رئيس التحرير: عادل صبري 06:00 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أحمد رامي: "الإخوان" بدأت المراجعات.. والجميع بحاجة لتغيير سياساته

أحمد رامي: الإخوان بدأت المراجعات.. والجميع بحاجة لتغيير سياساته

ملفات

الدكتور أحمد رامي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة

في حوار لـ"مصر العربية"..

أحمد رامي: "الإخوان" بدأت المراجعات.. والجميع بحاجة لتغيير سياساته

حوار: طه العيسوي 26 أغسطس 2014 15:56

قال الدكتور أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة: إن من أبرز أخطاء جماعة الإخوان هي الانحياز للخيار الإصلاحي في التعامل مع الظرف الثوري، وعدم استيعاب الشباب بالقدر الكافي، والمركزية الشديدة في إدارة الجماعة.


وأضاف- في حوار لـ"مصر العربية"- أن "الإخوان" تقوم بإعادة تقييم المرحلة السابقة، وهناك بدايات لما يمكن وصفه بالمراجعات والتي حال استمرارها وتطويرها من الممكن أن تفي بالغرض، لكنها لم تصبح صياغة لسياسات جديدة.

وتابع "رامي" :" على من يتخوفون من الآثار السلبية لمراجعة السياسات أن يطمئنوا أن من يطالبون بها أوفياء لفكر الجماعة ولأدبيات تنظيمها، نحن جميعا بحاجة لتغيير السياسات، والتذرع بأن الظرف غير ملائم وما شابه فأعتقد أنه رأي في غير محله، فعلوم الإدارة تستوجب التصحيح والمراجعة في حالات النجاح أو الإخفاق على السواء".

 

وإلى نص الحوار:

كيف تنظر إلى ما وصلت إليه جماعة الإخوان المسلمين اليوم؟

الوضع إجمالا يمكن أن يوصف بأن الجماعة تمر بأزمة ما زالت تتفاعل معها، ومن الممكن أن تتحول لفرصة إذا ما أحسنت التعامل معها، إلا أنه في المجمل يمكن القول بأن الوضع الحالي أفضل مما قبل "انقلاب 30 يونيو".

البعض يحمل قيادات الإخوان جزءا كبيرا من المسئولية عما آلت إليه الأوضاع الحالية.. ما رأيك؟

الإخوان وغيرهم مسئولون بدرجات متفاوتة عما آلت إليه الأوضاع بوجه عام، والجميع مسئول حسب حجمه وإمكاناته وصلاحياته، إلا أن الأنصاف يقتضى أن من يتحمل المسئولية الأكبر هو من أهدر الحقوق مستخدمًا السلاح فقتل وصادر الحريات من أجل الحفاظ على مكسب فئوي لعدد محدود ومجموعات مصالح وفئات ترتبط بنظام ما قبل ثورة يناير لم تقدم للبلاد عبر عشرات السنيين إلا كل ما هو سلبي.

ما هي أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة؟

الانحياز للخيار الإصلاحي في التعامل مع الظرف الثوري، وعدم استيعاب الشباب بالقدر الكافي، والمركزية الشديدة في إدارة الجماعة.

هناك اتهامات للإخوان بالفشل في الحكم وأنها لا تجيد سوى المعارضة وتستمد قوتها من المحن.. ما ردكم؟

أى عملية تقييم وفقًا للمنهج العلمى تقتضى الوضع في الاعتبار ما كان عليه الأمر قبل تولى الإخوان الحكم بعد عام وأكثر من إدارة المجلس العسكري للبلاد، وكذلك المناخ الذي كان يعمل فيه الإخوان، وإجمالا أقول نعم أداء الإخوان كان من الممكن أن يكون أفضل من هذا بكثير.

إلا أن المسئولية الأكبر لما آلت إليه الأمور تقع على عاتق من عمل على إرباك وإفشال أول تجربة ديمقراطية حقيقية، وأقصد بذلك تحالف الثورة المضادة بما يشمله من مكونات دولة "مبارك" ونظام يوليو العسكري. كما المقارنة في محاور مختلفة كالأداء الاقتصادي والحريات العامة تصب وفقا للأرقام في صالح "الإخوان".

كما أن القول بأن الإخوان تجيد المعارضة وتستفيد من المحن فهو تقييم إيجابى فى صالح الجماعة ويحسب لها، بالإضافة إلى أنه من الظلم استباق الحكم على الإخوان بالفشل بعد مرحلة لم تتجاوز العام الواحد، وأجزم أن من قاموا بالانقلاب لو كان لديهم ما يوحى بأن الإخوان فى المجمل سيفشلون في تجربتهم لما أقدموا على تدبير هذا الانقلاب.

وأعود هنا لتصريحات محمد أنور السادات عندما صرح لإحدى وسائل الإعلام الغربية بأن الإخوان لو ظلوا فى الحكم لأكثر من عام لن يستطيعوا تغييرهم، فما جرى هو إجهاض لتجربة الإخوان قبل اكتمالها بعد كمّ كبير من العرقلة والإرباك.

ولا أدل من أن "الإخوان" كانوا يسيرون نسبيًا على الطريق الصحيح فيما عدا المسار السياسي أكثر من تبنى النظام الحالى رغم عدائه للإخوان لأغلب المشروعات التى طرحها الإخوان (مع تعديلها بما يخدم مصالح فئات أضيق وبما لا يراعى الفئات الأكبر من الشعب).

البعض يري أن هناك غضبا مكتوما لدى شباب الجماعة من طريقة إدارة الإخوان للأزمة سواء خلال عهد "مرسي" أو حاليا.. ما ردكم؟

لم يعد هناك شيء خفي أو مكتوم، لكن أوصي شباب الإخوان خاصة كل حريص على الجماعة كرصيد للأمة في مواجهة الاستبداد وفى التصدي للمشروع الصهيوأمريكى أن ننتقل من مرحلة توصيف ما جرى لمرحلة كيف نصحح أخطاءنا، أي علينا ألا نستغرق مزيدا من الوقت في تفاصيل الأعوام الثلاثة الماضية.

فنحن جميعا بحاجة لتغيير السياسات مستفيدين من تجربة الأعوام الثلاثة الماضية، ولا يعني هذا بالقطع عدم المحاسبة أو الوقوف على الأسباب، لكن فقط ما أعنيه هو ترتيب أولوياتنا في التعاطي مع الحدث.

لكن بعض قادة الإخوان يرون أن الظرف الراهن غير مناسب لإجراء تغيير السياسات؟

التذرع بأن الظرف غير ملائم وما شابه فأعتقد أنه رأى في غير محله، فعلوم الإدارة تستوجب التصحيح والمراجعة فى حالات النجاح أو الإخفاق على السواء، كما أن المولى عز وجل أنزل قرآنا يوجه به الصحابة بعدما بدر من بعضهم عقب غزوتي بدر وأحد رغم اختلاف النتائج فى كليهما.

هناك من يقول إن الجماعة بحاجة لإعادة هيكلة شاملة من خلال إجراء انتخابات داخلية على كافة المستويات.. فهل هذا قد يحدث خلال المستقبل القريب؟

ليس كل قديم يترك ولا كل جديد يؤخذ به، نعم نحن في مرحلة جديدة والمرحلة السابقة أظهرت أن هناك سياسات لابد أن تتغير وهناك من لم يكن موفقًا فى أدائه، وعلى الجماعة أن تجرى عملية إحلال وتبديل بما يضمن أن تتطور لتفي بمتطلبات المرحلة، وهذا الأمر بدأ لكن على مستويات إدارية دون مستويات الإدارة العليا للتنظيم إلا أن ظرف غياب الكثير من القيادات أيضًا ساهم فى عرقلة هذه العملية من التجديد.

لكن الأهم هو أن يسفر تغيير الأشخاص عن أنتهاج سياسات تستدرك وتصحح الأخطاء الماضية فتغيير الأشخاص حال حدوثه ليس هو المراد لذاته.

وما هي المعوقات التي تحول دون ذلك؟

الوضع الأمني الذي أرى أنه مهما بلغت سطوته لا يمنع من اتخاذ الإجراءات الواجب اتخاذها، واقتصار الأمر على إجراء الانتخابات لن يثمر التطوير المطلوب الذي ينبغي أن يشمل ما هو أكثر من ذلك.

بعض قيادات الجماعة صرحوا بأن هناك مراجعات تتم لإعادة تقييم المشهد.. فلماذا تأخرت تلك المراجعات؟

تقييم المرحلة السابقة يتم، لكن بعض الإخوان لا يرى أنه ارتقى لدرجة أن يكون مراجعات لسياسات، والبعض الآخر يرى أن الظرف والوقت لا يسمحان بذلك، وفى كل الأحوال ما جرى ليس مرضيًا ولم تتنظر بعد عملية التقييم لتصبح مراجعات وصياغة سياسات جديدة، وإن كانت هناك بدايات حال استمرارها وتطويرها من الممكن أن تفي بالغرض.

وعلي من يتخوفون من الآثار السلبية لمراجعة السياسات أن يطمئنوا أن من يطالبون بها أوفياء لفكر الجماعة ولأدبيات تنظيمها، وما يطالبون به ما هو إلا إعمالا لما تعلموه من هذه الأمور، فالمولى - عز وجل- أنزل قرآنا نتعبد به فيه تقييم ونصح لصحابة رسول الله عقب كل من غزوتى بدر وأحد، ولقد بلغ الصف الإخوانى من النضج بحيث يمارس هذه العمليات التقييمية بما لا يضر بمصلحة الجماعة أو الأمة.

كيف تنظر لتباين وجهات النظر بين قيادات الإخوان وما يطلق عليه التيار الاصلاحي والمحافظ.. وما تأثير ذلك في اتخاذ القرار حاليا؟

داخل الصف الإخوانى لا يحبذ الإخوان استخدام مصطلح المحافظين والإصلاحيين، إلا أن قيادة الإخوان على مدار تاريخها كانت لها القدرة لكونها تيارا واسعا على احتواء وتوظيف كل الطاقات بما يحقق الأهداف العامة وبما يتيح للجميع أن يبذل جهده من أجل التطوير دون الخروج عن أصول الجماعة.

تلاحظ أنه أحيانا ما يكون هناك ارتباك في إدارة الجماعة وقد تم إصدار بيانات وتصريحات وتم التراجع عنها.. فكيف ترى هذا الأمر؟

هذا أمر وارد ومتوقع في حالة الضغوط الأمنية وتغييب عدد كبير من القيادات أن ترتبك الجماعة، والتقييم الموضوعي يحتم علينا أن نقر بأن هناك قدر من الارتباك لا يتناسب مع قدر القمع والضغوط التى تتعرض لها الجماعة، فقد استطاعت أن تقلل من أثر الإجراءات التي اتخذت ضدها من قبل الانقلاب، ولعل الفترة الأخيرة شهدت انحسارا نسبيًا لهذا الارتباك وبقى أن نطور الأداء دائما إلى ما هو أفضل.

كيف تنظرون لعلاقة الإخوان بباقي القوي الرافضة للنظام أو باقي فئات الشعب التي ترفض "الإخوان" أو ترفض ما يعرف بـ"العسكر والإخوان"؟

ما زالت تحتاج لتطوير، وإذا ما تحدثنا عن القوى السياسية أرى أنها مسئولية مشتركة بينهم وبين الإخوان، أما فيما يخص قطاعات الشعب الأوسع فهذه مسئولية الإخوان في بذل المزيد من الجهد لإحباط مخطط الكراهية والتقسيم الذي ينفذه الانقلاب بآليات متعددة أبرزها الإعلام والذى يمكن أن نوجزه فى مقولة (احنا شعب وانتوا شعب) التى دشنت لتلك المرحة، فهو يراهن - كعادة المستبدين- على تحويل المواطنين لفئات وشيع يستضعف طائفة منهم أو يفرق بينهم، لكى يظل سيدًا عليهم، فهذا دأب كل الطغاة.

البعض تحدث عن ترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية وليست التنافسية وتفعيل شعار "مشاركة لا مغالبة".. فكيف يمكن تفعيل ذلك علي أرض الواقع لبناء جسور الثقة مع فرقاء يناير؟

بالرغم من أن مسئولية الإخوان أكبر من غيرهم إلا أن كل حريص على هذا الوطن ومستقبله عليه أن يسع لإنهاء ثقافة الكراهية والتمييز التى لا أقول تمارس ضد الإخوان ولكن تمارس ضد جزء كبير من أبناء هذا الوطن، فلا مستقبل لأمة منقسمة ولن يختفى الإخوان من هذا المجتمع أو يتم استئصالهم، وثمن هذه المحاولات لن يدفعه الإخوان فقط لأنها تمزيق للمجتمع يدفع ثمنه المجتمع كله.

كيف تنظر لمستقبل "الإخوان"؟

مرتهن بالأخذ بكافة أسباب تجاوز هذه الأزمة التى مرت بالفعل مرحلة صعبة من تداعياتها تفادت فيها الجماعة خسائر متوقعة أكبر مما كان يمكن أن يحدث.


 

اقرأ أيضًا:


 

الحرية والعدالة ينتقد مشروع قناة السويس ويطالب بالتصدي له

الحرية والعدالة عن السيسي: نحن أمام قذافي جديد

الحرية والعدالة: أحكام الإعدام متوقعة

الإخوان عن بيان العراق: لم نعد نملك رفاهية أخطاء جديدة

الحرية والعدالة: خسارة صباحي الفادحة لأنه فقد ماكينة الوطني المنحل

الحرية والعدالة: الانتخابات الحالية الأضعف منذ يناير 2011

حزب الحرية والعدالة عن بيان القاهرة: دعوة نقدرها ونتعامل معها بإيجابية

أحمد رامي: لسنا في صراع على السلطة بل لاسترداد الثورة

قيادي بـ"الحرية والعدالة" يتهم المخابرات بالتجسس علي مرسي

سودان: عدم إدانة بريطانيا للإخوان سيكون صدمة للنظام

الكومي: السلمية كلمة السر في نجاح الحراك الثوري

سودان: الإخوان أخطأوا لكنهم لم يجرموا.. وفض رابعة أبشع من الهولوكست

سودان: لن نرفع دعوى جديدة بالجنائية الدولية.. وأمامنا طريقان

قيادات الحرية والعدالة: حل الحزب يدمر الحياة السياسية

الحرية والعدالة: حل الحزب يؤكد استبداد النظام


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان