رئيس التحرير: عادل صبري 10:01 مساءً | الخميس 03 يوليو 2025 م | 07 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

"عشم".. فيلم بشعار "هيا بنا نبتسم"

عشم.. فيلم بشعار هيا بنا نبتسم

ميديا

المخرجة ماجي مرجان

ينتمي إلى سينما الواقع..

"عشم".. فيلم بشعار "هيا بنا نبتسم"

محمود المنياوي: 18 يونيو 2013 13:56

على مدار ما يقرب من الساعة والنصف، تقدم المخرجة ماجي مورجان فليمًا روائيًا يحاول ألا يتعمق بقوة في مشكلات مجتمعنا المتعددة، بقدر ما يحاول أن يغلف همومنا وأوجاعنا ببسمة بسيطة قد لا تنهي هذه الهموم والأوجاع، ولكنها قد تجعلنا نتقبلها ونقبل على حياتنا ولا نهرب منها ونرفضها.

 

فالفيلم، الذي قام بأدوار البطولة فيه مجموعة من الشباب الواعد، يستحق أن يحمل لقب "الفيلم الرقيق" الذي يدعونا لأن نترك الجد دقيقة كي لا نغرق في الهموم والأحزان.

 

تدور أحداث الفيلم، الذي يبدأ عرضه غدا فيما عقد عرضه الخاص مساء أول من أمس الأحد،  حول مجموعة من الشباب لكل منهم شخصيته وهمومه وآلامه ولا يجمع بينهم سوى "عشم"، فلكل شخصية في الخط الدرامي للفيلم تعاني من مشكلة ما تؤرق عليها حياتها وتدعوها للقلق.

 

فأحدهم يؤرقه المرض ومخاوف انقطاع عائل الأسرة عن العمل بسبب المرض.. والآخر يؤرقه الحب الذي يبحث عنه ولا يجده وعندما يجده يهرب منه مجددا.. وهذا يبحث عن لقمة العيش فيعمل في دورات المياه والمصاعد من أجل بضعة جنيهات يقتات منهم.. وذاك يبحث عن الطفل ويبذل من الجهد ما لا يطاق أملا في أن يرزق بطفل.. وآخر لا يجد في بلده الأمان فليجأ إلى غيرها طلبا للمال والاستقرار، وفي سبيل هذا يتخلي عن حلمه عن وطنه وعن حبه.

 

ووسط هذه الهموم، التي ينقلنا لها سيناريو الفيلم الذي كتبته أيضا ماجي مورجان، تسير الشخصيات كل في طريقها، إلى أن تجد كل منهم هذا الـ "عشم"، المواطن البسيط، الذي يؤمن بالسعادة ويحاول أن ينشرها بين الجميع، فهو يبتسم دائما ولا ييأس ولا يتعب من المحاولة، فعبر سلاحه "الابتسامة" يستطيع التغلب على همومه وأحزانه.. وينشر ضحكته على قلوب هؤلاء الذي طحنهم القلق والحزن بالرغم من الصعوبات التي يواجهها هو الآخر.

 

ذلك الـ "عشم" هو الخيط الوحيد الذي يربط بين شخصيات الفيلم جميعا، حين يقابلهم صدفة أو في الطريق، يحاول أن يبيع لأحدهم بالونة أو لعبة، ولكن قبل أن يبيع لهم يرسم على وجهه ابتسامة عريضة وأملا في الغد.

 

ولا يقتصر معنى الـ "عشم" عند تلك الشخصية، فالمخرجة ماجي مرجان في تجربتها الروائية الطويلة الأولى في مجال الإخراج بعد عدة تجارب وثائقية قصيرة، تلفت لنا معنى "العشم" في مواضع عدة، فهو ينعكس في لجوء أبطاله واحدا تلو الآخر إلى الله.. ساجدين أو موقدين الشموع للعذراء.. أملا في تحسن الأحوال وتبدد الظروف، ويلمع "العشم" أيضا في المساعدة التي تتلقاها الشخصيات من جيرانهم وأحبابهم، وفي كلمات الصبر والود من سائقي التاكسي، وفي مساعدتهم بعضهم البعض في حدود ما يستطيعون.

 

يستطيع الفيلم ومخرجته، في أن يصل بالمتفرج إلى طريق متفاءل وإلى رسالة واضحة دون أي تعقيدات فلسفية أو تشابكات درامية، في أن الهموم والأحزان قد تصيب الجميع، وقد تلم المشكلات بالكثيرين، ولكن يبقى العشم وتبقى الابتسامة التي ضاعت من مجتمعنا بعد أن تكاثرت عليه الآلام، فلن نستطيع مواجهة مشاكلنا إلا إذا قابلناها بابتسامة.. وإلا إذا تقبلناها أولا كي نستطيع أن نجد لها حلولا.

 

إننا أمام فيلم مُعاش، ينتمي إلى موجة الواقعية الجديدة في السينما المصرية، والتي كان أبرزها فيلم "أسماء" بطولة هند صبري، الذي تناول معاناة مرضى الإيدز في المجتمع.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان