

 

يمكنني أن ألخص الأمر بأنه صراع سياسي وضع في غلاف ديني، بمعنى أن الإخوان والسلفيين يتنازعان على الكعكة السياسية، ويستخدم أحدهم فكرة "الخوف من الشيعة" لضرب الطرف الآخر، فالسلفيون يبررون خوفهم من تعاون الإخوان مع النظام الإيراني باحتمالات تغلغل الشيعة في مصر، بينما الحقيقة تقول إنهم أدركوا أن الإخوان يستغلونهم، ويركبونهم وقتما يشاءون عندما تكون هناك معركة انتخابية، وهم يعتقدون حاليا أن النظام الإيراني سيكون داعما للإخوان المسلمين.. هذا هو جوهر خوف السلفيين، لكنهم يضعون المسألة في قالب ديني.

 

معنى ذلك، أنه لو لم يتقارب الإخوان والنظام الإيراني ما شن السلفيون هذه الهجمة على شيعة مصر؟

 

بالضبط، فإثارة المسألة لعبة سياسية لا علاقة لها بالدين، فإيران دولة فارسية من الدرجة الأولى، ومازالت تسمي الخليج العربي بالخليج الفارسي، أي أنها مسألة عرقية فارسية عنصرية تحاول أن تستغل الدين لصالحها، ووضعت ثورتها في قالب ديني وكأنها ثورة إسلامية، نفس الشيء يفعله الإخوان، فهم يحاولون استغلال الدين لصالح الخلافة الإخوانية.

 

وقد شعر السلفيون أنه لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الموضوع، وأنه يتم استغلالهم، فقرروا الرد بفرقعة إعلامية الغرض منها إنقاص شعبية الإخوان المسلمين.

 

من وجهة نظرك.. لماذا يحاول الإخوان التقرب إلى إيران؟

 

الإخوان يميلون إلى إيران بسبب تشابه النظامين في كثير من الجوانب، فالإخوان يشبهون الشيعة الإيرانيين في موضوع ما يسمى بولاية الفقيه، هناك تشابه أيضا من الناحية العنصرية، فالإخوان يرون أنه يجب أن يكونوا على سدة السلطة، فهي خلافة إخوانية وليست إسلامية، والشيعة في إيران لا يقبلون أن يكون على سدة الحكم سوى الشيعة، وأن تكون المرجعية الإمامية هي التي تحكم، بينما الرئيس مجرد رمز وصورة.

 

هذا وجه شبه مهم فالرئيس محمد مرسي مجرد واجهة  للحكم الإخواني ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد، نفس الشيء يفعله الرئيس الإيراني، الذي  ينفذ تعليمات المرجعية الإمامية الإيرانية الشيعية.

 

هل تعتقد أن التقارب بين مصر وإيران في الوقت الراهن في صالح مصر على المستوى السياسي؟

 

طبعا، لأن إيران مثلها مثل أي دولة في المنطقة لها ثقل وشعب له حضارة ونحترم حضارته، نحن فقط نرفض استغلال الدين لصالح العنصرية الفارسية.

 

كم عدد الشيعة في مصر ؟

 

هم قليلون ومنقسمون، فالشيعة في مصر لا يمثلون شيئا، وحتى المتشيعين داخل المصريين ليسوا شيئا واحدا.. نفس قصة الطرق الصوفية، ولن تجد لها رواجا، لأنهم أصلا غير متفقين على شيء واحد، وسيتحول الأمر في النهاية إلى بعض الجمعيات الخيرية، فالشيعة أكثر تفرقا من أهل السنة، والمسألة مصالح دنيوية تغلف في غلاف ديني.

 

وماذا عن خطر التشيع على المجتمع ؟

 

أنا لا أؤمن بهذا الكلام، هذا يشبه ما يسمى بالتبشير المسيحي مقابل الدعوة الإسلامية، هل هناك أصلا صراع إسلامي - مسيحي؟ هل نحن نخشى من قلة عدد المسلمين أو إخواننا المسيحيين يخشون من قلة عددهم؟ هذه ديانات انتشرت إلى أبعد حد فأصبح لا يؤثر فيها لا دخول أحد ولا خروج أحد، نفس الشيء الآن بالنسبة إلى الشيعة، فهم جلسوا في مصر قرابة 240 عاما في صورة الحكم الفاطمي، وكما دخلوا خرجوا، والشعب المصري بقي سنيا لم يتأثر بوجودهم..  صحيح أنهم تركوا عادات مثل العاشورا وكعك العيد والموالد ومقامات الأولياء، كما أثروا فينا بالنسبة لمسألة آل البيت، فاصطبغ التصوف المصري بصبغة شيعية، لكن ليس في صورة كره الصحابة، فالمصريون يحبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبون أهل بيته أيضا، بخلاف الشيعة الذين يحبون القرابة ويسبون الصحابة .

 

 وأظن أنه لو دخل الشيعة مصر وبقوا فيها 1000 سنة لن يستطيعوا دفع المصريين إلى كره أبي بكر وعمر ولن يؤثروا فينا على الإطلاق.

 

ماذا تعني بذلك ؟

 

أعني أنني لا أخشى من الشيعة كمذهب، وهنا أوضح أن للتشيع وجهين؛ عقدي وفقهي، الوجه العقدي وهو سب الصحابة، والمصريون لن يقبلوه، أما الوجه الفقي، فقد قبله الأزهر في صورة المذهب الجعفري وسمح بتدريسه كمذهب خامس وأجاز التعبد به، وهو مذهب شبيه بالمذهب الحنفي.

 

معنى ذلك أنه لا يوجد مانع شرعي من السماح للشيعة بالتبشير في مصر؟

 

بالطبع، فأنا أرى أننا في عالم السماوات المفتوحة، وهذا هو الطريق لاكتساب المناعة، هذا زمن المناعة وليس زمن المنع، خاصة أن القنوات الشيعية موجودة في كل بيت، ومع ذلك لا يشاهدها أحد .

 

في تقديري، أن وجود الشيء يجعله عاديا ومقبولا، فيرفضه الإنسان أو يقبله بمحض إرادته. وبالتالي أعتقد أن وجود الشيعة كشيء عادي في الشارع المصري، لن يؤثر على المصريين لأن الشيعة ليس لهم قبول بين المصريين، ومذهبهم في الأساس شاذ وغريب، والشعب المصري يرفض أن يسب أبو بكر وعمر، بالعكس نحن سنزداد اشمئزازا عندما نسمع هذا الكلام.

 

إذن.. أنت ترفض دعوة السلفيين لرصد ومتابعة أنشطة الشيعة في أضرحة آل البيت؟

 

السلفيون يرفضون الشيعة والصوفية، ولو أن الأمر بيدهم لمنعوا الطرق الصوفية تماما، وأنا ضد أي سياسة منعية، فالممنوع مرغوب. وتقديري أنه لا بد من العمل بالآية الكريمة "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، أنا ضد الموالد والأضرحة وما يحدث بها، واعتبرها خرافات وخزعبلات وتخلفا دينيا، ولكن طريقة القضاء على هذه الأمور هي الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لا المنع القانوني ولا المنع السياسي.

 

هل تعتقد أن المجتمع المصري طائفي فعلا سواء كان ضد الشيعة أو الأقباط أو غيرهم؟

 

على الإطلاق، فهذه أفكار دخيلة على مجتمعنا، فطوال تاريخ المجتمع المصري وهو يصهر كل الجنسيات والعرقيات التي تدخله في بوتقة الحضارة والثقافة المصرية، فالجريجي والإيطالي والفرنسي والتركي والإيراني وجميع الجنسيات جاءت وانصهرت.

 

كيف ترى مستقبل الأزمة بين الإخوان والسلفيين؟

 

الأزمة بين الإخوان والسلفيين لن تنتهي، فقد قالوا قديما إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق. هو صراع على الكراسي والمناصب، خاصة أن الطرفين مختلفان في الوسائل ولكنهم متفقون في الهدف، وهو إنشاء ما يسمى بالمشروع الإسلامي أو الخلافة الإسلامية، وهذا نصب واحتيال وتجارة بالدين، كل منهم يريد عدد كراسي أكبر، والإخوان أكثرهم طمعا وشراهة في هذا الباب، والسلفيون ليس لديهم هذا الدهاء والمكر ولكنهم أيضا حريصين على المكاسب السياسية، لذلك حزب النور انبثق عنه الوطن، وأتوقع أن الانشطارات الحزبية ستزيد في المرحلة المقبلة بسبب الاختلاف على الأنصبة.

 

ماذا تقول لكل من الإخوان والسلفيين وشيعة مصر؟

 

أقول للإخوان: اجعلوا علاقتكم بإيران علاقة سياسية تقوم على المصالح المشتركة والمتبادلة ولا تدخلوا الدين فيها، وأقول للسلفيين: عودوا إلى مجال الدعوة واتركوا السياسة كلية، لأنكم أسأتم إلى السياسة والدين معا، وأقول للشيعة: الشعب المصري يحب آل البيت، ولكننا لن نكره الصحابة أو نسبهم، فأريحوا واستريحوا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان