رئيس التحرير: عادل صبري 07:29 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أمريكا وداعش والإرهاب والكباب

أمريكا وداعش والإرهاب والكباب

مقالات مختارة

الدكتور عز الدين الكومي وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى السابق

أمريكا وداعش والإرهاب والكباب

12 سبتمبر 2014 13:35

فجأة وبدون مقدمات وعلى غرار العمليات الأمريكية في الصومال، والتي حملت عنوان (إحياء الأمل)، والذى جاء عقب حملة إعلامية ضخمة للفت الأنظار إلى المجاعة التي تعانى منها الصوال، وهذا هو الغطاء الذى استخدمته أمريكا في غزوها للصومال.

إلا أن الصوماليين لقنوها درسًا أنتهى بشوى عد من الجنود الأمريكيين على النار فى شوارع مقديشيو، وانسحبت القوات الأمريكية من هذه العملية الفاشلة واستعاضت عنها بمحاربة القرصنة في خليج عدن والبحر العربى.

لكن الحشد الأمريكى للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هذه المرة، جاء مغايرًا لعملية "إحياء الأمل" الصومالية، حيث أدخلت أمريكا في تحالفها هذه المرة عشر دول عربية هى دول مجلس التعاون بالإضافة لمصر والعراق ولبنان وتركيا، بقصد إيجاد تحالف عربى أمريكى ضد تنظيم الدولة الإسلامية على أن تقوم أمريكا بتوجيه ضربات جوية موجعة لمواقع "داعش" في حين تقوم الدول العربية بدفع فاتورة الحرب كالعادة.

المهم، هو ما هى النوايا الحقيقية الأمريكية لهذه الحملة؟، هل هو فعلاً القضاء على هذه الحفنة من المقاتلين؟، وهل قتال داعش يحتاج لمثل هذه التحالفات؟، ولماذا لم تلجأ الولايات الأمريكية كعادتها للحصول على موافقة مجلس الأمن؟.

وهناك عدد من الأسئلة يمكن أن نطرحها في هذا الأطار: لماذا لم تدعو إيران لاجتماع "جون كيرى"، وهى الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية حاليا؟، والسؤال الآخر: ما وجه الأعتراض الروسى على سعى أمريكا لتكوين حلف لضرب داعش على الأراضى السورية؟، وماهو الدور المصرى المرتقب في هذا الحلف؟.

إيران بدورها شككت في النوايا الأمريكية لضرب داعش، كما أنها أبدت استيائها لعدم دعواتها لأى اجتماع رسمي، خاصة اجتماع جدة الذى حضره وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى؟ وقد أعتبرت إيران "داعش" صناعة أمريكية - بحسب زعمها- وبالتالي أنقلب السحر على الساحر، وبات يقض مضاجع الجميع بما فيهم أمريكا نفسها؟.

 وإذا كانت ايران تشكك في النوايا الأمريكية فأن أمريكا لا تقبل بدخول إيران في حلفها وموقفها واضح من النظام السورى، وهذا محل نظر لأن إيران نفسها ليست مبرأة من صناعة الإرهاب في كل من العراق وسوريا ولبنان أيضا؟

أما الاعتراض الروسى فقط من باب إثبات المواقف، وإلا روسيا ستسلم بكل سياسات أمريكا في المنطقة بما فى ذلك ضرب تنظيم الدولة في الأراضى السورية مقابل غض الطرف عما أقترفته روسيا في أوكرانيا.

أما عن الدور المصرى، فسيسند للجيش نصيب كبير من العمليات البرية، في الوقت الذى ستكتفى فيه أمريكا بتوجيه ضربات جوية، وكل هذا تحت مسمى محاربة "الإرهاب والكباب".

 

الدكتور عز الدين الكومي وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري السابق والقيادي بحزب الحرية والعدالة

اقرأ أيضًا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان