رئيس التحرير: عادل صبري 10:36 مساءً | الاثنين 30 يونيو 2025 م | 04 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو..أحمد إسحاق: نظام ناصر تعامل مع المهجرين النوبيين بشكل مهين

بالفيديو..أحمد إسحاق: نظام ناصر تعامل مع المهجرين النوبيين بشكل مهين

ميديا

أحمد إسحاق رئيس لجنة متابعة الملف النوبى

في حوار مع مصر العربية..

بالفيديو..أحمد إسحاق: نظام ناصر تعامل مع المهجرين النوبيين بشكل مهين

سارة على 23 مايو 2014 17:16

وصف أحمد إسحاق، رئيس لجنة متابعة الملف النوبي، الهجرة الأخيرة لأبناء النوبة التي جرت في أعقاب بناء السد العالي، بالجرح الجائر الذي أصاب قلب النوبة، مؤكدًا أنه لم ولن يندمل إلا بعودة النوبيين إلى أراضيهم على ضفاف النيل.

وأشار إسحاق خلال حواره مع موقع "مصر العربية"، إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، لم يقدم وعودًا واضحة بعودة النوبيين، خلال لقائه بعدد من القيادات النوبية، واصفًا إياه بالرجل الحصيف والذكي.

 

فيما بادر إسحاق، بدعوة المرشح حمدين صباحى المرشح المحتمل للرئاسة، للجلوس مع القيادات النوبية للاستماع إلى مطالبهم المشروعة.

 

وإلى نص الحوار...

·     عانى النوبيون من ألم الهجرة منذ بداية مطلع القرن الماضي.. حدثنا عن هذه الحقبة؟

جاءت بداية هجرة أبناء النوبة مع بناء خزان أسوان في عام 1902م، الذي ارتفع معه منسوب المياه، ما تسبب في غرق عشر قرى نوبية، ليهاجر على آثارها أهالي هذه القرى طواعية ودون طلب من أحد، كما قاموا ببناء منازل لهم على قمم الجبال على نفقتهم الخاصة.

ومع حدوث التعلية الأولى لخزان أسوان في عام 1912م، ارتفع منسوب المياه، ما أدى إلى إغراق 8 قرى أخرى، وهي: قورتة والعلاقى والسيالة والمحرقة والمضيق والسبوع ووادى العرب وشاترمة، لتجيء بعدها التعلية الثانية للخزان في عام 1933م، وتغرق هي الأخرى عشر قرى نوبية.

وكانت هذه الحقبة شاهدة على الجرم الذي ارتكبته الحكومات المصرية في ذلك الوقت، فهي لم تعرف شيئًا عن النوبة على الإطلاق ولم تهتم بمن يسكنها، بدليل أنهم لم يخبروا أبناء النوبة أن تعلية خزان أسوان ستغرق منازلهم وأراضيهم، ما تسبب في سقوط ضحايا نتيجة غرق العديد منهم في ذلك الوقت.

 

·     ماذا عن التهجير الأخير الذي عانى منه النوبيون في عامي 1963م و1964م؟

هذا أمر يحتاج إلى مجلدات لشرحه، فالهجرة الأخيرة التي حدثت لأبناء النوبة في أعقاب بناء السد العالي، خلال عامي 1963م و1964، يعد جرحًا جائرًا في قلب النوبة والنوبيون، لم ولن يندمل إلا بعودتنا أراضينا مرة أخرى على ضفاف النيل.

 

فالمآسي التي عانى منها النوبيون والأسلوب الذي تم به التهجير، أقل ما يقال عنه إنه أسلوب حقير وغير طيب وغير آدمي.

فحكومة الرئيس الراحل عبد الناصر، كانت حكومة ظالمة وجائرة، لا يهمها في الأمر سوى بناء السد العالي فقط، دون مراعاة لأبناء هذه الأرض الذين يملكونها منذ فجر التاريخ.

 

·     كنت أحد من عانوا آلام الهجرة الأخيرة.. كيف مر عليك هذا الأمر؟

حدثت الهجرة وأنا في الرابع والعشرين من عمري، وكنت في ذلك الوقت حديث العهد بالزواج، وأعيش بجوار أهلي وعشيرتي بقريتي "توماس وعافية"، وعندما علمنا بموعد انتقالنا، سعينا، على حمل أهم ما لدينا من أثاث ومقتنيات، وبطبيعة الحال تركنا الكثير منها لعجزنا عن حملها، شأننا شأن كل أبناء قرى النوبة.

يعجز اللسان عن وصف قلوبنا التي تمزقت من الحزن ونحن نشاهد بأعيننا منازلنا وأراضينا ونخيلنا وذكريات الطفولة الصبا وقبور أجدادنا، تغرق أمام أعيننا!!

 

هناك روايات تقول إن عبد الناصر هدد بقصف أراضي النوبة بالطائرات في حال رفضكم الهجرة؟

هذه رواية بعيدة تمامًا عن الحقيقة، هو وعدنا بالخير لأبناء النوبة، لكن قد يكون وفاته حالت بينه وبين تحقيق وعوده لنا.

ونحن من جانبنا، قبلنا هذا التهجير الشؤم عن طيب خاطر وتحملنا كل هذه الألم برضا، من أجل إسعاد شعب مصر وإنقاذها من شبح الفيضانات.

ولكن أين حقوق النوبيين بعدما استقرت الأوضاع في مصر؟! "أي منطق وأي دين يجعلك تهجر أناسًا من أراضيهم قصرًا، ويسكن ناس آخرون بدلاً منهم.. هذا ما يطلق عليه التصفية العريقة.

 

·      عانى النوبيون في مصر أثناء التهجير، فماذا عن نوبيي "حلفا" بالسودان؟

لم تكن النوبة منقسمة قبل التهجير إلى نوبيي مصر ونوبيي السوان، لأن بلاد النوبة كانت منذ فجر التاريخ مملكة ممتدة من منابع نهر النيل وحتى جنوب مصر، وهي أحد الشعوب الأصلية لهذه المنطقة، وفي مصر يعد أهل النوبة هم أصل البلاد وجذورها والقاعدة الأساسية لها.

 أما عن نوبيي "حلفا" بالسودان، فقبل التهجير كنا موطنًا واحدًا وأبناء عمومة، ونتحدث لغة واحدة، لكن نظام عبد الناصر عند بناء السد العالي خيرنا ما بين الهجرة إلى مصر أو السودان، لكننا اخترنا الهجرة لمصر، اعتزازاً بمصريتنا، لكن هناك جزء فضل الهجرة في ذلك الوقت إلى منطقة "حلفا" بالسودان، وفارق كبير بين ما حدث أثناء التهجير بين أبناء النوبية في مصر والسودان.

 فالميزانية التي وضعت لعملية التهجير كاملة في مصر والسودان، كانت تصل إلى 25 مليون جنيه، منها 19 مليون جنيه، خصصت لتهجير 22 قرية نوبية سودانية، و6 ملايين جنيه خصصت لتهجير 44 قرية نوبية مصرية.

في ذلك الوقت، تعاملت الحكومة السودانية مع أهالي النوبة المهجرين على مستوى عالٍ من الإنسانية، فقامت بتوزيع أدوات لمساعدتهم على النقل، مثل اللواصق والدبارة والخيش، وقام النوبيون بعد تجهيز أثاثهم وأمتعتهم ومتعلقاتهم بوضعها أمام المنزل.

فيما قام مندوبو التهجير في ذلك الوقت بعمل بوليصة شحن، وإعطاء كل نوبي رقم البوليصة الخاصة به، وبعد ذلك نقلوهم بقطارات بها عربات مخصصة للرعاية الطبية وعربات مخصصة للصلاة، وبعد توصيلهم لمنازلهم التي وجدوها كاملة التجهيز، ووجدوا أمتعتهم وأثاثهم داخل المنزل الجديد.

 

  • وماذا عن النوبيين في مصر؟

تعاملت الحكومة المصرية مع المهجرين من أبناء النوبة بشكل مهين وغير آدمي، فكانوا ينقلوننا في "صنادل" بجوار البهائم والأثاث، إلى منطقة السد العالي، وهناك نقلتنا عربات نصف نقل تابعة للحكومة إلى منطقة التهجير "بكوم أمبو"، وكانت وقتها منطقة صحراوية يطلق عليها "وادي جهنم"، وأطلق عليها هذا الاسم لصعوبة العيش فيها.

 

وصلنا إلى هناك لنجد القليل من المنازل مجهزة للسكن، لكن على الجانب الآخر كان الكثير من المنازل لم يتم الانتهاء من تشطيبها، فضلًا عن أن البعض من أهالي النوبة وجد منزله عبارة عن خطوط مرسومة بالجير على الأرض، وقال لهم المسؤولون في ذلك الوقت، هذا مكان منزلكم الجديد الذي سيتم بناؤه.

ما اضطر هؤلاء الناس لعمل خيام من البطاطين الخاصة بهم، وظلوا على هذا الوضع شهورًا طويلة، حتى انتهت الدولة من بناء منازلهم، ولم تهتم الدولة في ذلك الوقت بإعطائهم خيامًا أو تسكينهم في أماكن بديلة ولو بشكل مؤقت.

http://www.youtube.com/watch?v=QypohlY1XeE

·     وماذا عن التعويضات؟

التعويضات كانت ضئيلة جداً، فعلى سبيل المثال، المنزل في بلاد النوبة القديمة كان له طراز خاص، وأقل مساحة له كانت تصل إلى 1200 متر، ويكون من حوش واسع، وبه ما يشبه المصنع الصغير الذي يجفف فيه البلح والكاركديه والملوخية، وكانت الحيوانات تربى في حظائر خاصة بها بعيداً عن المنزل.

لكن في بلاد المهجر كانت المنازل ضيقة بشكل كبير، وتم بناؤها على أرض رملية "مطبلة" غير صالحة للبناء، ما أدى إلى تشقق للمنازل مع الوقت وسقوطها.

كما أن الحكومة قامت بإعطاء منزل واحد لكل أسرة، حتى ولو كانت تملك في النوبة القديمة عدة منازل.

فيما قدرت الدولة في ذلك الوقت النخيل، الذي كنا نعيش به طوال العام بسعر 10 صاغ للنخلة.

http://www.youtube.com/watch?v=QaRlUpIWyxY

·     التقى عدد من القيادات النوبية بالمشير السيسى.. كيف جاء هذا اللقاء؟

التقيت أنا وعدد من القيادات النوبية بالمشير عبد الفتاح السيسي، المرشح للرئاسة بناء على دعوة موجهة منه.

 وقلت له خلال اللقاء، إن النوبيين يهمهم أمن وأمان مصر في المقام الأول، ثم العودة لبلادنا ثانيًا.

 

  • هل قدم لكم وعودًا في حال توليه الرئاسة؟

السيسي رجل حصيف وذكي ولماح، وليس من النوع الذي يقدم وعودًا ليست بيده بشكل مطلق، ولكنني شعرت بما يوحي بأنه يعدنا بالعودة في عمق حديثه، ولكنه لم يقول ذلك صراحة.

واحترمته كثيراً حين طلب من الحاضرين الدعاء لمصر قائلاً: "أدعو ربنا يولي مصر من يصلح"، فكانت هذه العبارة تنم عن عمق ما يجوب في خاطره.

 

·     لماذا لم يلتق النوبيون بالمرشح للرئاسة حمدين صباحي؟

ننتوي لقاء حمدين صباحى، المرشح للرئاسة، أسوة بالمرشح عبد الفتاح السيسي، ونبادر من خلال موقع "مصر العربية"، بدعوته للقاء النوبيين في أقرب وقت.

 

هل ترى أن حلم العودة إلى النوبة قابل للتحقيق؟

أرى العودة أمام عيني بشكل كبير، ولكني أريد أن أحذر الدولة من غضب النوبيين، فنحن شعب على الرغم من أنه يتحلى بالصبر والمسالمة، إلا أنه يوجد به شباب لم يتحل بطباع النوبيين القدامى ثائر مثل جميع أبناء الشعب المصري، هؤلاء الشباب يرون أن الحق يجب أن ينتزع انتزاعاً.

http://www.youtube.com/watch?v=te9HbB1L04k

اقرأ أيضًا:

دور النوبة فى صناعة الحراك السياسى فى مصر

المرأة وشباب النوبة.. محطات على طريق الثورة

فيديو.."النوبة".. جرح غائر في قلب الجنوب

أقليات مصر.. تهميش وهموم تنتفض أمام الرئيس القادم

النوبة-أزمة-الوعود-الزائفة">النوبة.. أزمة الوعود الزائفة

في ذكري تهجيرهم.. الحدود النوبية لغم في وجه الرئيس القادم

نشطاء نوبيون: حمدين يتجاهلنا والسيسي ذكرنا مجاملةً

طابع بريد بمناسبة مرور 50 عاما على تحويل مجرى النيل

النوبيون: إحنا قاعدين في بلدنا واللي عايز ينفصل ينفصل

النوبيون .. تهجير ومطالب.. ملف تفاعلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان