رئيس التحرير: عادل صبري 09:58 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأرقام في صالح السبسي والمخاوف قد تأتي بالمرزوقي

الأرقام في صالح السبسي والمخاوف قد تأتي بالمرزوقي

ملفات

الباجي قايد السبسي

الأرقام في صالح السبسي والمخاوف قد تأتي بالمرزوقي

محمد المهندس 26 نوفمبر 2014 19:20

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية، وبقيت الأنظار مشدودة للجولة الثانية التي تحسم رئاسة تونس؛ وهل تذهب إلى الباجي قائد السبسي زعيم حزب نداء تونس الحاصل على أغلبية مقاعد مجلس نواب الشعب، أم تذهب إلى الرئيس التونسي الحالي المنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية.

لا شك أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي حصل من خلالها المرشح الباجي قائد السبسي على 39.46 % من الأصوات، والمرشح المنصف المرزوقي على 33.43 % من الأصوات؛ قد عقدت الأمور بشكل أكبر؛ فقد كان متوقعا من معظم المتابعين أن يحصل المرشح الأول السبسي على عدد أكبر من تلك الأصوات التي حصل عليها، خاصة أن حركة النهضة التونسية لم تعلن دعمها المباشر لأحد المرشحين الآخرين، وأن المرشح الثاني المنصف المرزوقي قد حصل حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية على 2.14 % فقط من أصوات الناخبين في انتخابات مجلس نواب الشعب!

سنحاول في هذا التحليل الرقمي أن نربط بين بعض المتغيرات التي قد تظهر المرشح الأوفر حظا؛ مع الأخذ في الاعتبار أنها مجرد محاولة، وأن هناك متغيرات أخرى قد تظهر أو تؤثر مستقبلا على أي استنتاج آني لفرص المرشحين.


أولا : نتائج الانتخابات الرئاسية:

نتائج ال<a class=انتخابات الرئاسية التونسية بالأرقام" src="/images/ns/13158856621417066991-الصورة01.jpg" style="width: 500px; height: 281px;" />

 

رسم بياني يوضح نتائج ال<a class=انتخابات التونسية الرئاسية بالأرقام" src="/images/ns/10137745561417067088-الصورة02.jpg" style="width: 500px; height: 333px;" />

 

ثانيا: الانتخابات البرلمانية (مجلس نواب الشعب):

جدول يوضح نتائج ال<a class=انتخابات البرلمانية التونسية" src="/images/ns/11378579411417067142-الصورة03.jpg" style="width: 500px; height: 390px;" />

 

رسم بياني يوضح نتائج ال<a class=انتخابات البرلمانية التونسية 2014" src="/images/ns/10441108891417067196-الصورة04.jpg" style="width: 500px; height: 342px;" />


ثالثا: تحليل الأرقام:

نظرة سريعة على الأرقام التي حصل عليها مرشحو الانتخابات الرئاسية، التي حصلت عليها أحزابهم توضح التالي:

* حصل المرشح الأول الباجي قائد السبسي على الأصوات التي حصل عليها حزبه نداء تونس في الانتخابات البرلمانية (1,279,941) مضافا إليها حوالي 10 آلاف صوت فقط؛ رغم أنه كان مدعوما بشكل رسمي من حزب آفاق تونس (102,916) بمعنى أنه خسر 90 ألف صوتا من مجموع الأصوات التي حصل عليها الحزبان في الانتخابات البرلمانية.

حصل المرشح الثاني المنصف المرزوقي على مجموع أصوات حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية (72,942) ومن المؤكد أنه قد زاد عليها أصوات حزب حركة النهضة (947,014) رغم أنه لم يعلن عن دعم مرشح بعينه، ومضافا إلى هذه الأصوات حوالي 72 ألف صوت.

حصل المرشح الثالث حمة الهمامي على أصوات حزبه الجبهة الشعبية (124,654) مضافا إليها حوالي 130 ألف صوت.

حصل المرشح الرابع محمد الهاشمي الحامدي على أصوات حزبه تيار المحبة (40,942) مضافا إليها حوالي 140 ألف صوت.

حصل المرشح الخامس سليم الرياحي على أصوات حزبه الاتحاد الوطني الحر (137,110) مضافا إليها حوالي 44 ألف صوت.

يتضح من قراءة الأرقام أن التصويت على أساس الدعم الحزبي كان عاليا بدرجة كبيرة خاصة بالنسبة لأصوات المرشحين المتنافسين على مرحلة الإعادة.

ستكون أصوات المرشح الثالث (حمة الهمامي) حاسمة إلى حد كبير في حسم الجولة الثانية من الانتخابات، ورغم أن الحزب أعلن أنه لن يدعم المنصف المرزوقي في الجولة الثانية؛ إلا أن التباين الكبير بين أصوات الحزب في الانتخابات البرلمانية وأصوات مرشحه في الانتخابات الرئاسية تعني أن نصف أصوات المرشح الثالث ليست مبنية على أساس دعم حزبي بالأساس.

قامت دعاية حزب الجبهة الشعبية ومرشحه بالأساس على هتافات وشعارات ثورية في مجملها بما يعني أن الحزب سيصبح في حرج شديد أمام جمهوره إذا أعلن دعما صريحا للمرشح الباجي قائد السبسي، وما يزيد الحرج على حزب الجبهة الشعبية أن السبسي يميني التوجه في حين أن المرزوقي يساري!

أصوات المرشح الرابع محمد الهاشمي الحامدي ربما تكون أقرب في الجولة الثانية للمنصف المرزوقي الذي يقدم خطابا متسامحا مع جمهور الإسلاميين؛ بحكم أن أرضية الحامدي وخطابه به لمسة إسلامية؛ في حين انصب خطاب السبسي على تهديد التيارات الإسلامية بشكل عام!

أصوات المرشح الخامس سليم الرياحي ربما تكون أقرب للباجي قائد السبسي بحكم التوجه اليميني للطرفين، وبحكم الاقتراب السابق من دوائر التجمع الدستوري في فترة بن علي.

باقي الأصوات المفتتة على المرشحين الآخرين قد تقلب النتائج بشكل أو بآخر، مع العلم بأن بها نسبة معتبرة من أصوات الأحزاب اليسارية التي تعتبر بحكم الانتماء السياسي أقرب للمرزوقي.


رابعاً: استنتاج نتائج الجولة الثانية بناء على توجهات مرشحي الجولة الأولى

بناء على التحليل السابق؛ فربما تتوزع أرقام النتائج في الجولة الثانية بناء على توجهات مرشحي الجولة الأولى وقواعدهم الحزبية التالي:
 

يتضح من هذا الاستناج لتوقعات الجولة الثانية من الانتخابات أن الأمر ربما أقرب لفوز الباجي قائد السبسي إلا أنه يظهر في ذات الوقت أن الأمر لم يحسم بعد، وأن الاتجاهات التصويتية قد تتغير لصالح المرزوقي بسبب خطاب السبسي الإقصائي الذي أعلن عنه دون مواربة بعد نتائج الجولة الأولى، والذي ربما يغير أصوات فئة معتبرة من التونسيين الذين قد يخشون من هيمنة لنداء توس على السلطتين التنفيذية والتشريعية، والذين قد يخشون أيضا من صدامات سياسية وأمنية مع الإسلاميين في حال نجاح السبسي وسيطرته على الحكم في وقت يريد التونسيون فيه أن يتجهوا إلى مزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي لتحسين الأوضاع المعيشية بالغة السوء.

دعونا ننتظر، ولنر في النهاية ما قد تحمله النتائج الحقيقية من مفاجآت.

 

اقرأ أيضا:

رئاسيات تونس: السبسي 39.4 % والمرزوقي 33.4 %

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان