تمكن الكاتب المصري شريف صالح مؤخرًا من الوصول إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، لدورتها الرابعة 2018-2019، التى ضمّت خمس مجاميع قصصية، عن مجموعته القصصية "مدن تأكل نفسها".
أعرب "صالح" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" عن سعادته بالوصول للقائمة القصيرة قائلا : سعيد جدًا جدًا؛ لأنها جائزة على مستوى العالم العربي كله، ويُشارك بها ما يقرب من 300 مجموعة قصصية، وبالتالي فهذا إنجاز ليس بالبسيط، وأعتبره نوع من التَكْليلُ لمشواري، الذي أسفر عن سبع مجاميع قصصية، ويسعدني أن أكون المجموعة الوحيدة من بين قرابة 80 مجموعة قصصية من جمهورية مصر العربية.
وعن طموحاته للمرحلة المقبلة علق صاحب مجموعة "مدن تأكل نفسها" قائلا : أتمنى التوفيق لجميع الزملاء في القائمة القصيرة، كما أتمنى الفوز لنفسي بالتأكيد، جوائز القصة القصيرة عمومًا مظلومه، فكون وجود جائزة من الكويت لكتاب القصة القصيرة في الوطن العربي كله، فهذا شيء عظيم جدًا يرفع نوع من الظلم عن فن القصة القصيرة، فبالتالي فكرة الجائزة كما أنه تكريم للكاتب، هي أيضًا تكريم للفن الذي يكتبه.
وأردف "صالح" قائلا : لم يكن لدي توقع للوصول للقائمة القصيرة، وذلك ليس عدم ثقة في كتابتي لأني تعبت عليها 3 أعوام، كما أن دار نشر بتانة، تعبوا معي جدًا في البروفات للوصول لأفضل شكل ممكن، ولكني أعتقد أن الجوائز بها نوع من التوفيق القدري، أو ربما ضربة حظ، أو ذائقة محكمين، وأنا لست الوحيد الذي أكتب كتابة جيدة، ولكن هناك غيري الكثير، وكانوا يستحقوا الوجود بالقائمة القصيرة.
وعن مجموعته القصصية " "مدن تأكل نفسها مع المفاتيح والأبواب" قال "صالح" إن المجموعة أول تعاون بينه وبين دار بتانة للنشر، وكانت تجربة جيدة، وجد فيها كل الاحترام والمهنية من الزملاء في بتانة، وعلى رأسهم الدكتور عاطف عبيد مدير الدار، المجموعة عبارة عن إحدى عشر قصة، هي عبارة عن مرثيات للمدن العربية بشكل مختلف بعيد عن الميلودراما وأقرب إلى الفانتازيا ، والهجاء أو السخرية السياسية المبطنة، قد تكون مباشرة نوعا ما.
وتابع "صالح": النصوص الأخرى في المجموعة مثل "مملكة الضحك" عن مملكة خيالية تُحكم بنظام ديكتاتوري، وتمنع الضحك ولا تعرفه في الأساس، وتسعى السلطة فيها بكل الطرق لمنع الشعب إنه يضحك أو يتعرف عن مشاعر ومعنى الضحك، وهكذا في بقية النصوص، هي تناول للمدن في زوايا مختلفة فانتازية نوعا ما، وحرصت دائما على استهلال كل نص بسطر عنوانه المفتاح، وفقرة عنوانها الباب، استعانت فيها بكتاب بنصوص لكتاب عالمين وإشارات ثقافية .
ويذكر أن المجموعة تتكون من 11 قصة هى مملكة الضحك، مسمط الشيخ مسعد فتة، بلد أم الولي، العيش في الأغاني، عيد جميع المخلصين، ابنة بيكاديللي، عقارب في بيت الله، الضبع الماركيزي، إنقاذ تاكيمة الحبيبة، مؤتمر المؤتمرات، ما رواه ابن المقفع.
وأوضح "صالح" رأيه في مكانة الإبداع في الوطن العربي قائلا "الإبداع كله مظلوم في العالم العربي للأسف، نحن نكتب ونعيش في ظروف ليست بالبسيطة علينا نحن المبدعين، ولكن الرواية لديها رواج تجاري أكثر من المسرح والشعر والقصة القصيرة، ولكن الظلم مستمر للأسف، سواء ظلم مجتمعي أو من السلطات في تقدريهم للإبداع أو من الاهمتمام النقدي".
جدير بالذكر أن القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية ضمت "احتراق الرغيف، لوفاء الحربى، عن دار ميلاد للنشر، و"الساعة الأخيرة" لسفيان رجب، دار ميارة للنشر، و"صرخة مونش" لمحمود الرحبى، عن الآن ناشرون وموزعون، و"الطلبية C345" لشيخة حسين حليوى، عن منشورات المتوسط، و"مدن تأكل نفسها" للكاتب المصرى شريف صالح.
وتجدر الإشارة إلى أن شريف صالح درس في كلية دار العلوم، كما حصل على دبلوم النقد الفني من أكاديمية الفنون، ودرجة الماجستير في النقد الأدبي، وحصل مؤخرًا على الدكتوراه في النقد المسرحي من أكاديمية الفنون، ومن أعماله الأدبية "إصبع يمشي وحده، مثلث العشق، شخص صالح للقتل، بيضة على الشاطئ، شق الثعبان، دفتر الأحلام ومسرحية رقصة الديك" ، وروايتان هما "حارس الفيسبوك" عن الدار المصرية اللبنانية، ورواية للناشئة بعنوان "سوشانا والحذاء الطائر"، عن دار شجرة.
وقد حصد شريف صالح علي عدد من الجوائز، منها جائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحية "رقصة الديك" عام 2010، جائزة ساويرس في القصة القصيرة عن مجموعة "مثلث العشق" عام 2011، جائزة دبي الثقافية عن مجموعة "بيضة على الشاطئ" عام 2011.