ذكرتنى واقعة مقتل الشاب فرج اليوم، التى لم أستطع أن أصفها بمجرد انتحار، برواية ثرثرة فوق النيل لنجيب محفوظ التى تدور أحداثها فى زمن النكسة (1967).
كان أبطال الفيلم مخمورين تحت تأثير الحشيش الذى يتعاطونه، ولكنهم أصروا على القيادة (قيادة السيارة). فكان أن صدموا فلاحة بسيطة، فما كان من عماد حمدى إلا أن قال لهم - وهو واحد منهم - (الفلاحة ماتت ولازم نسلم نفسنا)، لكنهم حولوا الكلمات إلى جملة إيقاعية يتراقصون عليها ويتغنون بها.
"فرج".. العامل البسيط موته ليس مجرد انتحار، توقفوا أمام اسمه "فرج"!! انتحر فرج، لو أراد مجرد أن يترك دنياكم البائسة لفعلها فى غرقته دون أن تعلموا به شيئا، لكنه اختار أن يشنق نفسه فى أحد أكبر طرقكم (مصر الإسماعيلية الصحراوى)، بالقرب من كانتونات (مساكن) الكبار فى مدينتى العبور والشروق، بالقرب من معسكرات جيشكم الذى يبنى دور السينما وأندية للترفيه.
"فرج".. لم يعد يستطع أن يدبر قوت يومه، "فرج" باختياره هذا المكان أراد أن يجلدكم بموته إن كنتم بشرا، نعم نحن من قتلنا فرج ولا أستثنى نفسى من بينكم.
نعم يا من تقرأ تلك الكلمات أنت قتلت فرج،. قتلناه حينما أهدرنا الأمل الذى نبت فى الصدور فى 25 يناير 2011، فاختفت معه رحلات الموت فى البحر بحثا عن القوت، فإذا بها تعود وتصبح رحلات موت فى البحر ثم الصحراء (واقعة موت مصريين فى طريقهم لليبيا خروجا من مصر بحثا عن فرصة عمل).
وأصبح قرار الموت من بسطاء ألا يتركوا دنياكم التعيسة البائسة فى صمت، بل يتركونها وهم يلعنونكم يا من صمتم وبعتم، صمتم على الظلم وبعتم الأمل الذى كان مولودا فى رحم ثورة يناير فبعتموه لقاء ملأ تنك سيارتكم بالبنزين.
أنتم أنتم القتلة، ودماء فرج أنتم مسئولون عنها، أما أنا فلا أرى إلا أن كل فرج فى ظل الاستبداد لا بد أن يرحل عن هذه البلاد ولا أمل إلا فى ميلاد جديد لثورة يناير على يد من بقى بين جنبيه بقايا ضمير.
اثأروا لفرج وأدركوا الأمل لأن غياب الأمل هو الموت حتى وإن استمر اليائس يسير على قدمين.
اقرأ أيضا:
أحمد رامي ينضم لـ"معركة الأمعاء الخاوية" تضامناً مع المعتقلين
أحمد رامي: "الإخوان" بدأت المراجعات.. والجميع بحاجة لتغيير سياساته
الحرية والعدالة ينتقد مشروع قناة السويس ويطالب بالتصدي له
الحرية والعدالة عن السيسي: نحن أمام قذافي جديد
الحرية والعدالة: أحكام الإعدام متوقعة
الإخوان عن بيان العراق: لم نعد نملك رفاهية أخطاء جديدة
الحرية والعدالة: تهنئة إسرائيل للسيسي تكشف علاقتها بـ 3 يوليو
الحرية والعدالة: خسارة صباحي الفادحة لأنه فقد ماكينة الوطني المنحل