وسط ضجيج أصوات الرصاص وأزيز الطائرات، يعقد أبناء عمر المختار أول اجتماعاتهم في العاصمة الألمانية برلين، بحثا عن وقف للدمار والقتال الدائر في ليبيا منذ سنوات.
في العاصمة الألمانية برلين ووسط حالة من الفرقة بين الليبيين، يعول الجميع على وقف آلة الحرب الغاشمة التي أسقطت مئات القتلى وآلاف الجرحى في العام الأخير فقط.
وتستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأحد، مؤتمراً حول ليبيا، من المقرر أن تشارك فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا؛ ومصر والإمارات والجزائر؛ والكونغو. وفق تقارير إعلامية.
مؤتمر برلين بحد ذاته جلب طرفي الصراع الرئيسيين المشير خليفة حفتر رئيس أركان الجيش الليبي، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والأطراف المتدخلة بالشأن الليبي إلى طاولة الحوار.
بدوره، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تفاؤلاً حذراً، إزاء فرص نجاح مؤتمر حل الأزمة الليبية.
وفي نشاط دولي غير مسبوق، أكدت قوى عالمية كبرى حضورها المؤتمر، والضغط من أجل إيجاد حلول لوقف الاقتتال.
في هذا السياق، أعلن الكرملين مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً دعم موسكو لإيجاد حل سياسي في ليبيا.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن أجندة المؤتمر تتماشى بالكامل مع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية الليبية.
كما أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون أنه سيحضر المؤتمر، كذلك أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر لمناقشة الصراع الليبي.
في حين تحدثت مصادر عن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون.
مراقبون للشأن الليبي يقولون في تصريحاتهم إن المؤتمر في ألمانيا ليس للألمان فقط، فكل أوروبا تبحث عن تهدئة في ليبيا، مؤكدين أن المؤتمر فرصة ذهبية لألمانيا والاتحاد الأوروبي لإظهار قوته.
دانيال جالاخ رئيس تحرير مجلة "تسينيت" في برلين يقول إن المؤتمر يوفر الفرصة الذهبية لألمانيا كقوة وساطة بدعم وتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهذا يظهر قوة الدبلوماسية في جلب كل الأطراف المتعلقة بالشأن الليبي إلى الطاولة.
ويضيف، وفق وسائل إعلام، أنه إذا ما فشل المؤتمر في برلين فإن ذلك ستكون له نتائج كارثية، كما سيصعب من أن تقوم أطراف أخرى بالتدخل لحل الصراع مرة أخرى.
وسينصب تركيز المسؤولين الألمان في هذا المؤتمر هذه المرة على الأطراف التي لها يد في الصراع بليبيا، والسياسات الدولية، وليس على طرفي الصراع الممثلين في السراج وحفتر اللذين لن يكون لهما مشاركات عملية رغم توقع حضورهما أو حتى توقيعهما اتفاقا كما يوضح رئيس تحرير مجلة "تسينيت".
وأضاف: كما أن المسؤولين الألمان لن يكتفوا بإقامة هذا المؤتمر فحسب، بل ستتبعه مؤتمرات أخرى ومجموعات عمل ربما تلتقي كل فترة تقدر بأسبوعين تناقش مسألة المليشيات وتقليص وصول الأسلحة إليها.
ويرى جالاخ أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان بجهد روسي تركي هو محاولة لسحب البساط من المبادرة الألمانية، ولكنه فشل، وهذا ما حفز الألمان ببذل كل جهودهم لمحاولة حل الصراع لقطع الطرق على الأطراف الأخرى لا سيما الأتراك والروس، وحتى لا تكون هناك تدخلات عسكرية من قبلهم، بحسب قوله.
جدير بالذكر أنه جرت، الاثنين الماضي، محادثات في موسكو، بمبادرة تركية-روسية، لوقف إطلاق النار بين قوات الحكومة الليبية وقوات حفتر.
ووقَّع السراج خلال المباحثات على اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين طلب حفتر، الثلاثاء، مهلة يومين لإجراء استشارات، لكنه غادر العاصمة الروسية موسكو دون التوقيع على الهدنة.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة الشرعية، وهو ما أجهض جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.