رئيس التحرير: عادل صبري 05:21 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رسالة إيزابيل هوبير في اليوم العالمي للمسرح

رسالة إيزابيل هوبير في اليوم العالمي للمسرح

وكالات 27 مارس 2017 19:25

كتبت الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، رسالة في اليوم العالمي للمسرح، ترجمتها إلى العربية الإماراتية حصة الفلاسي.

 

بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ عام 1962م، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحيًا مميزًا لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 مارس من كل عام.

 

 وعادة ما تلقى كلمة اليوم العالمي للمسرح من مقر منظمة اليونسكو في باريس ويتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم.

 

ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح، آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

 

وقالت الفرنسية إيزابيل هوبير في كلمة العام الجاري، "ها نحن ذا مرة أخرى، نجتمع في فصل الربيع، بعد 55 عامًا من لقائنا الافتتاحي للاحتفال باليوم العالمي للمسرح، هو يوم واحد فقط 24 ساعة، مكرسة للاحتفاء بالمسرح حول العالم، وها نحن ذا في باريس، المدينة الرائدة التي تجتذب الجماعات المسرحية من كل أنحاء العالم، نجتمع تبجيلا لفنون المسرح".

 

وأضافت، "باريس مدينة عالمية، ملائمة لاحتواء كافة تقاليد المسرح العريقة من مختلف بلدان العالم في هذا اليوم الاحتفالي، من هنا من العاصمة الفرنسية، نستطيع أن نرتحل إلى اليابان من خلال تجربتنا لمسرح النو ومسرح البونراكو الياباني، وأن نتعقب الخط الذي يصلنا من هنا إلى الأفكار والتعابير المتنوعة كتنوع أوبرا بكين ورقصة الكاتاكالي الهندية، فخشبة المسرح تسمح لنا بالمكوث طويلا بين اليونان وإسكندنافيا."

 

وتابعت، "ونحن نغلف أنفسنا بمسرح إسخيلوس وإبسن، وسوفوكليس وستريندبرغ، تسمح لنا أن نرفرف بين بريطانيا وإيطاليا ونحن نتتبع الأصداء بين سارة كان وبيرانديلو، في هذه الـ"24" ساعة ربما ننتقل من فرنسا إلى روسيا، من راسين وموليير إلى تشيخوف، ونستطيع حتى أن نعبر المحيط الأطلنطي يدفعنا الإلهام لنمارس فن المسرح في حرم جامعي في كاليفورنيا فنجتذب طالبًا شابًا هناك ليبتكر ويصنع لنفسه إسما في عالم المسرح".

 

وأوضحت إيزابيل هوبير، "للمسرح حياة خصبة مزدهرة تتحدى الزمان والمكان، وأعماله المعاصرة تغذيها إنجازات القرون الماضية، وحتى أكثر الذخائر الفنية كلاسيكية أضحت حديثة وجوهرية في كل مرة تعرض فيها، فالمسرح يولد من رماده ليتجدد ويحلق من جديد، تاركًا وراءه فقط الأعراف السابقة وماضيًا قدمًا بأشكاله الجديدة والمستحدثة، وهكذا يبقى المسرح خالدًا".

 

واستكملت، "اليوم العالمي للمسرح ليس يومًا عاديًا حتى يتم تضمينه في موكب الأيام الأخرى، فهو يتيح لنا إمكانية الوصول إلى تسلسل الزمان المكاني من خلال البهاء الصرف للنظام الكوني".

 

وأشارت، "من المنصف أن أقول بإنني لم آت لقاعة اليونسكو هذه لوحدي، فكل شخصية لعبتها في حياتي هي هنا معي اليوم، الأدوار التي بدت وكأنها غادرت عندما أسدلت الستارة والتي في الواقع قد حفرت حياة داخلية في أعماقي، منتظرة لتساعد أو تدمر الأدوار التي تليها، كما أن كافة الشخصيات التي أحببتها وصفقت لها كمشاهدة تكملني اليوم وأن أقف بين أيديكم، ولذلك فإنني أنتمي للعالم، أنا مواطنة عالمية حقيقية، بحكم الطاقم الشخصي الذي يوجد في داخلي، على خشبة المسرح هذه، حيث نجد العولمة الحقيقية".

 

وأستطردت، "أقف هنا لست كنفسي، بل كأحد الأشخاص العديدين الذين يستخدمهم المسرح كقناة مائية ليستمر في البقاء، ومن واجبي أن أدرك ذلك، أو بمعنى آخر، لسنا نحن من نساهم في وجود المسرح ولكن على العكس يعود الفضل للمسرح في وجودنا، المسرح قوي جدًا، وهو يقاوم ويبقى رغم كل شيء، رغم الحروب والرقابة والبؤس".

 

ولفتت إلى إنه من دون الجمهور لا وجود للمسرح، فشخص واحد من الممكن أن يشكل جمهورًا، ولكن لنأمل ألا يكون هناك العديد من المقاعد الخالية.

 

ونوهت، "منذ 55 عامًا والعالم يحتفي باليوم العالمي للمسرح، وفي خلال ذلك أعد ثامن امرأة توكل إليها مهمة كتابة وقراءة الرسالة… أنا في باريس، بفترة وجيزة قبل الإنتخابات الرئاسية، وأود أن اقترح لأولئك الذين يتوقون لحكمنا بأن يكونوا مدركين للفوائد التي لا يمكن تخيلها والتي يقدمها المسرح، ولكن أود أيضًا أن أؤكد ضرورة ألا يكون هناك حملات ضدنا".


واختتمت كلمتها، "يمثل المسرح بالنسبة لي الآخر وحواره، إنه غياب الكراهية، والصداقة بين الشعوب، وحقيقة أنا لا أعرف تمامًا ما يعنيه ذلك ولكنني أؤمن بالمجتمع وبالصداقة بين المشاهدين والممثلين وبالارتباط الراسخ بين كل الأشخاص الذين يجمعهم المسرح معا".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان