ندَّدت أحزاب وقيادات إسلامية بأحداث تفجيرات جامعة القاهرة اليوم الأربعاء، معتبرين أنها تؤدي إلى مزيدٍ من العنف وأنها مبرر قوي لاستمرار التضييق على المعارضين والاعتقالات العشوائية، والعودة لعصور سابقة كانت ترتكب فيها أحداث عنف لتبرير القمع والإقصاء.
قال الشيخ جمال سمك، الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الحزب والجماعة موقفهما محدد وهو رفض أي أحداث عنف أو تفجيرات أو ترويع للمدنيين والآمنين.
وأشار في تصريحات "مصر العربية" إلى أن كل صاحب عقل وحكمة يجب أن يرفض هذه الأحداث، خصوصًا أن دخولها إلى الجامعة تحول خطير يهدِّد الجميع، مؤكدًا أن أحداث العنف والتفجيرات ليست حلا وإنما الحل في الحوار والالتزام بالنضال السلمي.
وأوضح سمك أن الجماعة الإسلامية أطلقت مبادرة لمواجهة أحداث العنف والتفجيرات والعمليات الإرهابية، أطلقت عليها "لا للتكفير والتفجير"، طالبت فيها القوى السياسية المختلفة والجماعات والحركات بالالتزام بالمنهج السلمي.
وطالب قوات الأمن والسلطات بعدم تقديم الحل الأمنى على كل حل ومواصلة القمع المستمر والإقصاء، مشيرًا إلى أن ذلك يفاقم من الأزمة ويزيد من العنف والعنف المضاد.
وشدَّد على أن استخدام مثل هذه الأحداث لمزيد من القمع والاعتقال يهدد بتوسع هذه العمليات الإرهابية سواء كان مصدرها جماعات إرهابية أو سلطات أمنية.
وأكد أن قوات الأمن إذا كانت تفتعل هذه الأحداث لإحكام السيطرة على معارضيها واستمرار اللعب والضغط بورقة الإرهاب، فإنها لن تستطيع السيطرة عليها مستقبلًا وستخرج اللعبة من يدها وتتسع الدائرة.
بينما اتهم الحزب الإسلامي الذراع السياسية لتنظيم الجهاد في مصر، أجهزة الأمن بالوقوف وراء الحادث.
وقال الحزب في بيان له: "المنطق والفهم العلمي الصحيح لأي حدث يقول ابحث عن صاحب المصلحة، فالمظاهرات لم توقفها قوانين جائرة وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان، فقوات الأمن فشلت باستخدام بالسلاح بكل أنواعه والقتل العلني داخل جدران الجامعة، أثناء الشباب الثائر عن ثورته، فلم تجد أجهزة التآمر بدًا من البحث عن الأساليب القديمة لوقف المد الثوري".
وتساءل الحزب الإسلامي: "هل تنجح هذه الأساليب العقيمة وتطبيل الإعلام الذي أصدر الاتهام والأحكام فور وقوع الحادث هل يفلح هؤلاء في مكرهم؟ الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال.
من ناحيته، قال ياسر السري القيادي الجهادي المقيم بلندن، إنه لا يستطيع توجيه الاتهام لأي جهة في مقتل العميد طارق المرجاوي، رئيس مباحث الجيزة والذي قتل اليوم في أحداث انفجار جامعة القاهرة.
واتهم السري المرجاوي بالمشاركة في قتل المعتصمين في ميدان النهضة، مشيرًا الى إمكانية استهدافه في نفس المكان من بعض من يريد أن ينتقم لمشاركته في فض اعتصام النهضة، ولذلك قتل في نفس المكان، على حد قوله.
وتابع: أنا لا أعرف من القاتل، لذا لا أستطيع اتهام السيسي ومخابراته أو أصحاب السيسي ومخابراته الذين تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء من الشعب المصري، مضيفًا: والآن نتباكى على المجرمين سواء قتلهم "الانقلاب" أم لا؟
من ناحيته، قال المهندس محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن هناك عددًا من المستفيدين من تفجيرات جامعة القاهرة اليوم، وذلك بأقل مستوى من التفكير والفهم، ملمحًا إلى إمكانية ضلوع الأمن في ذلك.
وتساءل فتحي: "من الذي يريد أن يبرر قتل وسحل واعتقال الثوار, كذلك: من الذي يريد أن يصدر للعالم أنه يحارب الإرهاب"؟
وأوضح رئيس حزب الفضيلة، أن هناك من يريد أن يصف الحراك الثوري بعدم السلمية، مؤكدًا أن هناك من قام بمثل هذه العمليات عشرات المرات من قبل، مضحيًا مرة بالنصارى ومرة بأفراد الشرطة ومرة بالأبرياء من المواطنين، حسب قوله.
وتابع: "من الذي يريد استنفار أفراد الأمن لمزيد من القتل في الثوار بحجة أنهم يقتلون زملاءهم؟ ومن الذي يريد أن يوقف ثورة الطلاب في الجامعات؟ ومن الذي قام بتصوير الانفجار على الهواء"؟
واحتتم: "السؤال الأهم: من الذي يريد أن يحكم مصر ويقهرها بقوة السلاح، وهل سيسمح له الشعب الثائر بذلك".
اقرأ أيضًا:
تفجيرات جامعة القاهرة.. عودة جديدة للطوارئ
"دعم الشرعية" يحمل "الداخلية" مسئولية تفجيرات الجامعة
طارق الزمر: تفجيرات الجامعة "الخمسينيات بالكربون"
محلب يعقد اجتماعا أمنيا لبحث تفجيرات الجامعة