حتى المحمودية، البلد الذى ولد فيه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول، حسن البنا، لم تنج من الانقسامات التي تشهدها مصر في ظل أول نظام يحكمها باسم الأفكار التي أطلقها الرجل قبل نحو 80 عاما.

هنا أيضا.. تتباين الآراء والمواقف تجاه الجماعة، فالبعض يجزم بأنها تعجلت في سعيها لحكم مصر، مؤكدا أن عليها أن تدفع ثمن ذلك.

بينما يرى آخرون، أن الإخوان لم يأخذوا فرصتهم  كاملة لتنفيذ  مشروعهم، محملين المعارضة مسئولية إعاقتها خلال الفترة الماضية ، غير أن اللافت في المحمودية هو وصول الخلاف إلي محيط منزل حسن البنا، حيث ترتفع صورة للرئيس السابق حسني مبارك، وتشتعل المناقشات في أقرب الشوارع، والذي يحمل بالمصادفة اسم "الثورة".  

أما البيت نفسه، والذي لازالت جدرانه القديمة  تقاوم الزمن، فقد تحول إلي مقلب قمامة، يكشف فضلا عن إهمال المسئولين والأهالى، انشغال "أبناء البنا" عن تنفيذ رغبتهم القديمة في تحويل المنزل إلي متحف يتناسب مع  الدور الذي أداه مؤسس جماعتهم، حتى اغتياله في  فبراير عام 1949.  

الجيران، بما في ذلك من لا يؤيدون الإخوان، مندهشون من إهمال المنزل، ومنهم من يتساءل كمحمد مصطفى، عن الأسباب التي تمنع الجهات المحلية من رفع القمامة منه، ويضيف: "الجماعة تحدثت كثيرا عن تحويل البيت إلي متحف، فلماذا لم يبدأوا في التنفيذ رغم توليهم السلطة ؟".

جار آخر، التقته "مصر العربية" أظهر إعجابه بحملة "تمرد" التى تطالب بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي . أكثر من ذلك، قال الجار نفسه، إن الإخوان ليسوا أصحاب شعبية كبيرة في المحمودية، ولا حتى بمنطقة بيت البنا ، معتبرا أن الشعب يعيش الآن فى أسوأ فترة فى حياته بالتزامن مع حكم الإخوان .

من جانب آخر، قال أحمد الغندور، الذى أعلن أنه مؤيد للرئيس ولجماعته، إنه يعذر من يطالبون بإنهاء حكم الإخوان نظرا للظروف الصعبة التي يحياها الشعب.