رئيس التحرير: عادل صبري 03:26 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

نهاد صليحة.. سيدة النقد الأولى

نهاد صليحة.. سيدة النقد الأولى

ميديا

الناقدة الراحلة نهاد صليحة

نهاد صليحة.. سيدة النقد الأولى

سارة القصاص 07 يناير 2017 13:18

"ماذا يبقى من الإنسان بعد الرحيل؟.. لا شيء تدركه الحواس ...لا شيء سوى صور تومض في سماء النفس.. وأصداء كلمات تتردد في جنباتها فتبدد وحشتها..وتوهمنا، ولو للحظات، أننا ربما قهرنا الزمن، وأمسكنا بتلابيب الأيام التي تتسرب كالماء بين أصابعنا لتغوص في رمال العدم" كلمات كتبتها عملاقة الأدب والنقد  الراحلة الدكتورة نهاد صليحة في كتابها ومضات مسرحية.

 

"أستاذة الأجيال" لقب استحقته الناقدة الراحلة نهاد صليحة، ومن المؤكد أن تكون قد مررت من بوابة المسرح كمشاهد أو ناقد أو ممثل أو مخرج ولم يتطرق لأذنك سماع اسمها.

 

 

منذ خمس سنوات بدأ  هذا الاسم يتردد على مسامعي كطالبة تدرس الدراما والنقد المسرحي، ربما لم يحالفني الحظ أن أكون أحد تلاميذها ولكن حالفني أن تكون  مؤلفاتها جزءًا من تعليمي أسس النقد المسرحي.

 

سيدة ضئيلة الجسد، عملاقة بعلمها، و بالرغم من قيمتها و مرتفعها الأكاديمى، ما تلبث أن تراها ذائبة بين المسارح المختلفة.

 

وفي رحلتي القصيرة بين المسارح المختلفة كطالبة ومشاهدة، كانت نهاد صليحة دائمًا ما تكون حاضرة وداعمة للمسرح المصري، وخاصة الشباب.

 

وفي مساء أمس بمجرد أن فتحت صفحتي الشخصية على "الفيس بوك"  كان خبر وفاتها كفيلًا بتحويل موقع التواصل الإحتماعي لسرادق عزاء.

 

 

فالمشهد الأخير من حياتها يحمل حب أجيال، أصداء كلماتها ترن، في كل مكان ليسدل الستار على حياة سيدة النقد المسرحي، التي توافتها المنية عن عمر ناهز الـ71 عامًا، مساء اليوم الجمعة، بأحد مستشفيات القاهرة، بعد معاناة مع المرض.

 

وتعرضت الراحلة لأزمة صحية كبيرة استمرت على مدار شهر؛ إثر مضاعفات عملية جراحية أجرتها مؤخرًا أدت إلى إصابتها بمشاكل حادة بالجهاز التنفسي.

 

ولدت نهاد محمد صليحة عام 1945م، وحازت على درجة الدكتوراه في الدراما عام 1984م من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة.


تقلدت  نهاد العديد من المناصب التي ترعى الفن والمسرح خاصة، ولكن ظل صوتها يناجي طلابها  فلم تستطع التخلي عن منبر الأستاذ الجامعي، والاختلاط بطلابها، حيث عملت منذ عام 1984 حتى وفاتها كأستاذ للدراما والنقد بالمعهد العالي للنقد الفني، إلى جانب عمادة المعهد لمدة عامين من 2001 حتى 2003.

 

 
كان قلمها يضئ سماء المسرح بإصدراتها المختلفة، كان أبرزها كتاب "أمسيات مسرحية" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 1988 "المسرح المصري.. مسرحيات ومسرحيون"، "المسرح المصري.. اتجاهات عديدة"، و"مسرح لورد بايرون.. قراءة حداثية".

 

كان لها العديد من الإسهامات المسرحية فكانت  أول من استخدم المنهج "السيميائي" في النقد المسرحي العربي استخدامًا علميًا، كما انتبهت مبكرًا لموهبة الفرق المسرحية المستقلة المنتشرة في أرجاء مصر، والتي لا تجد الدعم والتمويل الكافي للظهور على الساحة وإبراز مواهبها، وساهمت في تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل في مصر، عام 1999، وكانت عضوة في مجلس إدارة صندوق "روبرتو شيميتا" الدولي لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط.
 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان