رئيس التحرير: عادل صبري 12:28 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

طقوس طمستها التكنولوجيا.. مواطنون: «رمضان زمان أحلى»

طقوس طمستها التكنولوجيا.. مواطنون: «رمضان زمان أحلى»

أخبار مصر

رمضان زمان

دعوات للعودة إلى زمن ما قبل «السوشيال ميديا»

طقوس طمستها التكنولوجيا.. مواطنون: «رمضان زمان أحلى»

أحلام حسنين 06 مايو 2019 23:33

"رمضان زمان غير دلوقتي، مبقناش نحس برمضان زي زمان، راحت فين أيام رمضان بتاع زمان"، لعلك سمعت مثل هذه الكلمات من آباءك أو أجدادك، أو ربما أنت نفسك تستشعر هذه الكلمات إذا كنت من الأجيال السابقة، فماذا اختلف؟، ولماذا لم يعد البعض يشعر بأجواء هذا الشهر الكريم، الذي لا يتوقف فقط عند تأدية العبادات، ولكنه يحوي معه ذكريات لا ننساه مهما مر الزمان؟.
 

 

يأتي رمضان ويأخذنا الحنين إلى ذكريات زمان، إلى لمة العائلة في ليالي الشهر الكريم، إلى صحبة ترافقك في صلاة التراويح، فوازير نيلي وشريهان وفطوطة، بوجي وطمطم، وبكار عند الإفطار، إلى الزينة في الشوارع، وجود الجيران وتبادل الطعام والحلويات، إلى عمل الكعك والبسكوت في منزل الجدة، وقلوب ونفوس صافية راضية، وابتهالات وتواشيح قبل الآذان.

 

ما الذي تغير؟

 

بقيت العبادات صلاة وصوم وزكاة وتلاوة القرآن، هي كما هي كل عام، لا يغيرها شيء، ما تغير النفوس والتعاملات بين الناس، فتلك اللمة باتت فرقة إلا عند القليل، سادت الشحناء والبغضاء بين الكثير من الأصدقاء، انكب كل ذي حال على حاله، لم يعد يعرف الجار من يسكن إلى جواره، الزينة بالكاد تلتف في حواري وأزقة المناطق الشعبية، أما التراويح فبعضنا انشغل عنها ليلاحق العمل تلو الآخر كي يوفر قوت يومه.

 

"نوتة" قبل الـ"واتس والماسنجر"

 

تتذكر أمينة محمد ذات الـ 52 عاما حين كانت تعلن وزارة الأوقاف رؤية هلال رمضان، تُحضر "نوتة" عليها أرقام تليفونات أفراد العائلة، وتنادي أحد أبنائها ليجلس إلى جوارها ويحضر الهاتف الأرضي، ثم تأخذ في الإتصال بأقاربها فردا فرد، تبدأ بأبويها، ثم أخواتها الـ 6 باعتبارها أكبرهم سنا.

 

وتسرد أمينة لـ"مصر العربية" بعض من ذكريات رمضان زمان، فتقول كنا ونحن صغار نحضر ورق الكتب التي استغننيا عنها وبعض من النشا ثم نلصقهم على هيئة فانوس، ونزين الشارع كله، وبعد الإفطار نجتمع بنات وصبية ونمسك بالفوانيس ونضع فيها شمعة، ونلف الشوارع ونغني "رمضان جانا"، "هاتوا الفوانيس ياولاد".

 

وتضيف :"بعد أن تزوجت وأخوتي تزوجوا كنا نجتمع في منزل أبي في ثاني أيام رمضان، نحضر في الصباح لنعد الطعام، فنحن 7 أخوة ولدينا أبناء كثيرة، وبعد الإفطار نجلس نتذكر أيام ما كنا صغار، ونشاهد المسلسلات، والفوازير، كان رمضان له بهجة خاصة لم نعد نشعر بها الآن".

 

تقول أمينة إنها لازالت تتصل بأخواتها في الليلة الأولى من رمضان، وهم كذلك، ولكن المشكلة في أبنائها فهم أصابهم لعنة "الفيس بوك" و"الواتس آب"، كل منهم منهمك في عمله، ويكتفي فقط برسالة لأخيه أو ربما بعضهم لا يفعل ذلك، وتضيف :" من يوم ما ظهر الفيس والواتس والناس مبتقش تتصل ببعضها".

 

"لمة العائلة والجيران"

 

وتسترجع سامية صبحي ذكرياتها مع رمضان، حيث كانت تسكن مع العائلة في منزل من 3 طوابق، أحدهما كان للعائلة والأخريين مأجورين لسكان آخرين، وتقول :"كان لازم اللي يعمل محشي من السكان يطلع طبق لجيرانه، وكنا بنرد الطبق بطبق مليان حلويات، أما دلوقتي محدش يعرف مين ساكن قدامه".

 

"مسلسلات زمان"

 

تتذكر سامية أحد المسلسلات التي كانت تحبها كثيرا وهو مسلسل "محمد رسول الله"، وكيف كانت المسلسلات التي تأتي في رمضان فيها كثير مما يشبه حياة الناس الاجتماعية، ويعبر عنهم، وفيه رسالة محترمة، بخلاف ما يحدث الآن، معظمها فيه عري وشتائم وألفاظ لا تليق أن يستمع إليها الناس في المنازل، فضلا عن مضمونها الذي تصفه بـ"التافه".

 

"تواشيح وفوازير"

 

أما أحمد سعد ذو الـ 31 عاما، فهو من جيل الثمانينيات، حضر بعض من أيام الزمن الجميل، يتذكر أن أهم ما كان يميز رمضان عنده هو تواشيح النقشبندي التي يذيعها التلفزيون قبل الإفطار، وحديث الشيخ الشعراوي الذي يعقبه إذاعة القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط، ثم مسلسل بكار عند الإفطار، ومقلب "ذكية زكريا"، وفوازير "نيلي" و"شريهان"، و"عمو فؤاد".

 

"النفوس"

 

ويضيف أحمد:"ما تغير الناس وليس رمضان، فرمضان هو رمضان شهر كريم مليئ بالعبادات والطاعات، ولكن باتت النفوس سيئة مليئة بالطغينة والحقد، امتلأت القلوب بالكراهية، وابتعد الناس عن بعضهم البعض، حتى العائلات تمزق شملها، غير أن  أكل العيش جعل الكثير ينشغل عن صلة الأرحام".

 

 

بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي طرحت تساؤلا حول ما الذي افتقدناه من رمضان زمان ويتمنون عودته ثانية، وتعليقا عليه قال محمد أبو الدهب :"كل يوم الذكريات تطاردني.. ودايما انا واقاربي بنستعيدها،  عندي حنين كبير اوي لايام زمان، الحياة البسيطة الجميلة، المادة طغت على حياتنا".

 

"يلا نرجع رمضان زمان"

 

ويقول أحمد شاكر :"رمضان زمان ولمة العيلة، رمضان زمان كان زيارات، ظهر التليفون الأرضي بقي مكالمات، ظهر الموبايل بقت رسائل، ظهرت السوشيال ميديا بقي بوسط،وفِي الأخر نقول رمضان مبقاش زي زمان، يللا نرجع رمضان زمان".

 

وعلق حسان عادل قائلا :"اللمة الحلوة بتاعت زمان الي معظم الناس دلوقتي مش قادرة تتلم تاني زي زمان".

 

"المسحراتي"

 

وتقول هند:"رمضان كان تعليق الفوانيس و الزينة في الشارع ليلتها، كان صوت أبوك و هو نازل على رجله يدي المسحراتي اللي فيه القسمة عشان يقول إسمك و إسم إخواتك كل ليلة، 
كان تفصيص البلح مع ماما وصوت القرأن الكريم للشيخ عبد الباسط ~ كان صوت الشعراوي قبل الفطار".

 

 

 

وتضيف :"كان لمة العيلة حوالين طبق كنافة وطبق قطايف من غير تلفزيون ، أصل مكانش عندنا غير قناتين و مسلسل واحد و حلقة فوازير و حلقة ألف ليلة وليلة فكنا بنعرف نتجمع حقيقي
يعني ننزل نلعب في الشارع بالفانوس أبو شمعة و إيدنا تتلسع في تغيير الشمعة و نبقى مبسوطين".

 

وتستطرد :"كانت المودة و الحب الحقيقي و صلة الرحم بتحصل بجد، كانت النفوس جميلة وراضية، كان وقفتنا ورا جدودنا في الصلاة رعب وفرحة وعظمة، كان حضن أبوك لما تصوم يوم كامل من غير غش فرحة و أمان و شعور بالنضج ولا كأنك خريج جامعة".

 

"كعك البيت"

 

وتابعت :"فرحة أخر عشر ايام عشان بننزل ندور على لبس العيد و شيلة الولاد للصاجات للفرن ~ ريحة روح الكعك في البيت تخليك تحس بأدمية مش طبيعية و تبقى مش قادر تستنى صوت تكبير صلاة العيد".

 

ويقول أحد الأقباط :"رمضان زمان دة كان وكان وكان ... عصور ما قبل الانترنت كانت احلا ايام رغم انى مسيحى ولكن بحب جدا شهر رمضان ???? دلوقتى الزينة بتتحط فى البروفايل والصورة الشخصية كل سنة وحضراتكم طيبين ورمضان كريم" .


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان