رئيس التحرير: عادل صبري 12:20 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مدير صندوق مكافحة اﻹدمان: 24% نسبة اﻹدمان بمصر والسياسة سبب الزيادة

مدير صندوق مكافحة اﻹدمان: 24% نسبة اﻹدمان بمصر والسياسة سبب الزيادة

ملفات

مدير صندوق مكافحة الإدمان

في حوار لـ "مصر العربية"..

مدير صندوق مكافحة اﻹدمان: 24% نسبة اﻹدمان بمصر والسياسة سبب الزيادة

آيات قطامش 28 أغسطس 2014 21:55

 

المسلسلات الدرامية قدمت فى رمضان 107 ساعات مشاهد إدمان دون رصد التداعيات

4.8% من السكان يدمنون الهيروين والبانجو والحشيش و7.7 % الترامادول

ارتفعت نسبة المدخنين من 19% فى 2009 إلى 24% الآن

الأسرة المصرية تستهلك 6% من دخلها على التدخين ونفقات المدمن شهريا 240 حد أدنى

لدينا عجز فى عدد الأسرة ومدمنون على قوائم الانتظار

الدولة لا تمدنا بأى نفقات وتمويلنا ذاتى ويعتمد على الغرامات الموقعة على تجار المخدرات

100 طبيب متخصص هم من يعالجون مرضى الإدمان فى مصر

85 % من المدمنين يعيشوا مع أسرهم ويجب إطلاق حملة العلاج الإجبارى

الفئات العمرية للإدمان تصل إلى 11 عاما والتدخين من 9 سنوات

 

فى الوقت الذى ارتفع فيه اعداد مدمنى المخدرات بمصر كان علينا ان يكون لنا وقفة مع مدير صندوق مكافحة الادمان بمصر للوقوف عن اخر تلك الاحصائيات مقارنة بالاعوام الماضية.. والسبب وراء تلك الزيادة .. والميزانية التى تصل الصندوق وكيف يتم توجيهها، وامكانية جعل العلاج من الادمان اجباريا كون المدمن فى كثير من الاحيان يمثل خطراً على نفسه وعلى من حوله، وهو ما ايده مدير الصندوق بشدة، مطالباً بضرورة البدء بحملة فى هذا السياق .

 

 وكشف لنا د.  عمرو عثمان خلال حوارنا له عن الكثير من الارقام لفت الى ان الصندوق لا يتلقى اى تمويل او مساعدات من الدولة وانه يعتمد على التمويل الذاتى والغرامات الموقعه على تجار المخدرات، وكشف عن وجود عجز كبير فى عدد الأسرة مقارنة باعداد المدمنين الذين يرغبون فى العلاج، ما يجعل البعض منهم على قوائم الانتظار، فضلا على كون وزارة الصجة لا يوجد بها اكثر من 500 سرير ما يجعل الصندوق يتواصل مع المستشفيات الجامعية والجمعيات، مرجعا ارتفاع نسبة الادمان والتدخين الى عدة اسباب، منها سياسية بالدرجة الاولى، بسبب وجود مشاكل امنية مع دول الجوار، ودرامية، وكثير من التفاصيل  تطرق لنا فيها خلال حواره معانا.

 

 فى البداية.. حدثنا عن نسب تعاطى المخدرات هل هى فى ازدياد ام تراجع؟

 فى الفترة الحالية  بلغت نسبة تعاطى الهروين والبانجو إلى  %4.8 من السكان، اما اذا نظرنا إلى إساءة استخدام الادوية مثل الترامدول  فوصلت  الى 7.7%، واذا تحدثنا عن نسب الادمان فبلغت 1.8% ، هذه النسبة خاصة بادمان المخدرات وليس التعاطى، ويجب ان نتحدث عن نسب انتشار التدخين لأن معظم من يدخنوا يلجئوا لشرب المخدرات ففى 2009 كانت نسبة التخدين حوالى 19%  وفى الفترة الحالية وصلت الى 24% ، فالاسرة المصرية تستهلك 6% من دخلها على التدخين، ونسبة الانفاق بالنسبة للمدمن تصل الى 240 جنيهاً شهرياً.

 

كنت ذكرت فى تصريحات سابقة لك ان نسبة الانفاق على المخدرات توازى ايرادات قناة السويس فى عام.. كيف؟

لم اتحدث بدقة عن هذا ولكى احدد الانفاق فى ظل تجارة غير مشروعة امر صعب للغاية خاصة وانها تجارة مستترة، لكنى اتحدث عن ما ينفقه المدمن شهرياً على المخدرات.

 

ذكرت ان هناك  زيادة فى نسبة تعاطى المخدرات فى الفترة الاخيرة  فما هو سببها من وجهة نظرك؟

لا يمكننا فصل مشكلة المخدرات عن التداعيات والخلل السياسي الذى  تشهده المنطقة فى الفترة الحالية على ارتفاع اعداد المتعاطين للمخدرات،  فيوجد مشاكل أمنيه مع دول الجوار بشكل كبير ما يسمح بدخول المخدرات، وعمليات التهريب بيننا وبين تلك الدول بها مشاكل، فالنزاعات السياسية تؤثر بشكل كبير على مشكلة المخدرات وهى وراء انتشار اى تجارة غير مشروعة، مثل السلاح ايضاً، وبعد اى ثورة يحدث ارتفاع فى تجارة المواد المخدرة  والاسلحة وهو امر طبيعى، ونحن فى فترة تعافى فالعام الماضى تم ضبط 153 مليون قرص ترامدول .

 

هل هناك تفاعل من جانب مرضى الادمان مع الخط الساخن لديكم؟

بالفعل؛ في العام الماضى جاءنا نحو  42 ألف مريض ادمان،  من خلال الساخن "16023"، منهم 27 الف تواصلوا مع الخط الساخن بشكل مباشر والباقى اقرانهم او اقاربهم ممن يعانوا الادمان ايضاً.

 

 ولكن بعض المختصين فى علاج الادمان اكدوا لنا ان الخدمات التى توفرها  المصحات الحكومية غير كافية وغير مجهزة بالمرة فضلا على كون اعداد الاسرة غير كاف مقارنه بتدفق  مرضى الادمان.. فما هو تعليقك؟

 بالتأكيد عدد الاسرة غير كافى مقارنة بأعداد المرضى،  ونحتاج الى التوسع بشكل أكبر وهو ما نحاول عمله خلال الفترة المقبلة بافتتاح مراكز علاجية جديدة، خاصة فى المناطق المحرومة.

 

وفقاً لم ذكرت بأن هناك عجزا فى أعداد الاسرة إذا فبالتأكيد هناك مدمنون على قوائم الانتظار، فكم يبلغ عددهم؟

ليس معنى ان الـ 42 الف حالة التى جاءت للعلاج العام الماضى لهم اسرة وجميعهم تم حجزهم، فبضعهم تم علاجه بشكل خارجى، وبالبعض منهم تم حجزه ممن يمثل خطورة على نفسه  وعلى من حوله، ويوجد من هم على قوائم الانتظار، وفى العام السابق له كان العدد اقل حيث وصلنا 10 الالف اتصال هاتفى.

 

علمت انه فى القطاع الحكومى على مستوى الجمهورية لا يوجد اكثر من 500 سرير .. فما صحة هذا الكلام؟

هذا العدد بالنسبة لمستشفيات وزارة الصحة بالفعل، ولكن نتعاقد مع المستشفيات الجامعية مثل القصر العين وعين شمس  التخصصى، كما ان الجمعيات الاهلية  تحاول ان تعاوننا فى توسيع البنية التحتية.

 

ما هو دور الصندوق  فى مكافحة  الادمان؟

 فى البداية نعمل على التخطيط كون  المخدرات هى قضية مركبه معنى بها 11 وزارة حكومية ، كما نحرص على تقديم برامج وقائية للشباب من خلال قاعدة شبابية لدينا تنزل لتوعية الناس فى الشارع قوامها 26 ألف شاب، على مستوى محافظات مصر ونحاول التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لوضع جزء كامل عن قضية الادمان والتدخين، وكذلك ننسق  شيخ الازهر واجتمعت معه لدمج تلك القضية داخل مناهج المعاهد الازهرية، فضلاً عن تدشين الحملات الاعلامية بين الوقت والاخر.

 

 كم تبلغ  ميزانية صندوق  مكافحة الادمان؟

الصندوق  تمويله ذاتى موارده المالية تأتى من الغرامات التى توقع على تجار المخدرات، والتى تقدر بما لا يقل عن 7 إلى 8 مليون سنوياً، يتم توجيهها فى عملية العلاج،  وهو ما يجعلنا نعانى من محدودية الموارد المالية،  فى ظل حاجاتنا الى نشر الحملات الاعلامية المنشودة، فاليوم نتواصل مع ملاك القنوات الفضائية لاذاعة حملات التوعية مجاناً، فنسبة 60% من الميزانية توجه للعلاج.

 

إلى اى مدى تلعب الدراما المصرية دوراً فى انتشار الادمان؟

 فى رمضان 2010 رصدنا 54 ساعة مشاهد تدخين وتعاطى مخدرات،  وفى رمضان 2011 وصلنا الى 72 ساعة، 2013 زادت للغاية لتصل الى 102 ساعة، مشاهد تدخين ومخدرات فى شهر رمضان فقط، وتعاد على مدار السنة فـنحو 80% من المسلسلات تعرض مشاهد التدخين والمخدرات ولا تعرض  تداعيات هذا الادمان، وهو ما يمثل عنصر قوى يلعب دور كبير للغاية فى انتشار الادمان.

 

 ما هى المواد المخدرة الاكثر انتشاراً؟

 الترامدول يتربع على عرش المواد المخدرة الاكثر انتشاراً، وهو ما رصدناه من خلال الابحاث العلمية والدراسات التى نقوم بها.

 

ما هى اكثر الفئات العمرية التى تتعاطى المخدرات؟

الفئة العمرية للادمان تدنت للغاية حيث وصلت الى 11 سنة، وكذلك تدنى سن التدخين ليصل الى 9 سنوات، مع تراجع دور الاسرة فى عملية الوقاية الاولية، وهناك 85% من المدمنين يعيشوا مع الوالدين،  وهذا يعنى ان دور الاسرة يتراجع سواء على مستوى الاكتشاف المبكر او دورهم فى التوعية، ففى النهاية الادمان مرض يحتاج المساعدة والمساندة .

 هل ترى ان عدد الاطباء العاملين فى هذا المجال كافى لعلاج مرضى الادمان؟

للاسف العدد غير كافى بالمرة كون هذا التخصص صعب ويوجد عزوف عنه من جانب الاطباء بشكل كبير، ونظرا لأن هذا التخصص نادر ايضاً على مستوى الدول العربية فنجد ان هناك استقطاب، للأطباء المهره لدول الخليج،  وهو ما يجعلنا كل فترة قصيرة نفقد مجموعة من الاطباء المتميزين فى هذا التخصص، فنحن لا يوجد لدينا اكثر من 100 طبيب متخصصين فى هذا المجال.

ما هى ابرز الصعوبات التى تواجه الصندوق؟

ان كثير من الجهات فى الدولة لا تضع مكافحة الادمان على قائمة اولويتها، فضلا عن الميزانية كما تحدثت عنها، كما ان لدينا خطط ولكن لا يتم تنفيذها بالشكل المطلوب.

 

كيف يمكن جعل العلاج بالادمان اجباريا بدلا من كونه اختياريا خاصة أن هناك الكثير من المدمنين  ممن يشكل الادمان خطورة عليهم او على من حولهم ولا يمكنهم اتخاذ قرار بالعلاج؟

هذا ضرورى فى كثير من الحالات ولكنه يحتاج الى تعديل فى القوانين،  والى مزيد من النقاش المجتمعى، خاصة وان ثقافة الانكار تغلف مريض الادمان بشكل كبير،ويجب فتح ملف العلاج القسرى، ويجب ان يكون هناك اتجاه بان يكون العلاج اجبارياً، ويوجد الكثير من المصحات غير المرخصة تعتمد على العلاج الاجبارى، فتتصل الاسرة بأى جهة غير مرخصة ويتم شحنه بمعنى اخذه رغما عنه ويحدث ما يحدث لذا يجب مواجهة الملف .

الى اى مدى ترى ان قضية العلاج القسرى لابد منها ؟ ولماذا؟

لاننا وجدنا الكثير من الاسر تتصل بنا لعلاج ابنهم من الادمان ولكننا نرد بأنه ليس لدينا القوانين ولا الالات التنفيذية التى تسمح لنا بذلك، ونخبرهم بأن المريض المدمن يجب ان يأتى برغبته، وهو ما يجعلنى اضم صوتى لصوتك فى ضرورة فتح هذا الملف لان هذه القضية لا تقبل انصاف الحلول.

 

كم تبلغ نسبة الفتيات التى تتعاطى المخدرات؟

 2% هى نسبة الفتيات التى لجأت الينا للعلاج من الادمان، وهى تزيد ولكنها ليست معبره عن الواقع، واعتقد انها اعلى بكثير لان كثير من الفتيات لا تقبل على العلاج.

 

ما هى تكلفة علاج المدمن؟

 التكلفة متابينه من مكان للاخر وكما ذكرت انه العام الماضى وجهنا نحو 6 ملايين جنيها  للعلاج، ونحن نعالج الجميع بالمجان.

 

ذكرت من قبل ان الصندوق يتكفل ايضا بعلاج المشاهير والفنانين فلماذا لا يتم تحميل الفئات المقتدرة تكاليف العلاج وتوجيه تلك المصاريف لعلاج من ليس لديهم مورد مالى؟

بالطبع لديك حق ولكن نحن فى العلاج لا نفرق بين اى احد ويجب ان نشجع الجميع.

 


اقرأ أيضا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان