"واحدة من صناع البهجة في السينما المصرية، نبرة صوتها المميزة، وأدائها المختلف، جعل منها أيقونة لضحك،  لتصنع شخصيات وإفهات كوميدية لا تنسى".. إنها الفنانة ماري منيب التي تحل اليوم ميلادها.

ويحتفل محرك البحث جوجل بعيد ميلادها الـ 114ومن أشهر أفيهات الممثلة الراحلة "إسألينى أنا ده أنا مدوباهم اتنين.. بلا نيلة..إنتى جاية اشتغلى إيه".

ولدت في بيروت في عام 1905،و جاءت مع أسرتها إلى مصر وسكنت ، شبرا بمدينة القاهرة، بدأت موهبتها الفنية في سن صغيرة.

بدأت مشوارها كراقصة في الملاهي، وكمغنية، وكان أول وقوف لها على خشبة المسرح وهي في عمر الرابعة عشر من عمرها، في مسرحية "القضية نمرة 14"، وتروي في حوار لها مع التليفزيون الكويتي، عام 1970، أنها حينما شاهدت الجمهور لأول مرة أُصيبت بالخرس ولم تنطق كلمة واحدة وانسحبت.

تعرفت على الممثل الكوميدي "فوزى منيب" وتبادل الثنائي نظرات الإعجاب ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى تزوجا داخل احدى القطارات، وكان عمرها وقتها 14 عاما، وعملت معه .

عملت عدد من الفرق المسرحية منها يوسف وهبي التي تركته بعد فترة قصيرة لأنه حصرها في الأدوار الدرامية.

كانت النقلة الكوميدية لماري منيب وانطلاقتها الحقيقية في عالم الفن كانت في ثلاثينيات القرن العشرين على المسرح، بعد انضمامها إلى فرقة الريحاني عام 1937، وظلت تعشق هذا المسرح حتى أنها قالت "أتمنى على مسرح الريحاني وتطلع جنازتي ".

بدأت تجسيد دور الأم وعمرها لم يتجاوز 35 عاما،  اشتُهرت فيها بدور الحماة التي تحاول تخريب حياة أبنائها بالتدخل المفرط ثم تنسحب من حياتهما.

وصل عدد أفلامها إلى ما يقرب من 200 فيلم، ومن أشهر أفلامها "حماتي ملاك، الحموات الفاتنات، وحماتي قنبلة ذرية".

كان إفيه "أنا مدوباهم اتنين"  من إختراعها حيث كانت تسخر من حياتها وأنها تزوجت من رجليين في الحقيقة.

زيجتها الثانية كانت من المحامي عبد السلام فهمي زوج شقيقتها التي توفيت لتُربي أولادها، وأنجبت منه ولدين وبنتا وعاشت "ماري" مع أسرته المسلمة، حيث تأثرت بالطقوس الإسلامية، وتلاوة القرآن الذي كان يُتلى كل يوم في منزل حماتها، وكانت تشرح لها حماتها معاني السور، وحفظت بعض آيات القرآن.

أشهرت إسلامها في محكمة مصر الابتدائية عام 1937، وصدرت وثيقة بإشهار إسلامها لدى فضيلة الشيخ محمود العربي، والشيخ أحمد الجداوي رئيس المحكمة.

واختارت لنفسها اسم أمينة عبد السلام نسبة إلى زوجها عبد السلام فهمي عبد الرحمن أحمد، المقيم بنفس المنزل المذكور"، وعليه فإن "فهمي" كان سببًا في إسلام شقيقتها ثم إسلامها أيضًا.

حفيدتها أمينة أكدت في أحد حوارتها أن ماري منيب ليست حماة قاسية كما كنت تؤدي في أعمالها الفنية ولكنها كانت تتمتع بقلب طيب.

يذكر أن ماري منيب توفيت عام 1969 عن عمر يناهز 64 عامًا، تاركة تاريخ طويل من  السينما والمسرح.