قال د. جابر عصفور؛ وزير الثقافة: إن الأجيال الجديدة في العالم تقرأ نجيب محفوظ وأنه يشعر بالفخر عندما يجد أعمال نجيب محفوظ مترجمة وموجودة في المكتبات العالمية، وأن الشباب الذين قاموا بثورتي 25 يناير و30 يونيو هم أحفاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي كان أول من كتب كلمات تحض على الثورة والحرية.
وأضاف د . جابر عصفور خلال الاحتفالية التي أقامتها لجنة القصة برئاسة الكاتب الكبير يوسف القعيد مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة بعنوان "في ذكرى رحيله نجيب محفوظ حضور متجدد" مساء أمس، أن أول مؤتمر أقامه المجلس عن الرواية كان لابد وأن يلتقي بالكاتب الكبير نجيب محفوظ حتى يستمع لملاحظاته ومن هنا انطلق المؤتمر الأول باسم ملتقى القاهرة للإبداع الروائي.
وأوضح عصفور أنه كتب على درع الملتقى كلمات لنجيب محفوظ كان قد كتبها في رواية "السكرية" آخر روايات الثلاثية الشهيرة، وفيها يؤكد محفوظ علي قيم العدل والخير والجمال والمثل العليا، لافتًا إلى أن تلك الكلمات لابد أن تكتب في ضمير ووجدان كل إنسان.
وأشار إلى أن من يكتب هذه الكلمات يكتبها وعينه على التاريخ، وهو الكاتب المصري الذي يكتب عن الماضي بكل عصوره ويقف على الحاضر ليستشرف المستقبل، واستطاع أن يحمل الحارة المصرية الضيقة إلي العالم مثل رواية "أولاد حارتنا" التي يمكن تطبيقها على تاريخ الإنسانية كلها وحتى لسنوات قادمة، ولهذا سيظل نجيب محفوظ بأدبه باقيا لأجيال قادمة؛ لأنه في أعمق الأعماق في أعماله توجد الثورة الأبدية.
تابع عصفور أن ما صنع نجيب محفوظ هي الموهبة فالكثير يقرأ ويكتب ويذاكر ولكنه عندما يكتب لا يستطيع أن يكتب شيئا، أما نجيب محفوظ فبعض كلماته تغني عن الكثير من الصفحات وسطر واحد يجعلك تبحر معه إلى سماوات الإبداع ودون أن تشعر بالوقت وهذا ما يميز كاتبا عن آخر، ثم تأتي بعد الموهبة الثقافة والدأب على القراءة والمتابعة، فأعمال نجيب محفوظ من نتاج مثقف بثقافة مذهلة.
وروى عصفور ما حدث خلال لقائه الأخير مع نجيب محفوظ، أنه قال "الحمد لله أنني لم أعش عصر الإنترنت لأنني ما كنت كتبت أو سطرت ما كتبت".
وأردف عصفور أن إنتاج نجيب محفوظ لم يقف عقبة أمام المبدعين الجدد وخاصة مبدعي الستينات ولكن البعض اعتبروا أن نجاح نجيب محفوظ عقبة أمامهم ولكن مهما كانت العقبات أمام الكاتب وله موهبة فلن يقف أمامه شيء.
ثم استعرض جابر عصفور تاريخ نجيب محفوظ الأدبي منذ أن بدأ الكتابة في الثلاثينات من القرن العشرين، وذكر أن أول ما بدأ به ترجمة كتاب لكاتب بريطاني وقد تأثر به في رواياته الثلاث الأولي وهي عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة، كما تأثر أيضا بكتابات سلامة موسى المفكر الاشتراكي.
ويرى عصفور أن تأثر نجيب محفوظ بالكتابة التاريخية نابعة من الكاتب البريطاني ولأنه يرى أن التاريخ أصل الوطنية المصرية، لافتًا أن لمصر نسيجا خاصا وعريقا وينبع منه قيم الإنسانية مثل العدالة والحرية والإيمان بالقدر ومحاربة الاستبداد والتعاطف مع الثورة دائما.
وأشار جابر عصفور أن نجيب محفوظ تأثر بالأجيال التي جاءت بعده ولم يكن يريد أن تهزمه هذه الأجيال ولكن كتاباته كانت مثل ضخامة المعابد الفرعونية وبساطة البيوت الريفية وعراقة الحارة المصرية.
من جانبة قال الكاتب الكبير يوسف القعيد أن نجيب محفوظ يعيش في ضمائرنا ووجداننا بعد رحيله بثماني سنوات ولم يغب عنا محفوظ، وتساءل يوسف القعيد لو كان بيننا نجيب محفوظ الآن ماذا كان سيكتب عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، وطرح سؤالا آخر ماذا كان سيكتب في عام حكم الإخوان، واستعرض القعيد ذكرياته مع نجيب محفوظ وتحضيرهم لأول مؤتمر عن الرواية واقتراحاته بعمل مؤتمر عن الشعر وآخر عن القصة القصيرة.
اقرأ أيضًا: