رئيس التحرير: عادل صبري 08:17 صباحاً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بعد فوزه بـ«كتارا».. مصطفى الشيمي: الكتابة محاولة للسيطرة على فوضى العالم (حوار)

بعد فوزه بـ«كتارا».. مصطفى الشيمي: الكتابة محاولة للسيطرة على فوضى العالم (حوار)

ميديا

الكاتب الشاب مصطفى الشيمي

بعد فوزه بـ«كتارا».. مصطفى الشيمي: الكتابة محاولة للسيطرة على فوضى العالم (حوار)

حوار- آية فتحي 20 أكتوبر 2019 15:43

حصد الروائي الشاب مصطفى الشيمي مؤخرًا جائزة كتارا فرع رواية الفتيان غير المنشورة في دورتها الخامسة، عن روايته "القط الأسود".

 

حاورت "مصر العربية" صاحب رواية "حي" ومجموعة "بنت حلوة وعود"  ومجموعة "مصيدة الفراشات" ورواية "سورة الأفعى"، للحديث حول الجائزة التي فاز بها، وعن عمله الفائز، وطموحه للمرحلة القادمة، وعن مشاريعه الأدبية القادمة.

وإلى نص الحوار...

 

انطلاقا من مباركتنا بفوزك بجائزة كتارا فئة رواية الفتيان غير المنشورة.. ما هو رد فعلك على هذا الفوز؟ وهل كنت تتوقعه؟ ولمن تهدي هذا الفوز؟

 

الفوز بجائزة كتارا خطوة أخرى على الطريق، إضافة مهمة إلى مسيرتي الأدبية، تأتي لتؤكد على جودة هذه الكتابة، وكل جائزة حصلت عليها كانت تؤكد ذلك، وتغرس اسمي أكثر في الثقافة العربية.

 

ما أسعدني كذلك هو الفوز برواية للفتيان Young Adult، هذه المرة، وليس أدب للكبار، كما اعتدت.

 

لكن هل كنت أتوقع ذلك؟ لا أعرف! سعيد أن الجائزة انحازت إلى هذا اللون من الكتابة، وإن كان لي امرأة تمثل شعلة النار، كانت مؤمنة بذلك، وكانت تقول إن كتارا هذا العام لي. إلى أميرة بدوي أهدي هذا الفوز، وإلى آدم ورغد.

 

إلى أي مدى تمثل لك الجوائز الأدبية أهمية؟

منذ عشر سنوات، حصلت على الجائزة الأدبية الأولى، ومنذ ذلك، رأيت أن الجوائز الأدبية تقدم كتابتك بصورة جيدة، تحقق لكَ التواجد، إلى جانب قيمتها المادية بالطبع. لا أنكر أن الجوائز تمثل سلطة ثقافية، مؤسسات مهيمنة، قد تنحاز إلى نمط على حساب نمط، لكن الأهم أنها قد تدافع بشراسة عما تؤمن وتغير من مجرى النهر.

 

 على سبيل المثال، أذكر رد الفعل عام ٢٠١٧ عندما أعلنت كتارا عن فرع جديد في جائزتها، هو الفتيان، كان رد فعل بعض الأدباء الشباب غريبًا، العديد منهم لا يعرفون هذا التصنيف في أدب الطفل! كتارا غيرت من مسار النهر إذًا، على الأقل بالنسبة لرواية الفتيان وشجعت على كتابة –مهمشة- لم يعرف البعض بوجودها.

 

وكذلك يمكن النظر إلى منحة آفاق في نتائج منحتها عام ٢٠١٩، إذ انتقدت طغيان الهموم الأيدولوجية ومنهجية التلقين على فنية النص وجماليات الكتابة في الكتابة للأطفال – وهي بذلك تنتقد الكتابة السائدة وتنتقد كذلك الجوائز التي ترسخ هذا اللون، وأتفق معها في سعيها نحو نقل أدب الطفل من فضاء التلقين والوعظ إلى فضاء الإيحاء والتأمل.

 

حدثنا عن روايتك الفائزة "القط الأسود"؟

رواية "القط الأسود" تسمو فوق الواقع، إذ تقدم عالمًا غرائبيًا للطفل. مدينة مظلمة يحكمها قط أسود سمين يرتدي تاجًا، تستعير من عالم جورج أوريل في رواية ١٩٨٤ إذ تقدم هذا القط بصورة الأخ الأكبر، لكن هذا القط –المُحتل- يسرق ظلال الأطفال ويعلقها فوق أحبال الغسيل للسيطرة عليهم، وعلى الفتاة التي دلفت إلى هذا العالم أن تجد طريقًا للعودة، والأهم أن تساعد أطفال الغابة -الذين طردوا من مدينتهم إلى المخيمات- في العثور على ظلالهم.

 

مثل هذه الكتابة التي تقوم على الخيال، لا الوعظ، أعتقد إننا بحاجة إليها في أدب الطفل العربي، لذلك بالطبع سعيد بانحياز جائزة كتارا إلى هذا اللون.

 

ما هي صعوبة كتابة رواية الفتيان؟

لا أريد التطرق إلى نقطة اللغة البسيطة التي تناسب الفئة العمرية للناشئة ومستوى القراءة، أعتقد أنها فكرة بديهية، لكن الأهم من ذلك هو ماذا تريد أن تقدم للناشئة؟ لا زلنا –للأسف- نقدم للطفل – في مختلف الفئات العمرية- كتابة مدرسية، وعظية، قائمة على التلقين. كتابة لا تغير من الوعي، لا تقدم منظورًا مختلفًا للعالم، في عصر حافل بالوسائط المختلفة، وأهمها الصورة. أعتقد أن الصعوبة الكامنة في كتابة رواية الفتيان – أو الطفل- تكمن في وعينا نحن الكتاب.

 

علينا أن نراجع مفهومنا عن الوصاية، وكذلك تراتبية القيم: الطاعة أم الاستقلالية؟ التجربة أم التلقين؟ ما يريده الطفل هو اكتشاف العالم، لكن أدب الطفل العربي يكذب ويخادع ويعده باليوتوبيا، وأعتقد أن علينا أن نكون صادقين أكثر من ذلك.

 

بالحديث عن بدايات مصطفى الشيمي.. ما الذي أغراك بالكتابة ودفعك إليها؟ وبمن تأثرت من الأدباء؟

أردتُ أن أفهم نفسي في وقت ما، كانت الكتابة الطريقة الأفضل لذلك. ربما فهمت نفسي إلى حد ما، لكنني لم أفهم العالم، وربما ذلك ما قادني أيضًا إلى الكتابة. العالم مرهق، والكتابة هي محاولة للسيطرة على هذه الفوضى في نسق أفضل، تخيل مسارات أخرى كانت من الممكن أن تكون أفضل، احتمالات لا نهائية.

 

قرأت للعديد من الأدباء: نجيب محفوظ، ماركيز، باتريك زوسكيند، وغيرهم، وربما تأثرت بظلالهم والأساطير التي تروى عنهم أكثر. حرصت منذ بدايتي مع الكتابة أن أجد صوتي، كتابة تشبهني، وعالم يمتد إليّ.

 

ما بين الكتابة في الروايات والقصص إلى أيهم يميل قلبك؟

سؤال صعب. أكتب المسرح أيضًا وقصائد النثر! أعتقد أن كل جنس أدبي يشدني بشكل ما، كما أنني لست مؤمنًا بوجود حدود قطعية بين الأجناس الأدبية، الكتابة هنا وهناك تفيدُ المبدعَ، تجعلك تستعير من التقنيات ما تريد، ربما ميزة كتابة الرواية – بالنسبة لي- أنها تفصلني تمامًا عن العالم، أعيش مع أبطالها لعامين أو أكثر، تذوب الحدود أيضًا بين الواقع والخيال، يصعب عليّ الانفكاك من مصائرهم أو نسيانهم.

 

ما هو طموحك بعد الفوز بكتارا؟

الكتابة. كتابة نصوص أفضل.

 

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟

انتهيت من روايتي الثالثة، يتبقى فقط مراجعتها وتحريرها وهي الخطوة الأهم والأصعب في الكتابة، كذلك أعمل على رواية أخرى منذ عامين، وأتوقع أنها ستكتمل أخيرًا بنهاية هذا العام.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان