رئيس التحرير: عادل صبري 01:00 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

جمال أسعد:إحياء ذكرى محمد محمود "تلكيكة" لإشعال الصراع

جمال أسعد:إحياء ذكرى محمد محمود تلكيكة لإشعال الصراع

ملفات

جمال أسعد

في حوار خاص لـ"مصر العربية":

جمال أسعد:إحياء ذكرى محمد محمود "تلكيكة" لإشعال الصراع

أرفض كوتة المسيحيين لأنها دسترة للطائفية

جمال أحمد 18 نوفمبر 2013 19:16

مسيحيو مصر جزء من نسيج الوطن، ورؤيتهم تمثل كشفًا لحالة هذا النسيج من داخله دون "تزويق" أو تجميل..

 

والأهم أن هذه الرؤية تساعد على فهم خارطة القناعات المسيحية التي أثبتت الأحداث وتفاعلاتها، أنها ليست على منوال واحد، فالجسد المسيحي نفسه متعدد المشارب ومختلف الرؤى حول قضايا كثيرة.

 

جمال أسعد واحد من أهم "أصوات العقل" - كما يسميهم البعض- داخل هذا الجسد المسيحي يفخر كما يقول دومًا بأنه "مسيحي الديانة، إسلامي الثقافة".

 

أسعد في حواره مع "مصر العربية"، أكد رفضه القاطع لما طالب به البعض من "كوتة" للأقباط داخل المجلس التشريعي، مشددًا على أنها "شيء مرفوض، بل إنها خطر شديد على سلامة الوطن، لأن كوتة الأقباط تعني قسمة الوطن، وبها نكرس للدولة الدينية، وهي تعنى أننا ندخل في "دسترة الطائفية".

 

تحدث أسعد أيضا عن لجنة الخمسين رافضًا طريقة عملها، مؤكدا أنها "لجنة تلفيقية وليست توافقية"، قائلاً: "إذا كنا نريد دستورًا توافقيًا فإن ما يتم في لجنة الدستور نوع من التلفيق".

 

وعن الثورات ومعانيها ونواتجها حسب رؤيته، قال أسعد: "علمياً وسياسياً 25 يناير و30 يونيو هبة جماهيرية وليست ثورة ولا انقلابًا، وهذه تعريفات علمية، ولا بد أن نفرق بين الهبة الجماهيرية والثورة والانتفاضة.."، وإلى نص الحوار....

 

** بداية.. ما توصيفك للمشهد السياسي الحالي؟

 

** المشهد السياسي الحالي ينتابه ويسيطر عليه حالة من حالات الاستقطاب السياسي التي تمثل خطورة حقيقية على سلامة الوطن..

فعندما تكون هناك حالة من حالات القسمة الوطنية والثنائية، فأنت بالتأكيد مقبل على صراع، وهذا الصراع لا ينتج عنه توحد وطني خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية الانتقالية التي توجب التوحد المصري والتوافق الوطني حتى نخرج من هذه المرحلة.

 

هبة جماهيرية

 

** ما رؤيتك لما حدث في25 يناير و30 يونيو؟

 

** علمياً وسياسياً 25 يناير و30 يونيو، هبة جماهيرية ليست ثورة ولا انقلابًا، وهذه تعريفات علمية، ولابد أن نفرق بين الهبة الجماهيرية والثورة والانتفاضة..

 

فمثلاً الانتفاضة تأتي بدون تنظيم ثوري يحمل رؤية ثورية، بينما الانقلاب يسقط سلطة، وإذا أسقط السلطة فقط فإنه يسمى انقلابًا، وإذا أسقط السلطة وجاء بأمور أخطر من القائمة فهذا يكون اسمه ثورة مضادة، وإذا جاء وأخذ المجتمع إلى التقدم وتم تنفيذ المبادئ التي نشبت من أجلها هذه الهبة، فهذه تسمى ثورة، وهذا لم يحدث لا في 25 يناير ولا في 30 يونيو، بينما التفسير العلمي لهما أنهما من الهبات جماهيرية التي تحولت إلى روح هائمة تبحث عن جسد تتقمصه حتى تتحول إلى ثورة.

 

** من وجهة نظرك، ما السبب المباشر للأزمة؟

 

** الأزمة الحالية أساسها هو أن كل طرف يريد السلطة، فالسلطة الحالية تريد أن تتمسك بالسلطة والإخوان يريدون السلطة.

 

** برأيك، هل كان من الممكن أن تتجنب جماعة الإخوان المسلمين ما حدث في 30-6؟

 

** لو كانت جماعة الإخوان المسلمين قامت بتقييم نفسها قبل 30 يونيو، وأعلنوا للشعب عن أخطائهم واعتذروا عما أخطأوا فيه، وقدموا وعودًا للشعب بأنه سيتم تحقيق كل مطالبه، لو حدث هذا لوقف معهم الشعب عندما سيعلم أنهم يريدون مصلحة الوطن.

 

حلول الأزمة

 

** كيف يمكن الخروج من الأزمة؟ وما الحلول التي يجب أن تطرح؟

 

** حل الأزمة أن نقتنع بأن التعامل الأمني لن يحل مشكلة، إنما هو مجرد طرف في حل المشكلة، وله دور يجب أن يكون محددًا، كذلك فإن المظاهرات السلمية رغم أنها حق للجميع، إلا أن المظاهرات غير السلمية ليست في صالح جماعة الإخوان، والدليل أن الزخم الجماهيري لهم في رابعة كان قوياً وغير عادي، فهل الحشد يزداد الآن أم يقل؟ بالتأكيد يقل لأنه ارتبط بهذا الحشد وهذه المظاهرات أعمال تخريبية، بغض النظر عن فاعليها، جعلت الجماهير تنفر، ولكن لو خرجوا وأظهروا للمواطن أنهم لا يقصدون تخريب الوطن ولا إهانته، وإنما يقصدون فقط الدفاع عن حقهم، على الأقل من ليس معهم لن يكون ضدهم وسيكون محايدًا، فإذا تصور الإخوان أنه بهذه الطريقة ستعود السلطة فهم مخطئون، وإذا تصورت السلطة الحالية أنها تحافظ على نفسها بالأمن فقط فهي أيضاً مخطئة.

 

** هل ترى أن ما يقوم به أنصار مرسي الآن يسير في طريق حل الأزمة؟

 

** هناك شيء اسمه الأمر الواقع، فمثلاً من الأشياء التي تؤخذ على الإخوان، أنهم يتجاهلون الواقع تماماً، فهم كانوا أصحاب سلطة شرعية، ولكن الآن أين هم؟ يجب أن ينظروا مكانهم الآن ويتصرفوا على حسبه، ولكنهم يتغاضون عن الواقع ويصفونه توصيفًا يجافي الحقيقة، ولهذا فإنه من المؤكد سيصلون لنتائج غير حقيقية، فالأمر الواقع الآن أن هناك خارطة طريق، وشارك فيها حزب النور، وقد تمت دعوتهم فيها، ولم يأتوا، وما زالت خارطة الطريق تفتح الطريق لحزب الحرية والعدالة أن يشارك في العملية السياسية حتى هذه اللحظة، ومن الذكاء السياسي أن يكسبوا الشارع ويسعوا للشعبية الجماهيرية مرة أخرى، فالتنظيم ليس هو الذي أوصلهم للسلطة، ولكن التنظيم كان طريقًا للجماهير للوصول للسلطة، ولهذا لا بد أن يحافظوا على الجماهير.

 

** ما تقييمك للجنة الخمسين لإعداد الدستور؟ وهل ستخرج بدستور توافقي؟

 

** لجنة الخمسين ليست على المستوى المطلوب، وأنا شخصيًا أسميها لجنة "تلفيقية وليست توافقية"، وإذا كنا نريد دستورًا توافقيًا فإن ما يتم في لجنة الدستور نوع من التلفيق، بمعنى أن اللجنة تريد أن تجامل الجميع، وترضي الكل، ومن يسعى ليرضي الجميع لن يرضي أحدًا، وهذا سيؤثر على جودة الدستور وسيكون أشبه باللائحة القانونية.

 

كوتة الأقباط

 

** ما رأيك في مطالبة بعض الأقباط بوضع "كوتة" لهم في الدستور؟

 

** كوتة الأقباط شيء مرفوض، بل إنها خطر شديد على سلامة الوطن، لأن كوتة الأقباط تعني قسمة الوطن، وبها نحن نكرس للدولة الدينية، وهي تعنى أننا ندخل في "دسترة الطائفية"، وأن هناك مسلمين ومسيحيين، وهناك مشاكل للأقباط لا أحد ينكرها وهناك تمييز للأقباط تم عبر الزمن، لا يمكن لهذا الواقع المتخلف المتراكم عبر السنين أن يعالج بمادة في الدستور، ولكن لابد من معالجة اجتماعية وثقافية لهذا الواقع، حتى يأخذ القبطي وضعه الطبيعي كمواطن، ومشكلة الأقباط لن تحل بفوز 100 عضو مسيحي بمجلس الشعب، لأن عضو مجلس الشعب لو أتى لأنه مسيحي، فهذا يعني أنه متخصص لمشاكل الأقباط ويعبر عنهم، وهذه هي أكبر وأبشع صور الطائفية.

 

** ما رأيك في حذف كلمة "مدنية" من الدستور ؟

 

** هذا من ضمن التنطع السياسي المنتشر تلك الأيام، فكل فريق يؤيد رأيه، ويعتقد نفسه هو الحقيقة المطلقة، وهو صاحب الأمر الصحيح وغيره خطأ، وهذا لغط كبير ازداد انتشارًا في هذه الأيام، فكلمة مدنية لا تتعارض مع الدين، وإنما معناها ألا تكون دولة دينية أو دولة عسكرية، والإسلام لا يوجد به دولة دينية، إذن لا يوجد تعارض مع الدين في أن تكون الدولة مدنية، لأن مصر في الأصل دولة مدنية، لا دينية ولا عسكرية، وبالتالي فتعريف كلمة مدنية بمفهومه العلمي ليس به إشكالية، ولكن بمفاهيم أخرى مستوحاة من أشخاص بعينهم، للمزايدة على الدين والدولة لمصالحهم الشخصية فقط.

 

ذكرى محمد محمود

 

 ** ما رؤيتك ليوم إحياء ذكرى محمد محمود؟

 

** ذكرى محمد محمود هو "تلكيكة" من جانب الجميع، ماذا تعني ذكرى محمد محمود وهناك أحداث أخطر وأبشع من ذلك بكثير، وتم إحياء الذكرى الخاصة به، ولم يحدث شيء، ولكن محمد محمود الحالية هي تلكيكة سياسية من جميع الأطراف، وخاصة الإخوان، فهم كانوا في مجلس الشعب وكانوا يصفون متظاهري محمد محمود بأنهم بلطجية وشباب رقيع، ولذلك أنا لست مع ادعاء الثورية من جانب الإخوان للخروج في محمد محمود، لأنه لو خرجت كل الأطراف ستنتج حرب أهلية، ويعطون الفرصة لمن يريد أن يهدد سلامة الوطن، ولهذا على الجميع ألا يخرج، ولو تم الخروج يجب أن يكون الخروج سلميًا، لأن المصادمات ليست في صالح أحد.

 

** ما رأيك في محاكمة الدكتور محمد مرسي؟

 

** لا يوجد رئيس في التاريخ يتم عزله عن المنصب، ويتم محاكمته ويقر أن العزل كان صحيحًا والمحاكمة قانونية، وبالتالي سوف يردد أنها محاكمة سياسية، وأنصاره كذلك سيقولون إنها محاكمة غير قانونية، لأنهم في الأصل لا يعترفون بما حدث في 30 يونيو ويعتبرونه انقلابًا عسكريًا على الحكم، وبالتالي كل ما ترتب على بيان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي باطل من وجهة نظرهم، فهذا حقهم، ولكن الواقع والتاريخ سوف يُثبت للشعب إذا كانت المحاكمة صحيحة أم غير صحيحة، فإذا كانت هناك اتهامات حقيقية على الدكتور مرسي تُدينه لابد أن يخضع للمحاكمة القانونية، أما إذا لم تكن هناك جريمة فعلها أو متهم بها سوف يُبرأ ويُخلى سبيله من ساحات النيابة، ولكن إذا تم التأكد من أن الدكتور مرسي محبوس وليس عليه اتهامات، فسوف نؤكد أنها محاكمة باطلة، فالفيصل هنا الاتهامات الموجهة إليه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان