رئيس التحرير: عادل صبري 07:54 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الجارديان: الربيع العربي لم يذهب هباءً منثورًا

الجارديان: الربيع العربي لم يذهب هباءً منثورًا

العرب والعالم

تونس مهد الربيع العربي

الجارديان: الربيع العربي لم يذهب هباءً منثورًا

وائل عبد الحميد 22 ديسمبر 2020 22:47

 

"الربيع العربي لم يذهب هباء منثورا،  المرة القادمة سيكون الأمر مختلفا".. عنوان مقال للكاتبة  نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء تزامنا مع ذكرى مرور 10 أعوام على الاحتجاجات التي اجتاحت الشرق الأوسط وبدأت شرارتها في تونس.

 

وأضافت: "في نهاية 2010، كنت في طريقي إلى السودان من أجل الاحتفال بالكريسماس وقمت بجولة في مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن معلومات بشأن قصة تتكشف في تونس وتحظر وسائل الإعلام العربية تداولها بالإضافة إلى تجاهل الميديا الغربية لها".

 

وأوضحت:  "بدأت القصة عندما أضرم البائع التونسي المتجول محمد بوعزيزي النار في جسده  أمام مقر حكومي في سيدي بوزيد مما أشعل مظاهرات انتشرت في أرجاء الدولة الشمال أفريقية".

 

وتابعت: "قبل أسابيع من أسقاط الثورة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي كان يخطط للبقاء في الحكم مدى الحياة، كنت ترى شيئا مختلفا وجديدا ومثيرا بشأن هذه الانتفاضة تتجسد في الصدى الذي أحدثته 

الاحتجاجات لدى سكان العالم العربي وشدة الغضب الأخلاقي والقوة الدافعة".

 

وأردفت: "لكن مهما كتبت آنذاك بشأن الآمال والاحتمالات، لم أتوقع قط أن يتحول ذلك إلى ما يطلق عليه الربيع العربي، حيث لم يكن مفهوما في ذلك الوقت أن تستطيع احتجاجات سلمية الإطاحة بزعماء عرب سلطويين، فلم يحدث ذلك أبدا من قبل ولم يكن أحدث يعرف كيف يبدو ذلك".

 

واستطردت الكاتبة: "لكن اليوم بعد مرور 10 سنوات، أصبح الربيع العربي مرادفا لأحلام حرية ممزقة وبات من المؤلم التفكير في الأيام والأسابيع الأولى للاحتجاجات أو تذكر الشهور المُسكرة المفعمة بالسعادة والأمل وإحساس القوة الذي اعترانا نحن العرب للمرة الأولى على مدار حياتنا والاحتفاء بسقوط سلطوي واحدا تلو الآخر".

 

وعددت الكاتبة بعض مظاهر الشجاعة التي ارتبطت بالربيع العربي حينما قام صديق لها بمهاتفتها قبل الذهاب إلى المظاهرات وترك لها رقم هاتف والديه للتواصل معهما حال عدم عودته".

 

وزادت قائلة: "تجلت الشجاعة أيضا في نفوس عائلات ضحايا الثورة حيث لم يستسلموا للحزن ولم يرضخوا بل عقدوا العزم على أن أرواح أبنائهم لن تذهب سُدى".

 

وأضافت: "لكن عندما تنظر في أرجاء العالم العربي اليوم، من الصعب عليك تصديق ما حدث".

 

ورأى المقال أن الثورة التونسية هي الوحيدة التي لم يتم المساس بها بعكس البلدان الأخرى التي ضربتها الفوضى والحرب الأهلية مثل ليبيا وسوريا أو العودة إلى الأوتوقراطية بوتيرة أكثر ظلاما".

 

وفسرت الكاتبة:  "العديد ممن عاشوا أيام الآمال لا يحبوا الحديث عنها  الآن، أو يتطرقوا إليها باستحياء واحتقار لطيشهم وسذاجتهم".

 

واستطردت: "قال لي أحدهم إنه لا يمكن الجمع بين الحرية والاستقرار".

 

ونقل المقال عن الناشطة العراقية المصرية حفصة حلاوة قولها: "نحن نلوم أنفسنا".

 

ورأى المقال إلى أن العديد من المحتجين استخفوا أو قللوا من حجم التحديات التي كانت تجابههم".

 

وحتى في تونس، والكلام للمقال، فقد اسم بوعزيزي "قدسيته"، وتعرضت عائلته لحملة تشوية ومضايقات واتهامات بالتربح ماليًا من موت البائع المتجول.

 

واضطرت عائلة بوعزيزي إلى مغادرة تونس لتنضم إلى ملايين المنفيين بسبب الربيع العربي.

 

وفي مسقط رأس بوعزيزي،  نظرت امرأة إلى صورة عملاقة له قائلة: "ألعن هذه الصورة وأتمنى إسقاطها. إنه الشخص الذي دمرنا".

 

واستدرك المقال: "لكن كافة هذه الاتهامات وجلد الذات تخفي حقيقة الربيع العربي الذي فشل ببساطة لأنه لم يستطع النجاح لعدم امتلاكه قوة مضادة حقيقية  قادرة على مجابهة العراقيل التي واجهته".

 

وواصلت: " من الصعب اليوم رؤية ما هو أبعد من رواية الفشل المرتبط بالربيع العربي في ظل ملايين المشردين في سوريا وليبيا واليمن والقتلى والمفقودين لكن إلقاء نظرة أكثر تمعنا يكشف استمرار تفشي حالة السخط جراء الأوضاع الاقتصادة والفساد مما يدفع أكثر إلى التخلي عن الحسابات العقلانية".

 

ووفقا للمقال، فقد كشفت استطلاعات رأي أن الغالبية في 8 بلدان عربية يرون أن مجتمعاتهم أصبحت تتسم بوتيرة أكبر من اللامساواة.

 

وعلاوة على ذلك، قالت أغلبية شعوب 5 من هذه البلدان إنها ليست نادمة على احتجاجات الربيع العربي.

 

واختتم المقال: "ربما يبدو الأمر أسوأ مما كان عليه قبل 10 أعوام، لكن ثمة حقيقة تمنحنا ميزة لم تكن موجودة من قبل حيث أننا نعلم الآن كيف تبدو عليه الأمور وفي المرة المقبلة سوف نكون على دراية بما ينبغي عليه فعله".

 

رابط النص الأصلي


 

https://www.theguardian.com/commentisfree/2020/dec/21/arab-spring-people-movement

 

 

 

الربيع العربي
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان