تحت عنوان "الاعتقالات السعودية تظهر أن ولي العهد يتحمل مخاطرة الإصلاح بحماس"، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على حملة الاعتقالات التي شنتها المملكة مؤخرا على عشرات الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين، متسائلة هل تجاوز ولي العهد بهذه الإجراءات الخطوط الحمراء؟.
وقالت الصحيفة، لم يشك أحد أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عجلة من امره، لتوطيد أركان حكمه، لكن قرار اعتقال 11 من الامراء واربعة وزراء حاليين، وعشرات من الوزراء السابقين يظهر أنه يتحمل مخاطر نادرا ما يشهدها الشرق الاوسط.
وأضافت، الملياردير الأمير الوليد بن طلال، الذي يملك المملكة القابضة للاستثمار، كان ضمن قائمة الاعتقالات، ويعتقد أنه محتجز في فندق ريتز كارلتون، وتشير هذه الإجراءات إلى أن الأمير على استعداد لمعادة أكبر الشخصيات في المملكة لتنفيذ إصلاحاته وتوطيد سلطاته.
من الناحية النظرية، يمكن أن يكون الأمير محمد في السلطة لمدة نصف قرن، والسؤال، هل سيكون ناضج لحكم المملكة لهذه الفترة الطويلة.
وقال ولي العهد، إن الاعتقالات تظهر تصميمه على القضاء على الفساد، وهو شرط مسبق لاقتصاد اكثر انفتاحا، إلا أن قلة يعتقدون أن الاعتقالات، قرار مستقل صادر عن هيئة فساد جديدة، أنشئت قبل ساعات من القرار برئاسة ولي العهد.
وأوضحت الصحيفة، أن السرعة وعدم القدرة على التنبؤ التي يتصرف بها ولي العهد، جزء من نمط سلوك من غير المحتمل أن يطمئن المستثمرين.
ومنذ اقترابه من العرش يونيو الماضي وتيرة الإصلاح سريعة، حيث منح النساء الحق في القيادة، ومن المقرر افتتاح دور السينما، ورحب بالسياح في محاولة لجعل المملكة أقرب إلى نموذج الإمارات، وتجهيز الاقتصاد للحياة بعد النفط.
وأشارت الصحيفة، إلى إن ولي العهد كان جريئا بنفس القدر في سياسته الخارجية، فهو يسعى لكبح إيران وتهميش قطر، وبدأت السعودية حربا لا نهاية لها في اليمن لقمع الحوثيين المدعومين من إيران.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول السعوديون إجبار المعارضة السورية على إعادة صياغة مطالبها لإنهاء الحرب الأهلية، في ما يبدو وكأنه تحالف غير مستقر مع روسيا.
وقالت الصحيفة، إن برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، تدعمه إلى حد كبير الإمارات، وهو ما يمثل ثورة في واحدة من أكثر دول العالم تحفظا.
وتساءلت الصحيفة، هل اتخذ ولي العهد السعودي الكثير من القرارات في وقت واحد، وهل تجاوز الخطوط الحمراء، فحملة التطهير الأخير علامة على أنه يعلم أن المعارضة تتوحد، ويعتقد أن الشباب المتعلم المحروم من وسائل الإعلام الاجتماعية يريدون إصلاحات بوتيرة أسرع.
واختتمت الصحيفة تقريرها، بأن صدى ليلة السبت التي وصفت بـ " السكاكين الطويلة" قد تكون مجرد بداية.
