رئيس التحرير: عادل صبري 04:51 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أحمد زكي.. بطل من «أرض الخوف»

أحمد زكي.. بطل من «أرض الخوف»

ميديا

الفنان أحمد زكي

أحمد زكي.. بطل من «أرض الخوف»

كرمة أيمن 27 مارس 2017 13:05

"هو أفضل من هي".."أز أز كابوريا أزأز كابوريا لو أزأزوني هأزز أيه".. "أنا بيه أنا بيه أنا بيه".. "إن ماقدرتش تضحك متدمعش ولا تبكيش".. أغاني أمتعنا بها فتى الشاشة الأسمر أحمد زكي، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ 12،لكنها لم تكن مجرد كلمات كانت رسائل ذات مضمون وهدف.

 

أحمد زكي، الفنان الموهوب، الذي تألق بسبب تقصمه الشديد للدور، كاريزمته كانت عاملًا كبيرًا ليدخل القلوب دون استئذان، رغم عدم امتلاكه لمقومات فتى الشاشة كالوسامة، إلا أنه رسم دربه وبقانونه الخاص اعتلى هرم النجومية..  

ولد أحمد زكي في 18 نوفمبر 1949، من رحم "أرض الخوف" فلم يهب شيئًا، ورغم حياته البائسة سطر  شهرته ونجوميته الفنية بعدد من الأعمال وثقت باسمه تاريخ مصر في السينما.



بدأ طريقه مع العذاب وهو مازال طفلًا بعد توفي والده بعد مولوده، لتتزوج والدته من رجل آخر، ويعيش مع جده ويتربى في بيوت الأقارب، ليعيش الحرمان منذ صغره.

ولعل هذا الحرمان هو من فجر طاقاته الفنية، كان قليل الكلام يكتم آلامه بداخله، وعلى مسرح المدرسة ظهرت المواهب المدفونة للنور وانضم إلى فرقة التمثيل المدرسي بمراحله المختلفة.

وقرر ألا يترك موهبته تذهب هباءً فالتحق بمعهد الفنون المسرحية، وأثناء دراسته شارك مع الفنا محمد مدبولي في مسرحية "هالو شلبي"، وتخرج من المعهد عام 1973 بتقدير امتياز.

"مدرسة المشاغبين" أول عمل شارك فيه أحمد زكي بعد تخرجه، واختاره المخرج جلال الشرقاوي عام 1973م، ليكون أحد الطلاب المشاغبين ويرسموا البهجة على وجوه الجمهور حتى يومنا هذا.



ومن خشبة المسرح انطلق في مشواره الفني، للسينما والتليفزيون، وكانت اول بطولة له في فيلم "شفيقة ومتولي"، ليقدم بعدها "إسكندرية ليه، الباطنية، طائر على الطريق، العوامة 70، عيون لاتنام، النمر الأسود، موعد على العشاء، البريء، زوجة رجل مهم، حليم، مستر كاراتيه، استاكوزا، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، ضد الحكومة، ناصر 56، أرض الخوف، إضحك الصورة تطلع حلوة، أيام السادات، معالي الوزير".

ومن خلال الشاشة الصغيرة كان موعوده يوميًا مع الجمهور، ليلمع في مسلسلي "الأيام" و"هو وهي"، كما قدم أكثر من 15 عمل درامي.



وعلى المسرح كان أحد أفراد أسرة "العيال كبرت"، كما شارك في مسرحية "أولادنا في لندن"، و"اللص الشريف"، و"القاهرة في ألف عام".

وعبر الأثير أطلع صوته المميز الذي طالما ما امتعنا به خلال أعماله الفنية جميعًا، فكان الغناء ملازمة له وعلى الرغم من عدم عذوبة صوته، إلا أنه كان بارعًا في الإمتاع ويستطيع بأدائه جذب الأنتباه، ليقدم لنا في الإذاعة "دموع صاحبة الجلالة"، و"عبد الله النديم"، والمسلسل الإذاعي "يكفينا الشر" و"أوراق ضاحكة".


 



ولعل السر في تألق ونجاح فتى الشاشة الأسمر، تكمن في هذه الجملة التي جاءت على لسانه: "الواحد لما بيحس الشخصية بيلاقي فيها حاجات بتبقى جواه.. لذلك في كل فيلم بتلاقي مشيتي متغيرة، مش ببقى قاصدها.. ببقى حاسس الحالة فالحالة بتمشي كده".

وفي حياته الأسرية، تزوج الفنان أحمد زكي، مرة واحدة فقط كانت من الفنانة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم الذي اتجه أيضاً إلى التمثيل، واستكمل دور والده في فيلم حليم عقب رحيله.


ويبدو أن وفاة زوجته في منتصف الثمانينات كان استكمالًا لسلسلة الأحزان في حياة أحمد زكي، ليعيش بعدها وحيدًا، لكنه قرر أن يحتضن ابنه ولا يلقيه في نفس المصير الذي ذاقه في طفولته.



توج مشوار فتى الشاشة الأسمر، العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني حيث حصل علي جائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" عام 1989، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "كابوريا" 1990، كما حصل على جائزة أحسن ممثل عن فيلم "أيام السادات" عام 2001، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "معالي الوزير" عام 2002.



كما حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى - منحه الرئيس المصري السابق مبارك - كنوع من التكريم عن أدائه في فيلم "أيام السادات"، واحتكاره لجوائز أفضل ممثل مصري عدة أعوام متلاحقة.
 

وفي 27 مارس 2005، توفي الفنان أحمد زكي عن عمر ناهز 56 عامًا، إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، ودخل المستشفى في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن، وشييع جثمانه إلى مقبرته بمدينة السادس من أكتوبر التي أشرف بنفسه على بنائها.




  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان