استطاع الكاتب سعيد نوح، أن يعبر عن الشخصية القبطية الحالية بكثافة في روايته السابقة "أحزان الشماس"، ليعيد التجربة مرة ثانية في "أحوال مظلوم".
لم يدخل سعيد نوح؛ إلى العالم المسيحي ليكشف عن المسكوت عنه، من السطح، بل قرر أن يغوص في الأعماق وأن يشاهد ويرى قبل أن يخط بقلمه على الورق.
وفي رواية "أحزان الشماس" ذهب سعيد نوح؛ إلى دير المحرق وعاش هناك شهراً كاملاً متخفياً، ومتواطئاً مع صديق له راهب مستغلاً أن اسمه لا يدلّ على أنه مسلم.
وبعد الدخول للحياة السرية للأديرة، تكشف رواية "أحوال مظلوم" لسعيد نوح، المسكوت عنه في البعثات التبشرية للشرق قبل قرنين من الزمان.
يكشف سعيد نوح في "أحوال مظلوم" المسكوت عنه في عالم الشعب المسيحي وعلاقته بالكنيسة الشرقية، من خلال أسرة مظلوم التي بدأ وجودها في مصر مع نهايات القرن التاسع عشر.
ولا يكتفي نوح بالكشف عن المسكوت عنه في عالم الكنيسة، بل يغامر بالغوص في البعثات التبشيرية التي أتت إلى مصر في هذا الوقت وكيفية تغيير المذاهب على يد هؤلاء التبشيريين، حيث يتم تغيير مذاهب البعض من المذهب الأرثوذكسي إلى الإنجيلي.
كما تكشف عن أحوال القلب والعشق التي تقع فيها الراهبات، وهل يتحملن ذلك أم يقمن بالهروب إلى الأديرة والرهبنة؟!.
وتستعرض الرواية علاقة الكنيسة بالإرساليات الغربية التي قدمت إلى مصر في هذا التوقيت ودورها في تغيير كثير من المسيحيين المصريين لملتهم ومذهبهم.
يذكر أن، سعيد نوح؛ روائي مصري صدر له عدة أعمال أدبية منها "رواية كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد" الهيئة العامة لقصور الثقافة 1995، "رواية دائما ما أدعو الموتي" مكتبة الأسرة 2002، المجموعة القصصية "تمثال صغير لشكوكو" دار ميريت 2005، "رواية 61 شارع زين الدين" دار الهلال 2007، "روايه ملاك الفرصه الأخيرة" دار الفكر 2008، "رواية ثلاثية الشماس" عن سلسلة إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة 2010.