"إنه أيضا وقت سيء على وجه الخصوص للتفوه بنكتة بشأن نهر النيل، لا سيما وأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا ترك الحكومة المصرية في حالة من القلق بشأن مستقبل إمدادات المياه".
جاء ذلك في سياق تقرير بصحيفة واشنطن بوست، حول الورطة التي تواجه المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب بعد مزحة خلال إحدى حفلاتها ربطت فيها بين مياه النهر ومرض البلهارسيا.
التقرير المذكور جاء بعنوان "مطربة مصرية شهرية "فرقعت" نكتة حول نهر النيل، لكنها تواجه المحاكمة".
وإلى مقتطفات من النص الأصلي
على مدى قرون، يحظى نهر النيل بتوقير في مصر كمصدر للفخر العظيم.
إنه يمثل ضرورة للقطاع الزراعي والصناعي ومياه الشرب، وبمثابة شريان للشعب المصري.
ولذلك على ما يبدو، على الأقل في نظر الحكومة المصرية، فإن النهر الذي يتجاوز طوله 4000 لا يؤخذ على محمل الهزل، حيث يمكن أن تجد نفسك ماثلا أمام المحكمة بسبب نكتة علنية عن النيل.
وتوجه المطربة المشهورة شيرين عبد الوهاب اتهامات بالتحريض والإضرار بالمصلحة العامة بعد "نكتة" عن نهر النيل خلال إحدى حفلاتها.
وكان أحد جمهور الحفل قد طلب من شيرين الاستماع إلى أغنيتها ذائعة الصيت "ماشربتش من نيلها"، فأجابته أن ذلك قد يصيبه بالبلهارسيا، ذلك المرض الذي تسببه ديدان طفيلية، وتنتقل عدواه عبر المياه.
وتابعت شيرين: "اشرب إيفيان إحسن".
وبعد عقود من محاولة محاربة البلهارسيا، أطلقت الحكومة المصرية العام الماضي برنامجا بملايين الدولارات يستهدف القضاء على المرض للأبد.
مقطع الفيديو الذي حقق انتشارا هائلا على مواقع السوشيال ميديا مأخوذ من حفل غنائي أقامته شيرين في الإمارات قبل أكثر من عام.
الأربعاء، صرحت مصادر قضائية إن شيرين عبد الوهاب ستمثل أمام المحكمة في دسيمبر على خلفية تعليقاتها.
وتواجه شيرين دعاوى قضائية إحداها من المحامي هاني جاد الذي اتهمها بـ "إهانة الدولة المصرية".
ورفع جاد الدعوى في محكمة الجنح مدعيا أن تعليقاتها سخرت من مصر في وقت تعمل فيه الحكومة على جذب السياح.
الأربعاء، أعلن مسؤولون قضائيون أن شيرين ستمثل أمام المحاكمة في 23 ديسمبر المقبل لانتهاكها أحد بنود قانون العقوبات الذي يحظر إذاعة أي معلومة أو شائعة من شأنها "الإخلال بالأمن العام، ونشر الرعب بين المواطنين، أو الإضرار بالمصلحة العامة".
واتخذت نقابة الموسيقيين قرارا بمنع شيرين من الغناء وتحويلها للتحقيق، واتهمتها بارتكاب "سخرية غير مبررة تجاه مصرنا العزيزة"، بحسب بيان النقابة.
وأوردت شيرين بيان اعتذار عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك قالت فيه:
أنا شيرين عبد الوهاب التي غنت لمصر و شهدائها و لم تتأخر لحظة في تلبية نداء وطنها في أي وقت بصوتها و اسمها و كل ما حققته، رفضت الغناء في أي دولة علي خلاف سياسي مع وطنها مهما كانت الاغراءات أو المقابل و دون أن يطلب منها أحد ذلك، و هذا ليس فضل و انما واجب و شىء بسيط مقارنة بما اعطته لها بلدها و أبناء بلدها الذين جعلوها الآن فيما هي عليه.
شيرين التي تفخر عندما تغني في اي دولة و يسبق اسمها لقب المطربة المصرية و تجده شرف ما بعده شرف، و نعمة من الله أنها نشأت في هذا الوطن.
هذه المقدمة ليست للدفاع عن خطأ و لا للهروب من اعتذار واجب من دعابة لم تكن في محلها و من تعبير خانها، فالخطأ خطأ و الصواب صواب.
هذا الفيديو الذي أصاب أبناء وطني بالصدمة من حفلة في الشارقة منذ أكثر من عام و لن أبحث وراء من إحتفظ به كل هذه المدة ليظهره الآن و في هذا التوقيت، و عندما شاهدته شاهدته كما لو كان هذا الموقف يحدث أمامي لأول مرة و كما لو كانت من تتحدث فيه شخص غيري فأنا بالفعل لا أتذكر اني قلت هذا الكلام لأنني بالطبع لا أعنيه و لا يعبر عما بداخلي تجاه وطني ، و كما ذكرت سابقا كانت دعابة سخيفة لو عاد الزمن بي بالتأكيد لما كررتها.
وطني الحبيب مصر و أبناء وطني مصر أعتذر لكم من كل قلبي عن أي ألم سببته لأي شخص فيكم و يعلم الله مدي حبي و إنتمائي لبلدي مصر و لكم جميعا، فلم و لن أنسي فضل مصر و فضلكم و أعدكم بأن أتدارك مستقبلا مثل هذه الأخطاء الساذجة التي تضعني الآن أمامكم في مثل هذا الموقف الذي أتمني لو لم أكن فيه الآن. أنا آسفة.
إنه أيضا وقت سيء للتفوه بنكتة بشأن نهر النيل، لا سيما وأن السد الذي تبنيه إثيوبيا ترك الحكومة المصرية في حالة من القلق بشأن مستقبل إمدادات المياه.